قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال إن الفقيد عبد الكريم غلاب يعتبر واحدا من كبار الأدباء في الوطن العربي، ويعتبر مرجعية أساسية وتأسيسية للأدب المغربي وللرواية المغربية خاصة،حيث جعلها وعاء فنيا للقضايا الوطنية و القضايا القومية الكبرى، وتعبيرا إبداعيا عن آمال وتطلعات الإنسان المغربي إلى غد أفضل، وتأريخا لمسيرة الحركة الوطنية، ولسيرة روادها ورجالاتها وشهدائها، وتخليد تضحياتهم الجسيمة في سبيل وحدة الوطن واستقلاله. وأضاف بركة، في كلمة له الفعالية الكبرى لتخليد الذكرى الأربعينية لرحيل عبد الكريم غلاب، فهو الوطني الصادق، و المناضل الاستقلالي الغيور الذي ساهم بقوة ضمن الرعيل الأول للحركة الوطنية، في مقاومة الاستعمار، و إرساء النموذج المجتمعي البديل، الذي بشرت به أوراش التغيير والبناء، في فجر الاستقلال. وتابع المتحدث، فإن غلاب هو المثقف الملتزم الذي انشغل بهموم الشرط الإنساني، وقضايا النهضة والحرية والتقدم والديمقراطية والتعادلية الاجتماعية، والتنظير للدولة الحديثة، وهو "العالم" المتنور الذي خاض في أسئلة الهوية واللغة والعقيدة والفكر الإسلامي، والحوار بين الحضارات والثقافات، ، والراصد لنبض الواقع اليومي، بما يستلزمه العمل الصحفي من تتبع للأحداث والأخبار، وتفاعل فوري مع المتغيرات على الصعيد الوطني والعربي والدولي. وأشار بركة، إلى كيف كانت افتتاحياته وأعمدته المنتظمة "مع الشعب/ وحديث الأربعاء" حين كان مديرا لجريدة "العلم"، واجهة أساسية للنقاش العمومي، ومحركا للعديد من المناظرات الفكرية والمعارك النضالية، التي ميزت المشهدين السياسي والثقافي طيلة العقود الأخيرة من القرن الماضي، مضيفا وكأننا بالمرحوم الأستاذ عبد الكريم غلاب، يقول : "كيف يمكنك أن تكون صحفيا أو كاتبا دون أن تكون لك قضية تدافع عنها، ورسالة تلتزم بها".