ليس مستغربًا أن تعتقل إسرائيل وتُعذِّب أحد أكثر الأصوات مناهضةً لعنصريتها وإجرامها وإبادتها الجماعية، لكن المستغرب والمستنكر هو صمت وزارة الخارجية المغربية على اعتقال وتعذيب أحد مواطنيها، وألّا ترفع صوتها بالاستنكار والمطالبة بإطلاق سراح عبد العظيم بن ضراوي وعبد الرحمان اعماجو وعزيز غالي — هؤلاء الذين هم غاليون علينا نحن المدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان، وعن الحق المشروع في استقلال الفلسطيني على أرضه. السيد بوريطة، إن عزيز غالي وعبد العظيم بن ضراوي واعماجو ليسوا مجرمين، ولا محاربين، ولا مهاجرين سريين. إنهم صوتنا جميعًا؛ ركبوا البحر والمخاطر وحتى الموت، ليدافعوا عنا جميعًا عن حقنا في نصرة غزة والغزيين، وليردّوا عنّا تهمة التقاعس عن نصرة من رأى الإبادة ولم يتحرك فصار مشاركًا. إنهما سفراؤنا إلى بحر غزة، سفراء الضمير الإنساني المغربي الذي لا يزال حيًا ينبض منذ سنتين في التظاهرات اليومية مناصرةً لشعب الحصار، ولم يمت ولم يدخل فرن التطبيع أو شعار «كلنا إسرائيليون».
لذلك، من واجبك أن تصدر بيانًا تطالب فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإفراج الفوري عن عزيز غالي والمناضل الشهم عبد العظيم بن ضراوي والمناضل الحر عبد الرحمان اعماجو، وأن تحمّل العنصري بن غفير مسؤولية سلامة مواطنينا جميعًا. ندري أن لإسرائيل معرفة دقيقة بمن يعارض التطبيع في بلادنا، وبمن يعادي المشروع الصهيوني في المغرب حتى آخر رمق، وبمن يساند حقوق الشعب الفلسطيني في السراء والضراء. ونعلم كذلك أن لديها خريطة بالأسماء والبروفايلات لخصومها في المغرب، وطبعًا بأسماء وصفات وتوجهات أصدقائها أيضًا. لهذا تتعمد الآن تعذيب غالي وبن ضراوي وأعماجو للانتقام منهم وكسر إرادتهم، ولإعطاء المثل لمن يسير في طريقهم — طريق الأحرار الذين أسقطوا الشرعية الأخلاقية لإسرائيل بعد أن تورطت في أسوأ إبادة جماعية منذ الحرب العالمية الثانية. إذا كانت إسرائيل قد اخترقت دولة معادية منذ 1979، وهي إيران، وزرعت فيها كتائب موت استهدفت علماءً في أبحاثٍ نووية سلمية، ونصبت على أراضيها منشآت سرية لتركيب طائرات مُسيّرة وإطلاقها، فإنها لن تجد صعوبة كبيرة في اختراق دول التطبيع العربي بكل الوسائل الخبيثة: المالية، والإعلامية، والتجارية وغيرها. السيد وزير الخارجية، أنت تتقاضى من أموال دافعي الضرائب أجرك وامتيازاتك وميزانية موظفيك لتدافع عن كل مغربي في الخارج، لا لتصمت وتدير الظهر لمواطنين يُعذَّبون الآن في سجون العار لدى بن غفير. أنت تجلس على كرسي جلس عليه قطبان من أقطاب الحركة الوطنية اللذين ناضلا من أجل ما يناضل باسمه غالي وبن ضراوي واعماجو: أحمد بالفريج ومحمد بوستة — رحمهما الله. وإليك هذه الجملة المكتوبة في كل جواز سفر أمريكي، لعله تُلهمك العبرة أو حتى تُحرّك فيك نزعة التقليد فتتحرك وتطالب حكومة نتنياهو بالإفراج الفوري عن عزيز غالي ومواطنيه عبد العظيم بن ضراوي وعبد الرحمان اعماجو، وتحمل العنصري بن غفير مسؤولية سلامتهما. النص الأصلي الكامل بالإنجليزية كما هو في الجواز الأمريكي: "The Secretary of State of the United States of America hereby requests all whom it may concern to permit the citizen/national of the United States named herein to pass without delay or hindrance, and to afford such citizen/national all lawful aid and protection." الترجمة العربية: «يطلب وزير خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية بموجب هذا الإعلان من كل من يهمه الأمر، أن يسمح للمواطن/الوطني الأمريكي المذكور اسمه هنا بالمرور دون تأخير أو عرقلة، وأن يقدم له كل مساعدة وحماية قانونية مشروعة له.»