الأبواب المفتوحة للأمن الوطني: رواق مكافحة الجريمة السيبرانية تجسيد للانخراط المتواصل للأمن في حماية الفضاء الرقمي    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية الكاميرون بمناسبة العيد الوطني لبلاده    الرباط: انطلاق أشغال الاجتماع الخامس للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين    موريتانيا تقضي نهائيا على مرض الرمد الحبيبي    توقيف ثلاثة أشخاص بشبهة حيازة وترويج المخدرات والمؤثرات العقلية بمدن سطات وخريبكة وابن أحمد    هذا المساء في برنامج "مدارات" : لمحات عن علماء وأدباء وصلحاء منطقة دكالة    وهبي يقدم مشروع قانون المسطرة الجنائية المعدل أمام مجلس النواب    أحد شدا رئيس جماعة بني ملال يمثل اليوم أمام الوكيل العام للملك    عطل في شبكة "تيلفونيكا" يشل الإنترنت وخدمة الطوارئ بإسبانيا    رئيس حزب عبري: إسرائيل تقتل الأطفال كهواية.. وفي طريقها لأن تصبح "دولة منبوذة" مثل نظام الفصل العنصري    دو فيلبان منتقدا أوروبا: لا تكفي بيانات الشجب.. أوقفوا التجارة والأسلحة مع إسرائيل وحاكموا قادتها    الوداد يستعد للمونديال بوديتين أمام إشبيلية وبورتو ويتجه إلى أمريكا في يونيو    الوداد الرياضي يُحدد موعد سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية    البرلمان يقر قانون المفوضين القضائيين الجديد في قراءة ثانية    مسؤولون دوليون يشيدون بريادة المغرب في مجال تعزيز السلامة الطرقية    استئنافية الرباط تؤجل محاكمة الصحافي حميد المهدوي إلى 26 ماي الجاري    40.1% نسبة ملء السدود في المغرب    "حماة المال العام" يؤكدون غياب الإرادة السياسية لمكافحة الفساد ويحتجون بالرباط على منعهم من التبليغ    المغرب والإمارات يعلنان شراكات ب14 مليار دولار في مشاريع طاقة ومياه    صلاح رابع لاعب أفريقي يصل إلى 300 مباراة في الدوري الإنجليزي    يوسف العربي يتوج بجائزة هداف الدوري القبرصي لموسم 2024-2025    لهذه الأسباب قلق كبير داخل الوداد … !    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    توقيع مذكرة تفاهم بين شركة موانئ دبي العالمية والهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية    الاهتمام الثقافي في الصين يتجلى: أكثر من مليار و400 مليون زيارة للمتاحف خلال عام 2024    مشاركة أعرق تشكيلات المشاة في الجيش الإسرائيلي في مناورات "الأسد الإفريقي" بالمغرب    تيمور الشرقية: ملف الصحراء المغربية يطرح بقوة على طاولة المؤتمر الإقليمي اللجنة ال24 الأممية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الثلاثاء    ماكرون وستارمر وكارني يهددون إسرائيل بإجراءات "عقابية" بسبب أفعالها "المشينة" في غزة    العدالة والتنمية يحذر من فساد الدعم وغياب العدالة في تدبير الفلاحة    الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالجديدة.. مناسبة لتحسيس الأطفال بموضوع اختفاء القاصرين    مكالمة الساعتين: هل يمهّد حوار بوتين وترامب لتحول دراماتيكي في الحرب الأوكرانية؟    طقس حار نسبيا في توقعات اليوم الثلاثاء    الاقتصاد الاجتماعي والتضامني رافعة أساسية لتنمية شاملة ومستدافة" شعار النسخة 6 للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بوجدة    نداء إلى القائمين على الشأن الثقافي: لنخصص يوماً وطنياً للمتاحف في المغرب    عامل إقليم العرائش يوافق مبدئيًا على استعمال الجيتسكي صيف 2025 بشروط صارمة    "win by inwi" تُتَوَّج بلقب "انتخب منتج العام 2025" للسنة الثالثة على التوالي!    عامل إقليم العرائش في زيارة تفقدية إلى شاطئ رأس الرمل استعدادًا للموسم الصيفي 2025    مسرح رياض السلطان يواصل مسيرة الامتاع الفني يستضيف عوزري وكسيكس والزيراري وكينطانا والسويسي ورفيدة    شاطئ رأس الرمل... وجهة سياحية برؤية ضبابية ووسائل نقل "خردة"!    مستشفى صيني ينجح في زرع قلب اصطناعي مغناطيسي لطفل في السابعة من عمره    إننا في حاجة ماسة لحلبة سباق سياسي نظيفة    حفل "الكرة الذهبية" يقام في شتنبر    تفشي إنفلونزا الطيور .. اليابان تعلق استيراد الدواجن من البرازيل    المهرجان الدولي لفن القفطان يحتفي بعشر سنوات من الإبداع في دورته العاشرة بمدينة طنجة    مهرجان "ماطا" للفروسية يحتفي بربع قرن من الازدهار في دورة استثنائية تحت الرعاية الملكية    إيهاب أمير يطلق جديده الفني "انساني"    ورشة مغربية-فرنسية لدعم أولى تجارب المخرجين الشباب    مرسيليا تحتفي بالثقافة الأمازيغية المغربية في معرض فني غير مسبوق    مدرب منتخب أقل من 20 سنة: اللاعبون قدموا كل ما لديهم والتركيز حاليا على كأس العالم المقبل    تشخيص إصابة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بنوع "عدواني" من سرطان البروستاتا    النصيري يسكت صافرات استهجان    من المغرب.. مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة"    التوصيات الرئيسية في طب الأمراض المعدية بالمغرب كما أعدتهم الجمعية المغربية لمكافحة الأمراض المعدية    رحيل الرجولة في زمنٍ قد يكون لها معنى    بمناسبة سفر أول فوج منهم إلى الديار المقدسة ..أمير المؤمنين يدعو الحجاج المغاربة إلى التحلي بقيم الإسلام المثلى    فتوى تحرم استهلاك لحم الدجاج الصيني في موريتانيا    أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة برسم موسم الحج لسنة 1446 ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار شامل مع الدكتور محمد الدرويش حول قضايا منظومة التربية والتكوين بالمغرب
نشر في نون بريس يوم 20 - 06 - 2020


حاوره : أحمد اركيبي
أجرى موقع "نون بريس" حوارا شاملا مع الدكتور محمد الدرويش رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين و الكاتب العام السابق للنقابة الوطنية للتعليم العالي و الفاعل السياسي، تطرق فيه لجملة من القضايا التي تهم المنظومة التعليمية بالمغرب ، بدءاً بتأسيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين وإطلاق تجربة " سمر المرصد" مروراً بالاختلالات التي تطبع واقع التعليم ببلادنا و انتهاءً بتقييم تجربة التعليم عن بعد في ظل تفشي فيروس كورونا بالإضافة إلى طبيعة التعاون بين المرصد ووزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي .
وفي ما يلي النص الكامل للحوار.
أسستم قبل سنتين رفقة مجموعة من الأساتذة الباحثين و الفاعلين التربويين المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين – حدثنا عن أسباب تأسيس هذا الجهاز الوطني وطريقة اشتغاله والغاية المنشودة من إنشاء هذا الإطار المدني المستقل ؟
شكرا لموقع نون بريس على استضافته و على العناية التي يوليها لقضايا منظومة التربية و التكوين من خلال كل جوانبها – في البداية لا بد من التذكير بأن مبادرة إنشاء مؤسسة مدنية تعنى بقضايا التربية و التكوين أتت بعد تفكير عميق و تبادل الرأي مع زملاء و زميلات من مختلف المواقع الجامعية خبروا المجال عبر تجارب فردية و جماعية .
فكان أن أسس المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين في مبادرة اولى في تاريخ المغرب التربوي من قبل فاعلين أكاديميين و تربويين و اجتماعيين لهم تجربة و دراية بقضايا المنظومة يتوزعون على عدة مدن من مثل أكادير و الرباط و المحمدية و مكناس و فاس و وجدة ، و ينتمون لحقول معرفية متعددة من مثل الآداب والإنسانيات و العلوم و القانون و الاقتصاد و التربية والإعلام و التواصل و غيرها.
و لا بد من التأكيد هنا على أن المرصد مستقل تمام الاستقلال عن كل المنظمات السياسية و النقابية ، و كذا عن القطاعات الحكومية اذ ان مؤسسيه أرادوه أن يكون مؤسسة مدنية مستقلة بامتياز ، لأعضائه الحرية في إثارة و مناقشة و طرح كل ما يهم منظومة التربية و التكوين و المشتغلين فيها من أساتذة و إداريين و مخبريين و تقنيين و طلاب و تلاميذ و مكونين و برامج و مناهج ، و بكل المستويات من الأولي إلى الإعدادي و التأهيلي و العالي و كذا التكوين المهني ؛ كما نود تجديد التأكيد على أن المرصد ليس نقابة ، و إنما هو منظمة مدنية خاضعة لظهير 58 ، و أتى تأسيسه بغاية المساهمة في تطوير المنظومة ،عبر اثارة انتباه المسؤولين لما يظهر لنا انها نواقص و معيقات و ذلك عن طريق عن طريق لقاءات و ندوات للتفكير و التأمل و إعداد تقارير و ملفات متخصصة و بذلك نكون نساهم – بما استطعنا اليه سبيلا – في تطوير و تصحيح بعض الاوضاع و ما قد يكون التصق بالمنظومة من عيوب ، و استشراف ما يجوز ان يحدث من اضطراب في مسارها العادي ، و ما يمكن أن يكون صالحا و مساهما في التطور و الجودة و الارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة ، كما أنه يقوم بأدوار الوساطة بين مكونات المنظومة ، حتى نضمن جميعا لمنظومتنا التربوية الاستقرار .
تدأبون داخل المرصد على عقد سلسلة لقاءات فكرية عبر الإنترنيت تحت اسم "سمر المرصد" حدثنا عن هذا التجربة ؟
منذ تأسيسه نظم المرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين عدة ندوات و لقاءات وطنية و دولية ، نذكر منها لقاء وطنيا حول موضوع التربية و التكوين ، و مسألة التكوين و البحث بكليات الطب و الصيدلة بمساهمة وزراء و مسؤولين تحملوا مهام تدبير القطاعات المعنية في زمن مضى و كذا عمداء هاته المؤسسات و طلبة الطب و الصيدلة و أساتذة باحثين وطنيا و دوليا و قراءة في مشروع القانون الاطار و قراءات مؤلفات تربوية و غيرها من اللقاءات المهمة.
و المرتبطة أساسا بقضايا المنظومة ، و مباشرة بعد الإعلان عن الحجر الصحي قررنا تنظيم لقاءات – سمر المرصد – كل يوم سبت و قد كان الأول يوم 25 ابريل 2020 ؛ و اليوم نحن في اللقاء التاسع منه – لقاءات استضافت أكاديميين ناقشوا عدة قضايا مرتبطة بالوباء و انعكاساته القانونية و التشريعية والنفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و المالية الوطنية منها و الدولية ، و اليوم صارت لنا قناعة في المرصد بضرورة استمرار هذا السمر حتى بعد الحجر الصحي ، لأنه لاقى إقبالا مهما و تجاوبا واسعا مع مختلف الشرائح خصوصا منها الأكاديمية و السياسية و المدنية و غيرها .
أين تكمن أزمة منظومة التربية والتكوين بالمغرب وهل إصلاح التعليم مسألة تقنية أم تتعلق بإرادة سياسية ؟
من المستحب ألا نتحدث عن أزمة التربية و التكوين بصيغة التعميم ، فتاريخ المنظومة عرف نجاحات عدة و تطورا ملموسا لا من حيث أعداد المتمدرسين ، و لا من حيث جودتها ، و لا من حيث الإمكانات المالية و المادية و البنيات التحتية ؛ كما عرف إخفاقات و انكسارات في أمور التدبير و القرارات المتخذة من قبل هذا المسؤول أو ذاك ، الشيء الذي أثر على مسار التطور الطبيعي للمنظومة ، و جوابا عن سؤالك أقول إن المنظومة تعرف مشاكل في حكامة التدبير والتسيير ، و القرارات التي تتخذ;أحيانا بسرعة في غياب الرؤيا الواضحة لمجموعة من قضايا المنظومة ، و انعدام التشاور مع المعنيين و المهتمين أحيانا أخرى ، ثم إن المشاكل التي تعرفها المنظومة اليوم ;هي نتيجة تراكمات سنوات ;فعدم القطع معها و عدم معالجتها في الأصل يعقد من حلها ، أضف إلى ذلك مثلا أن الهيكلة المديرية لقطاعات المنظومة غير متجانسة و غير طبيعية ، فكيف يمكن أن نقبل أن ما يقارب عشرين مديرا مركزيا بباب الرواح ;تتداخل المسؤوليات بين بعضهم ;و تغيب أو تقل عند البعض الآخر ؟ مما يستوجب استعجالا إعادة النظر في الهيكلة المديرية لقطاع التربية الوطنية أولا ، ثم إعادة ترتيب المديريات الأخرى بالتكوين المهني و التعليم العالي ، و أما الأمر الآخر الذي يجعل المنظومة تتخبط في مجموعة من المشاكل ، فغياب التطبيق الصريح و الواضح لاستقلالية الأكاديميات و الجامعات فمنذ سنوات تم التراجع عن الاستقلالية كما هي في القانونين 00-01 و 00-07 ، إضافة إلى غياب مديريات بالأكاديميات و الجامعات خاصة بالتشريع و المنازعات ، مما يجعلها تخسر عدة قضايا تكلف خزينة الدولة الأموال الطائلة ، أضف إلى ذلك كله غياب الاهتمام المعنوي و المادي ;بالموارد البشرية في أحايين;كثيرة و عدم التجاوب بالطرق الواضحة و الفعالة مع الملفات المطروحة ، و التي تهم كل فئات المنظومة في أحايين أخرى ، الشيء الذي يفقد هاته الموارد عناصر التحفيز و الاجتهاد والإبداع والابتكار؛ و هي كلها أخلاق أسرة التربية و التكوين منذ البدايات ، ثم إن الوزارة اليوم أمام ملفات مستعجلة منها ما ذكرت ، و منها هو مرتبط بملائمة تشريعية مع مقتضيات القانون الإطار ;و منها ما هو مرتبط بإعادة النظر في هيكلة الإدارة وطنيا و جهويا و إقليميًا ، و منها ما هو لصيق بتفعيل الاتفاقات مع الشركاء الاجتماعيين – و أما التشريع فللوزارة مدة مؤطرة قانونا بثلاث سنوات لإخراج 79 مرسوم تطبيقي و 80 قرار و مراجعة 6 قوانين منها القانون 0001 و القانون 0006 و القانون 0007 .
كما أنها مطالبة اليوم ، بشكل مستعجل ، بمراجعة التشريع الخاص بالتعليم الخصوصي في كل المستويات ، و المنظم للعلاقة بين هاته المؤسسات والقطاعات الوصية من تربية وطنية و تكوين مهني و تعليم عالي من جهة ، و بينها و بين الأسر ، و يمكن هاهنا ، أن نعمد إلى اختيار إنشاء تعاضديات أو تعاونيات تربوية تكون من إنشاء و- أو تسيير و إدارة أفراد أسرة التربية و التكوين المتقاعدين ، حتى نتجنب التوترات التي تحصل بين الأسر و بعض مالكي هاته المؤسسات الذين غالبا ما يكونون من خارج المنظومة .
كيف تقيمون حصيلة تجربة «التعليم عن بعد» التي فرض اعتمادها تفشي (كورونا) وهل تعتقدون أن الوزارة الوصية نجحت في تدبير المرحلة ؟
أولا نتقدم لجلالة الملك محمد السادس نصره الله بالدعاء بالشفاء العاجل ، على إثر إجراء جلالته بالقصر الملكي بالرباط لعملية جراحية كللت بالنجاح ، راجين من الله جل و عز أن يديم على جلالته نعم الصحة و العافية و راحة البال ، و أما بخصوص سؤالك فاني أجدد التأكيد من خلالكم على أن المغرب دبر مرحلة كورونا بذكاء و بحرفية عالية منذ الإعلان عن الإصابات الأولى ، و في مقدمة ذلك القرارات السيادية التي اتخذها جلالة الملك محمد السادس و التي جعلت سلامة و صحة المواطنات و المواطنين فوق كل اعتبار ، و من ثم كانت قرارات استثنائية في زمن استثنائي ، من مثل إغلاق الحدود جوا و برا و بحرا ، وإنشاء صندوق الجائحة ، و إشراك المؤسسة العسكرية الطبية في تدبير الأوضاع ، و كذا القرارات التي اتخذتها لجنة اليقظة الاقتصادية على الصعيد الاقتصادي ، و الاجتماعي ، و الإداري ، والمالي ، و ما تلا ذلك من قرارات حكومية همت كل المجالات ، وأما بخصوص منظومة التربية و التكوين يمكن القول إن السيد وزير التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة انخرط بذكاء في هاته الدينامية الاستثنائية ، و لم يتردد في اتخاذ قرارات مناسبة لهاته الأوضاع ، إذ أعلن عن قرار توقيف الدراسة و التكوين ، و هو قرار ينضاف إلى قرارت أخرى جنبت المغرب كارثة إنسانية كانت ستصيب الشعب المغربي ، و حتى لا تكون هناك قطيعة بين مكونات المنظومة تم اعتماد التدريس عن بعد كحل مؤقت للمرحلة منذ 16 مارس 2020 ، و هكذا استمرت الدراسة اعتمادا على وسائط التواصل الاجتماعي ، و قنوات وطنية تلفزية و إذاعية ، و هي لعمري خطوات جريئة غير مسبوقة بغية ضمان الاستمرارية البيداغوجية بمؤسسات التعليم العمومي و الخصوصي ، إذ تمكن السيدات و السادة الأساتذة بكل المستويات من توفير الآلاف من الموارد التعليمية الرقمية في تواصل مباشر بينهم و بين التلاميذ و الطلاب ؛ مما جعل من تمكن من ذلك ، و بمساعدة و دعم من الأمهات و الآباء من متابعة هاته الدروس ؛ و نسجل هنا بإيجاب انخراط مؤسسات وطنية في العملية ، و بذلك تكون الوزارة الوصية نجحت في إنقاذ جزء من السنة الدراسية بتلك الإجراءات و المبادرات ، رغم أننا سجلنا موقفنا بخصوص الإعلان المبكر يوم 12 مايو 2020 عن قرارات زعزعت الدينامية التي عرفتها هاته العملية حينما صرحت الوزارة الوصية ، و منذ ذلك التاريخ المبكر ، بعدم احتساب دروس التعليم عن بعد في الامتحانات ، إذ تحددت في التي تلقاها المتعلمون حتى يوم 14 مارس 2020-.
وأما بخصوص ما عاق التدريس عن بعد ، فيمكن القول إنها معيقات كثيرة جعلت هاته العمليات غير المسبوقة تتعثر بل و لا تنطلق أصلًا في مجموعة كبيرة و متعددة من المواقع ، فشروط إنجاح التعليم عن بعد ، لم تكن متوفرة لدى الجميع فمن أصل ما يقارب 11 ملايين متعلم ، لم يتمكن ما يقارب 7 ملايين من ظروف نجاحها ، أو انطلاقها بسبب إما عدم توفرهم على وسائل التعلم عن بعد من حواسيب او هواتف ذكية أو صبيب الانترنيت أو انعدام التغطية أو ضعفها في مجموعة كبيرة من المناطق القروية و غيرها ، و إما بسبب الظروف الاجتماعية و الاقتصادية و المالية لأسرهم ، و إما بسبب ظروف الأستاذ نفسه ، من مثل منطقة تواجده وقتها ، إضافةً إلى غلاء كلفة الهواتف الذكية ، و الاستفادة من خدمات الانترنيت ؛ ثم إن نجاح الحياة الرقمية رهين بشيوع ثقافة العوالم الرقمية ، و هذا ما لا يتوفر اليوم لدى كافة المغاربة ؛ رغم أن أعداد منخرطي الهواتف النقالة يفوق عدد السكان و هي مفارقة غريبة – إذ يبلغ عدد مشتركي الهواتف النقالة ما يقارب 47 مليون ، بنسبة 140 في المائة تقريبا ، أما الانترنيت فيقارب 60 في المائة من عدد السكان – والمفارقة الاخرى كون المغرب – كما نعلم جميعا – يحتل مراتب متأخرة في الترتيب الدولي اعتمادا على نتائج الدراسة الحضورية – فأي مرتبة سيحتلها إذا ما تم اعتماد الدراسة عن بعد مقياسا للترتيب في هاته الظروف المعيشة .
لكل هاته الاعتبارات و اخرى نجدد التأكيد على ان التعليم عن بعد لا يمكن بأي حال من الاحوال و في كل المستويات أن يكون عوضا عن التعليم الحضوري ، فالأول هو مكمل للثاني حين تتوفر الشروط ، و الظروف الملائمة ، اجتماعيا و اقتصاديا و تربويا و ثقافيا .
طرحنا هذا ينطبق على التجربة الحالية في الظروف الاستثنائية حيث اتخذت قرارات استثنائية – اما حين يصبح العالم الرقمي جزءا من ثقافة المغاربة ويصير مصاحبا لهم في حياتهم اليومية اداريا و تكوينا و معاملات في جميع المجالات فآنذاك يكون للتعليم عن بعد ادوار اخرى غير التي جعلناها له اليوم و لن يكون تكميليا بل اساسا للقيام بمجموعة من الاشغال و الاعمال و غير ذلك حتى تتوفر شروط البيداغوجيا التفاعلية بين الأساتذة و الطلاب و التلاميذ و هي أساس التعليم عن بعد .
ما الذي يحرك جهات معينة لاستهداف محمد الدرويش وترويج أخبار مغلوطة في حقه هل السبب تصريحاتكم الجريئة أم أنكم تؤدون ثمن انتمائكم السياسي؟
( يبتسم ) لا علم لي بتحرك أي جهة تستهدفني ، فلم يصدر أي شيء يحمل اسمي و صفاتي ، و إن كانت هناك جهات تتضايق من خطابي ، و صراحتي في طرح القضايا ، و توجيه الملاحظات ، فأقول لها إن ما قد يصدر عن جهة ما ، في موقع ما ، من كلام غير مؤسس له لا يضايقني ، و لا يخيفني ، و لن يثنيني عن قول الحقيقة تنويها و انتقادا ؛ فالموضوعية و الأخلاق تقتضي الكلام بوجه مكشوف ، و ليس بوضع الكمامات على الذات كلها ، ثم اسمح لي ان اذكر بان لنا علاقات متميزة سواء في مستوى العلاقات الشخصية فالأستاذ الدكتور سعيد أمزازي صديق و زميل منذ سنوات لما كان استاذا في كلية العلوم و لما صار عميدا لها و حين اصبح رئيسا لجامعة محمد الخامس بالرباط و كذا لما عينه صاحب الجلالة وزيرا للمنظومة.
و له بالمرصد الوطني لمنظومة التربية و التكوين علاقات ثقة و احترام و الكل يتذكر ان المرصد قام بدور الوساطة في عدة ملفات المنظومة اذكر منها ملف الاساتذة المتعاقدين
و ملف طلبة الطب و الصيدلة و ملف الدكاترة المعطلين و ملف دكاترة الوظيفة العمومية.
و ملفات أخرى لأصحابها هنا و هناك ؛ و نستمر نفعل ذلك لصالح منظومة التربية و التكوين ، لأنها مشتل إعداد المواطن للمستقبل ، و الذي يتلقى أسس التربية على المواطنة ، و القائمة على أنها حقوق و واجبات ؛ هذا بخصوص التصريحات و المواقف ،
أما عن انتمائي السياسي فأنا اعتز بانخراطي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، و الذي يسجل اعتزاز و تقدير و احترام المغاربة ، و ما ما خلفه وفاة المرحوم المجاهد سي عبد الرحمان اليوسفي من آثار على نفوس المغاربة ، ملكا ، وحكومة ، و شعبا ، و كذا على المستوى الدولي ؛ إلا دليل على أن السياسة أخلاق تجذب –
و بالمناسبة أقول أن الاتحاد الاشتراكي مدرسة عرفت في تاريخها نجاحات مناضلين و مناضلات ، و هي تتطور مع تطور المجتمع كما عرفت إخفاقات وانكسارات بسبب تهور بعض مناضليها ، و عدم اكتراثهم بحجم المسؤوليات التي يتحملونها ، و انسياقهم مع أنانياتهم الزائدة ؛ و على أي فإني أؤكد أن الانتماء إلى هذا الحزب – المدرسة هو محط اعتزاز ، و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون سببا في الانتقاد غير الموضوعي أو الهجوم كما طرحت .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.