يقدم العديد من الأشخاص على استهلاك اللحوم بكثرة خلال عيد الأضحى، الأمر الذي ينعكس سلبا على صحتهم، وربما قد يقودهم ذلك إلى الذهاب عند الطبيب لتلقي العلاجات الضرورية، وفي هذا السياق، حذر متخصصون في علوم الغذاء والتغذية من الإفراط في تناول لحوم الأضاحي خاصة في أول أيام عيد الأضحى، والذي يزيد عن معدل حاجة الجسم من البروتين والدهون الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات صحية تتمثل بحدوث تلبكات معوية وسوء في الهضم وإرهاق للكلى والكبد وإجهاد للجهاز الهضمي وآلام للمفاصل وبالذات للمصابين بداء النقرس. وأكد المتخصصون أن السعوديين يتناولون أربعة اضعاف احتياجهم من اللحوم مشيرين إلى أن جسم الإنسان البالغ حسب التوصيات العالمية يحتاج تقريباً إلى 60 غراما من البروتين يومياً والذي يشكل (أي البروتين) نسبة 80٪ من اللحوم وبالتالي يجد الإنسان البروتين الكافي من تناول فقط 300 جرام من اللحم. وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بمرضى ارتفاع ضغط الدم، فقد حذر الدكتور خالد المدني استشاري التغذية بوزارة الصحة بالسعودية، المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول ومرضى ارتفاع ضغط الدم من الإفراط في تناول اللحوم أو الأعضاء الداخلية للذبيحة، وقال المدني: يجب عدم الإكثار من تناول لحوم الضأن لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون قد تؤثر على صحتهم، كما يجب عدم تناول كميات كبيرة من الأعضاء الداخلية للذبيحة لاحتوائها على نسبة عالية من الكوليسترول والبيورين الذي قد يؤثر على وظائف الكلى، وأكد المدني أن تناول المصادر الغذائية المحتوية على نسبة عالية من الكوليسترول مثل لحم الضأن والأعضاء الداخلية للذبيحة تزيد من نسبة الكوليسترول في الدم وتترسب بمرور الوقت على جدران الأوعية الدموية. في سياق ذي صلة، اعتبر الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن الشدي الأستاذ المشارك في علوم الغذاء والتغذية بجامعة الملك سعود بالرياض الأغنام والماعز والأبقار والإبل من المصادر الأساسية للحوم الحمراء المنتجة والمستهلكة من قبل معظم سكان العالم وتتميز لحوم تلك الحيوانات بارتفاع قيمتها الغذائية نظراً لكمية ونوعية ما تحتويه من العناصر الغذائية الأساسية كالبروتين والدهون والأملاح والفيتامينات. وأشار إلى انه في عيد الأضحى المبارك ونتيجة لذبح أعداد كبيرة من الأضاحي فقد تستهلك كمية كبيرة من اللحوم في البلدان الإسلامية خاصة الغنية منها والتي قد تزيد عن معدل الاستهلاك العادي حيث قد يتم تناولها من قبل البعض ثلاث مرات في اليوم (إفطار – غداء – عشاء) ويترتب على زيادة استهلاك اللحوم على فترات متتالية آثار سلبية على الصحة العامة للفرد أبرزها أن لحوم الأضاحي تعتبر مصدراً غنياً بالبروتين حيث قد تتراوح نسبته بين 16 – 28٪ وهي تختلف حسب نوع الحيوان وموقع القطعية وما تحتويه من دهون. وأكد الشدي أن جسم الإنسان البالغ حسب التوصيات العالمية يحتاج تقريباً إلى 60 جرام بروتين يومياً وذلك لتلبية احتياجاته اليومية من نمو وتجديد للأنسجة والخلايا وكمية البروتين و يمكن أن يحصل عليها الإنسان من تناول 300 جم لحم تقريباً أو من مصادر بروتينية أخرى ،حيث ان استهلاك الفرد لكمية كبيرة من اللحم يومياً قد لا يستفيد منها جسمه بل قد تسبب تلك الزيادة أمراضا ومشكلات صحية من ابرزها اضطرابات معوية وسوء هضم واجهاد للجهاز الهضمي والكبد والكلى، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بداء النقرس وهو من الأمراض القديمة والمقرونة بارتفاع حمض اليوريك المصاحب لزيادة استهلاك اللحوم لفترات طويلة وكثير من الدراسات الحديثة ربطت بين الزيادة في الكمية المتناولة من بروتين اللحوم وانواع مختلفة من الأورام الخبيثة وامراض العظام خاصة لكبار السن والتي تؤدي إلى ما يعرف بهشاشة العظام.