الحسن الثاني ومانديلا.. ذاكرة دعم مغربي مبكر لحركة تحرير جنوب إفريقيا قبل أن يعترف بها العالم    لجنة تسيير قطاع الصحافة تسلم حصيلتها للحكومة وتوصي بإصلاح جذري ينطلق من تأهيل المقاولة والإعلاميين    ارتفاع طفيف في أسعار الغازوال واستقرار في البنزين بمحطات الوقود بالمغرب    58 ألفا و573 شهيدا حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء الحرب    هيئة مغربية تدين العدوان الإسرائيلي الغاشم على سوريا وتدعو لوقف إفلات تل أبيب من العقاب    توقيف فرنسي مبحوث عنه دوليًا لتورطه في قضايا تبييض أموال وترويج المخدرات    بني ملال.. الوكيل العام للملك يوضح تفاصيل حادثة وفاة المعتصم على الخزان    محكمة كيبيك تدين هشام جيراندو بتهمة التشهير وتعويضات تفوق 160 ألف دولار    مقتل مغربي طعنًا في اسبانيا    إدارة سجن برشيد ترد على اتهامات سجين سابق وتنفي وجود اختلالات    الدورة الثانية لمهرجان العيطة المرساوية تنطلق عبر ثلاث محطات فنية بجهة الدار البيضاء سطات    المساعدات الدولية للبلدان الفقيرة في مجال الصحة قد تسجل أدنى مستوياتها منذ 15 عاما    بورصة البيضاء تغلق على الانخفاض    أكثر من 300 قتيل في جنوب سوريا    أخبار الساحة    حميد الدراق: الحكومة أخلفت وعودها في النمو والقدرة الشرائية وتورطت في مديونية مقلقة    النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان تنتفض ضد إقصاء الفنانين وتجاهل حقوقهم في مهرجانات الشواطىء    رحلة إلى قلب الفلامنكو في مسرح رياض السلطان بطنجة    خواطر وهمسات على أديم الفضاء الأزرق    في المؤتمر الإقليمي الخامس بالناظور.. إدريس لشكر الكاتب الأول: حزبنا بيت الديمقراطية، والعدالة المجالية مدخلٌ للتنمية ومصالحة الوطن مع أطرافه    الحشرة القرمزية تعود لتهدد حقول الصبار بالمغرب    هل تكتب أو تنشر أو ترسم للأطفال؟..الجائزة الدولية لأدب الطفل ترحّب بالمواهب المغربية والعربية.    مجلس النواب يصادق على مشروع القانون المتعلق بإحداث "مؤسسة المغرب 2030"    التقدم والاشتراكية: احتجاج آيت بوكماز تأكيد على ضرورة النهوض بالعدالة المجالية والاجتماعية    وزارة الثقافة الفرنسية: المغرب خزان فني في ازدهار مستمر    إحداث نحو 49 ألف مقاولة بالمغرب مع نهاية ماي منها أزيد من 15 ألفا في البيضاء    ارتفاع كمية مفرغات الصيد البحري بميناء طنجة    الاتحاد الدولي لكرة القدم يكشف عن برنامج بيع تذاكر كأس العالم 2026    إسرائيل تقصف رئاسة الأركان السورية    اختتام برنامج "تجديد المعارف" لفائدة الأطر الحاصلين على رخصة "كاف برو"    رسميا.. ريال مدريد يعلن رحيل لوكاس فاسكيز وإقامة حفل وداع خاص بحضور بيريز    أحزاب إسبانية تقاضي زعيم "فوكس" بتهمة التحريض على الكراهية ضد المهاجرين المغاربة    مسلسل "سيفيرانس" يتصدر السباق إلى جوائز إيمي بنيله 27 ترشيحا    خامنئي: هدف الحرب إسقاط النظام    دراسة: تناول البيض بانتظام يقلل خطر الإصابة بمرض الزهايمر لدى كبار السن        توقعات أحوال الطقس لليوم الأربعاء    هيئة أطباء الأسنان الوطنية تدعو إلى تعزيز الثقة في ممارسة المهنة    لامين يامال يواجه عاصفة حقوقية في إسبانيا بعد حفل عيد ميلاده ال18    مشروع القرن ينطلق من المغرب: الأنبوب العملاق يربط الطاقة بالتنمية الإفريقية    قمة أورومتوسطية مرتقبة في المغرب.. نحو شراكة متوازنة بين ضفتي المتوسط    كيوسك الأربعاء | معالجة نصف مليون طلب تأشيرة إلكترونية خلال ثلاث سنوات    باريس سان جيرمان يضم الموهبة المغربية محمد الأمين الإدريسي    فضيحة دولية تهز الجزائر: البرلمان الأوروبي يحقق في "اختطاف" للمعارض أمير دي زاد    زوما يصفع من الرباط النظام الجزائري: ندعم مغربية الصحراء ونرفض تقسيم إفريقيا تحت شعارات انفصالية    دراسة: المشي اليومي المنتظم يحد من خطر الإصابة بآلام الظهر المزمنة    تعاون جوي مغربي-فرنسي: اختتام تمرين مشترك يجسد التفاهم العملياتي بين القوات الجوية    قراءة في التحول الجذري لموقف حزب "رمح الأمة" الجنوب إفريقي من قضية الصحراء المغربية    الدفاع الجديدي يرفع شعار التشبيب والعطاء والإهتمام بلاعبي الأكاديمية في الموسم الجديد …        "دراسة": الإفراط في النظر لشاشة الهاتف المحمول يؤثر على مهارات التعلم لدى الأطفال    العيطة المرساوية تعود إلى الواجهة في مهرجان يحتفي بالذاكرة وينفتح على المستقبل    الإفراط في النظر لشاشات الهواتف يضعف مهارات التعلم لدى الأطفال    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار شامل مع الدكتور محمد الدرويش حول قضايا منظومة التربية والتكوين بالمغرب
نشر في نون بريس يوم 20 - 06 - 2020


حاوره : أحمد اركيبي
أجرى موقع "نون بريس" حوارا شاملا مع الدكتور محمد الدرويش رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين و الكاتب العام السابق للنقابة الوطنية للتعليم العالي و الفاعل السياسي، تطرق فيه لجملة من القضايا التي تهم المنظومة التعليمية بالمغرب ، بدءاً بتأسيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين وإطلاق تجربة " سمر المرصد" مروراً بالاختلالات التي تطبع واقع التعليم ببلادنا و انتهاءً بتقييم تجربة التعليم عن بعد في ظل تفشي فيروس كورونا بالإضافة إلى طبيعة التعاون بين المرصد ووزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي .
وفي ما يلي النص الكامل للحوار.
أسستم قبل سنتين رفقة مجموعة من الأساتذة الباحثين و الفاعلين التربويين المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين – حدثنا عن أسباب تأسيس هذا الجهاز الوطني وطريقة اشتغاله والغاية المنشودة من إنشاء هذا الإطار المدني المستقل ؟
شكرا لموقع نون بريس على استضافته و على العناية التي يوليها لقضايا منظومة التربية و التكوين من خلال كل جوانبها – في البداية لا بد من التذكير بأن مبادرة إنشاء مؤسسة مدنية تعنى بقضايا التربية و التكوين أتت بعد تفكير عميق و تبادل الرأي مع زملاء و زميلات من مختلف المواقع الجامعية خبروا المجال عبر تجارب فردية و جماعية .
فكان أن أسس المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين في مبادرة اولى في تاريخ المغرب التربوي من قبل فاعلين أكاديميين و تربويين و اجتماعيين لهم تجربة و دراية بقضايا المنظومة يتوزعون على عدة مدن من مثل أكادير و الرباط و المحمدية و مكناس و فاس و وجدة ، و ينتمون لحقول معرفية متعددة من مثل الآداب والإنسانيات و العلوم و القانون و الاقتصاد و التربية والإعلام و التواصل و غيرها.
و لا بد من التأكيد هنا على أن المرصد مستقل تمام الاستقلال عن كل المنظمات السياسية و النقابية ، و كذا عن القطاعات الحكومية اذ ان مؤسسيه أرادوه أن يكون مؤسسة مدنية مستقلة بامتياز ، لأعضائه الحرية في إثارة و مناقشة و طرح كل ما يهم منظومة التربية و التكوين و المشتغلين فيها من أساتذة و إداريين و مخبريين و تقنيين و طلاب و تلاميذ و مكونين و برامج و مناهج ، و بكل المستويات من الأولي إلى الإعدادي و التأهيلي و العالي و كذا التكوين المهني ؛ كما نود تجديد التأكيد على أن المرصد ليس نقابة ، و إنما هو منظمة مدنية خاضعة لظهير 58 ، و أتى تأسيسه بغاية المساهمة في تطوير المنظومة ،عبر اثارة انتباه المسؤولين لما يظهر لنا انها نواقص و معيقات و ذلك عن طريق عن طريق لقاءات و ندوات للتفكير و التأمل و إعداد تقارير و ملفات متخصصة و بذلك نكون نساهم – بما استطعنا اليه سبيلا – في تطوير و تصحيح بعض الاوضاع و ما قد يكون التصق بالمنظومة من عيوب ، و استشراف ما يجوز ان يحدث من اضطراب في مسارها العادي ، و ما يمكن أن يكون صالحا و مساهما في التطور و الجودة و الارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة ، كما أنه يقوم بأدوار الوساطة بين مكونات المنظومة ، حتى نضمن جميعا لمنظومتنا التربوية الاستقرار .
تدأبون داخل المرصد على عقد سلسلة لقاءات فكرية عبر الإنترنيت تحت اسم "سمر المرصد" حدثنا عن هذا التجربة ؟
منذ تأسيسه نظم المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين عدة ندوات و لقاءات وطنية و دولية ، نذكر منها لقاء وطنيا حول موضوع التربية و التكوين ، و مسألة التكوين و البحث بكليات الطب و الصيدلة بمساهمة وزراء و مسؤولين تحملوا مهام تدبير القطاعات المعنية في زمن مضى و كذا عمداء هاته المؤسسات و طلبة الطب و الصيدلة و أساتذة باحثين وطنيا و دوليا و قراءة في مشروع القانون الاطار و قراءات مؤلفات تربوية و غيرها من اللقاءات المهمة.
و المرتبطة أساسا بقضايا المنظومة ، و مباشرة بعد الإعلان عن الحجر الصحي قررنا تنظيم لقاءات – سمر المرصد – كل يوم سبت و قد كان الأول يوم 25 ابريل 2020 ؛ و اليوم نحن في اللقاء التاسع منه – لقاءات استضافت أكاديميين ناقشوا عدة قضايا مرتبطة بالوباء و انعكاساته القانونية و التشريعية والنفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و المالية الوطنية منها و الدولية ، و اليوم صارت لنا قناعة في المرصد بضرورة استمرار هذا السمر حتى بعد الحجر الصحي ، لأنه لاقى إقبالا مهما و تجاوبا واسعا مع مختلف الشرائح خصوصا منها الأكاديمية و السياسية و المدنية و غيرها .
أين تكمن أزمة منظومة التربية والتكوين بالمغرب وهل إصلاح التعليم مسألة تقنية أم تتعلق بإرادة سياسية ؟
من المستحب ألا نتحدث عن أزمة التربية و التكوين بصيغة التعميم ، فتاريخ المنظومة عرف نجاحات عدة و تطورا ملموسا لا من حيث أعداد المتمدرسين ، و لا من حيث جودتها ، و لا من حيث الإمكانات المالية و المادية و البنيات التحتية ؛ كما عرف إخفاقات و انكسارات في أمور التدبير و القرارات المتخذة من قبل هذا المسؤول أو ذاك ، الشيء الذي أثر على مسار التطور الطبيعي للمنظومة ، و جوابا عن سؤالك أقول إن المنظومة تعرف مشاكل في حكامة التدبير والتسيير ، و القرارات التي تتخذ;أحيانا بسرعة في غياب الرؤيا الواضحة لمجموعة من قضايا المنظومة ، و انعدام التشاور مع المعنيين و المهتمين أحيانا أخرى ، ثم إن المشاكل التي تعرفها المنظومة اليوم ;هي نتيجة تراكمات سنوات ;فعدم القطع معها و عدم معالجتها في الأصل يعقد من حلها ، أضف إلى ذلك مثلا أن الهيكلة المديرية لقطاعات المنظومة غير متجانسة و غير طبيعية ، فكيف يمكن أن نقبل أن ما يقارب عشرين مديرا مركزيا بباب الرواح ;تتداخل المسؤوليات بين بعضهم ;و تغيب أو تقل عند البعض الآخر ؟ مما يستوجب استعجالا إعادة النظر في الهيكلة المديرية لقطاع التربية الوطنية أولا ، ثم إعادة ترتيب المديريات الأخرى بالتكوين المهني و التعليم العالي ، و أما الأمر الآخر الذي يجعل المنظومة تتخبط في مجموعة من المشاكل ، فغياب التطبيق الصريح و الواضح لاستقلالية الأكاديميات و الجامعات فمنذ سنوات تم التراجع عن الاستقلالية كما هي في القانونين 00-01 و 00-07 ، إضافة إلى غياب مديريات بالأكاديميات و الجامعات خاصة بالتشريع و المنازعات ، مما يجعلها تخسر عدة قضايا تكلف خزينة الدولة الأموال الطائلة ، أضف إلى ذلك كله غياب الاهتمام المعنوي و المادي ;بالموارد البشرية في أحايين;كثيرة و عدم التجاوب بالطرق الواضحة و الفعالة مع الملفات المطروحة ، و التي تهم كل فئات المنظومة في أحايين أخرى ، الشيء الذي يفقد هاته الموارد عناصر التحفيز و الاجتهاد والإبداع والابتكار؛ و هي كلها أخلاق أسرة التربية و التكوين منذ البدايات ، ثم إن الوزارة اليوم أمام ملفات مستعجلة منها ما ذكرت ، و منها هو مرتبط بملائمة تشريعية مع مقتضيات القانون الإطار ;و منها ما هو مرتبط بإعادة النظر في هيكلة الإدارة وطنيا و جهويا و إقليميًا ، و منها ما هو لصيق بتفعيل الاتفاقات مع الشركاء الاجتماعيين – و أما التشريع فللوزارة مدة مؤطرة قانونا بثلاث سنوات لإخراج 79 مرسوم تطبيقي و 80 قرار و مراجعة 6 قوانين منها القانون 0001 و القانون 0006 و القانون 0007 .
كما أنها مطالبة اليوم ، بشكل مستعجل ، بمراجعة التشريع الخاص بالتعليم الخصوصي في كل المستويات ، و المنظم للعلاقة بين هاته المؤسسات والقطاعات الوصية من تربية وطنية و تكوين مهني و تعليم عالي من جهة ، و بينها و بين الأسر ، و يمكن هاهنا ، أن نعمد إلى اختيار إنشاء تعاضديات أو تعاونيات تربوية تكون من إنشاء و- أو تسيير و إدارة أفراد أسرة التربية و التكوين المتقاعدين ، حتى نتجنب التوترات التي تحصل بين الأسر و بعض مالكي هاته المؤسسات الذين غالبا ما يكونون من خارج المنظومة .
كيف تقيمون حصيلة تجربة «التعليم عن بعد» التي فرض اعتمادها تفشي (كورونا) وهل تعتقدون أن الوزارة الوصية نجحت في تدبير المرحلة ؟
أولا نتقدم لجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالدعاء بالشفاء العاجل ، على إثر إجراء جلالته بالقصر الملكي بالرباط لعملية جراحية كللت بالنجاح ، راجين من الله جل و عز أن يديم على جلالته نعم الصحة و العافية و راحة البال ، و أما بخصوص سؤالك فاني أجدد التأكيد من خلالكم على أن المغرب دبر مرحلة كورونا بذكاء و بحرفية عالية منذ الإعلان عن الإصابات الأولى ، و في مقدمة ذلك القرارات السيادية التي اتخذها جلالة الملك محمد السادس و التي جعلت سلامة و صحة المواطنات و المواطنين فوق كل اعتبار ، و من ثم كانت قرارات استثنائية في زمن استثنائي ، من مثل إغلاق الحدود جوا و برا و بحرا ، وإنشاء صندوق الجائحة ، و إشراك المؤسسة العسكرية الطبية في تدبير الأوضاع ، و كذا القرارات التي اتخذتها لجنة اليقظة الاقتصادية على الصعيد الاقتصادي ، و الاجتماعي ، و الإداري ، والمالي ، و ما تلا ذلك من قرارات حكومية همت كل المجالات ، وأما بخصوص منظومة التربية و التكوين يمكن القول إن السيد وزير التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة انخرط بذكاء في هاته الدينامية الاستثنائية ، و لم يتردد في اتخاذ قرارات مناسبة لهاته الأوضاع ، إذ أعلن عن قرار توقيف الدراسة و التكوين ، و هو قرار ينضاف إلى قرارت أخرى جنبت المغرب كارثة إنسانية كانت ستصيب الشعب المغربي ، و حتى لا تكون هناك قطيعة بين مكونات المنظومة تم اعتماد التدريس عن بعد كحل مؤقت للمرحلة منذ 16 مارس 2020 ، و هكذا استمرت الدراسة اعتمادا على وسائط التواصل الاجتماعي ، و قنوات وطنية تلفزية و إذاعية ، و هي لعمري خطوات جريئة غير مسبوقة بغية ضمان الاستمرارية البيداغوجية بمؤسسات التعليم العمومي و الخصوصي ، إذ تمكن السيدات و السادة الأساتذة بكل المستويات من توفير الآلاف من الموارد التعليمية الرقمية في تواصل مباشر بينهم و بين التلاميذ و الطلاب ؛ مما جعل من تمكن من ذلك ، و بمساعدة و دعم من الأمهات و الآباء من متابعة هاته الدروس ؛ و نسجل هنا بإيجاب انخراط مؤسسات وطنية في العملية ، و بذلك تكون الوزارة الوصية نجحت في إنقاذ جزء من السنة الدراسية بتلك الإجراءات و المبادرات ، رغم أننا سجلنا موقفنا بخصوص الإعلان المبكر يوم 12 مايو 2020 عن قرارات زعزعت الدينامية التي عرفتها هاته العملية حينما صرحت الوزارة الوصية ، و منذ ذلك التاريخ المبكر ، بعدم احتساب دروس التعليم عن بعد في الامتحانات ، إذ تحددت في التي تلقاها المتعلمون حتى يوم 14 مارس 2020-.
وأما بخصوص ما عاق التدريس عن بعد ، فيمكن القول إنها معيقات كثيرة جعلت هاته العمليات غير المسبوقة تتعثر بل و لا تنطلق أصلًا في مجموعة كبيرة و متعددة من المواقع ، فشروط إنجاح التعليم عن بعد ، لم تكن متوفرة لدى الجميع فمن أصل ما يقارب 11 ملايين متعلم ، لم يتمكن ما يقارب 7 ملايين من ظروف نجاحها ، أو انطلاقها بسبب إما عدم توفرهم على وسائل التعلم عن بعد من حواسيب او هواتف ذكية أو صبيب الانترنيت أو انعدام التغطية أو ضعفها في مجموعة كبيرة من المناطق القروية و غيرها ، و إما بسبب الظروف الاجتماعية و الاقتصادية و المالية لأسرهم ، و إما بسبب ظروف الأستاذ نفسه ، من مثل منطقة تواجده وقتها ، إضافةً إلى غلاء كلفة الهواتف الذكية ، و الاستفادة من خدمات الانترنيت ؛ ثم إن نجاح الحياة الرقمية رهين بشيوع ثقافة العوالم الرقمية ، و هذا ما لا يتوفر اليوم لدى كافة المغاربة ؛ رغم أن أعداد منخرطي الهواتف النقالة يفوق عدد السكان و هي مفارقة غريبة – إذ يبلغ عدد مشتركي الهواتف النقالة ما يقارب 47 مليون ، بنسبة 140 في المائة تقريبا ، أما الانترنيت فيقارب 60 في المائة من عدد السكان – والمفارقة الاخرى كون المغرب – كما نعلم جميعا – يحتل مراتب متأخرة في الترتيب الدولي اعتمادا على نتائج الدراسة الحضورية – فأي مرتبة سيحتلها إذا ما تم اعتماد الدراسة عن بعد مقياسا للترتيب في هاته الظروف المعيشة .
لكل هاته الاعتبارات و اخرى نجدد التأكيد على ان التعليم عن بعد لا يمكن بأي حال من الاحوال و في كل المستويات أن يكون عوضا عن التعليم الحضوري ، فالأول هو مكمل للثاني حين تتوفر الشروط ، و الظروف الملائمة ، اجتماعيا و اقتصاديا و تربويا و ثقافيا .
طرحنا هذا ينطبق على التجربة الحالية في الظروف الاستثنائية حيث اتخذت قرارات استثنائية – اما حين يصبح العالم الرقمي جزءا من ثقافة المغاربة ويصير مصاحبا لهم في حياتهم اليومية اداريا و تكوينا و معاملات في جميع المجالات فآنذاك يكون للتعليم عن بعد ادوار اخرى غير التي جعلناها له اليوم و لن يكون تكميليا بل اساسا للقيام بمجموعة من الاشغال و الاعمال و غير ذلك حتى تتوفر شروط البيداغوجيا التفاعلية بين الأساتذة و الطلاب و التلاميذ و هي أساس التعليم عن بعد .
ما الذي يحرك جهات معينة لاستهداف محمد الدرويش وترويج أخبار مغلوطة في حقه هل السبب تصريحاتكم الجريئة أم أنكم تؤدون ثمن انتمائكم السياسي؟
( يبتسم ) لا علم لي بتحرك أي جهة تستهدفني ، فلم يصدر أي شيء يحمل اسمي و صفاتي ، و إن كانت هناك جهات تتضايق من خطابي ، و صراحتي في طرح القضايا ، و توجيه الملاحظات ، فأقول لها إن ما قد يصدر عن جهة ما ، في موقع ما ، من كلام غير مؤسس له لا يضايقني ، و لا يخيفني ، و لن يثنيني عن قول الحقيقة تنويها و انتقادا ؛ فالموضوعية و الأخلاق تقتضي الكلام بوجه مكشوف ، و ليس بوضع الكمامات على الذات كلها ، ثم اسمح لي ان اذكر بان لنا علاقات متميزة سواء في مستوى العلاقات الشخصية فالأستاذ الدكتور سعيد أمزازي صديق و زميل منذ سنوات لما كان استاذا في كلية العلوم و لما صار عميدا لها و حين اصبح رئيسا لجامعة محمد الخامس بالرباط و كذا لما عينه صاحب الجلالة وزيرا للمنظومة.
و له بالمرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين علاقات ثقة و احترام و الكل يتذكر ان المرصد قام بدور الوساطة في عدة ملفات المنظومة اذكر منها ملف الاساتذة المتعاقدين
و ملف طلبة الطب و الصيدلة و ملف الدكاترة المعطلين و ملف دكاترة الوظيفة العمومية.
و ملفات أخرى لأصحابها هنا و هناك ؛ و نستمر نفعل ذلك لصالح منظومة التربية و التكوين ، لأنها مشتل إعداد المواطن للمستقبل ، و الذي يتلقى أسس التربية على المواطنة ، و القائمة على أنها حقوق و واجبات ؛ هذا بخصوص التصريحات و المواقف ،
أما عن انتمائي السياسي فأنا اعتز بانخراطي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، و الذي يسجل اعتزاز و تقدير و احترام المغاربة ، و ما ما خلفه وفاة المرحوم المجاهد سي عبد الرحمان اليوسفي من آثار على نفوس المغاربة ، ملكا ، وحكومة ، و شعبا ، و كذا على المستوى الدولي ؛ إلا دليل على أن السياسة أخلاق تجذب –
و بالمناسبة أقول أن الاتحاد الاشتراكي مدرسة عرفت في تاريخها نجاحات مناضلين و مناضلات ، و هي تتطور مع تطور المجتمع كما عرفت إخفاقات وانكسارات بسبب تهور بعض مناضليها ، و عدم اكتراثهم بحجم المسؤوليات التي يتحملونها ، و انسياقهم مع أنانياتهم الزائدة ؛ و على أي فإني أؤكد أن الانتماء إلى هذا الحزب – المدرسة هو محط اعتزاز ، و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون سببا في الانتقاد غير الموضوعي أو الهجوم كما طرحت .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.