تنظم الجمعية المغربية لدراسات الترجمة (الرباط) بالتعاون مع منتدى بني عمير (الفقيه بن صالح)، وبدعم من عمالة الفقيه بن صالح، يوما دراسيا في موضوع "مستقبل حركة الترجمة في المغرب ودور التكنولوجيا الحديثة في تطوير المضمون الرقمي الوطني وإعلام القرب"، وذلك يوم السبت 27 سبتمبر 2014 بمدينة الفقيه بن صالح (قاعة المؤتمرات بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي). ويتضمن برنامج اليوم الدراسي، الذي يعقد بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، المحاور التالية: ميادين ممارسة الترجمة يتناول هذا المحور آفاق مهنة الترجمة استنادا إلى تجارب المترجمين المستقلين، والمترجمين المقبولين لدى المحاكم، والشركات الأجنبية في السوق المغربية، بالإضافة إلى موضوع تفعيل المشروع الوطني للترجمة للجنة الوطنية، وكذا الدور المنوط بوزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة. مجال تعليم الترجمة وإعداد المترجمين يتطرق المتحدثون فيه لقضايا المناهج الدراسية ومنهجيات التدريس في الكليات والمعاهد الخاصة، ومشكلات تدريس الترجمة في المرحلة الثانوية. بحوث الترجمة ودراساتها يعالج سبل تشجيع البحوث والدراسات في مجالات الترجمة، وتجميع كتب ومقالات الفكر الترجمي، وجميع المضامين المرتبطة بالترجمة بمختلف وسائطها، وتسهيل الحصول عليها بتوفير آليات الأرشفة الرقمية. وسيكون هذا اليوم الدراسي مناسبة للإعلان عن انطلاق عمل "مرصد دراسات الترجمة"، وتوقيع الاتفاقيات الأولى للشراكة من أجل إنشاء شبكة لتبادل المعلومات والتعاون في سبيل تطوير المضمون الرقمي الوطني بين مجموعة مقاولات صحفية ومهنيي الترجمة ومهنيي تكنولوجيا المعلومات، وذلك في إطار مشروع ابتكاري يواكبه تجمع المغرب الرقمي قصد دعمه من طرف الوكالة الوطنية لتنمية المقاولات الصغرى والمتوسطة والمركز المغربي للابتكار. كما يهدف هذا اللقاء، في إطار مبادرة غير مسبوقة، إلى تفعيل انخراط جمعيات الترجمة والمترجمين، بالتعاون مع المهنيين في قطاع الإعلام والاتصال، في استراتيجية المغرب الرقمي من أجل هدف موحد هو المساهمة في تطوير المضمون الرقمي الوطني والمحلي متعدد الوسائط ومتعدد اللغات. نبذة عن الإنجازات والمطامح يذكر أن حركة الترجمة في المغرب حققت عددا من الإنجازات المرموقة في مختلِف مجالاتها: فقد حصد المترجمون المغاربة عددا من جوائز الترجمة داخل المغرب وخارجه. وارتفعت وتيرة عقد الندوات المكرسة لمناقشة قضايا الترجمة ارتفاعا ملحوظا (عام 2012، 64 ندوة؛ منتصف عام 2014، 80 ندوة). ومن المتوقع أن تعقد ثلاث ندوات إضافية قبل نهاية السنة الجارية. كما تزايدت أعداد الكتب المكرسة لشتى جوانب موضوع الترجمة (39 كتابا عام 2012، 52 عام 2014). وبرزت مجلات جديدة مثل "المجلة المغربية لدراسات الترجمة" (وجدة)، وعادت مجلة "ترجميات" إلى الظهور. أما في ميدان إعداد المترجمين فقد تخرجت أفواج جديدة من مدرسة الترجمة بطنجة بأعداد غفيرة (عام 1989 أول فوج: 25 متخرجا، عام 2013 = 105 متخرجين). وأضيفت إلى هذه الأفواج أعداد المتخرجين من كليات الآداب والمعاهد الخاصة في الدارالبيضاءوالرباط. كما أنشئت جمعيات جديدة تخصصت في مجال النهوض بالترجمة إلى جانب الجمعيات التي تعنى بشؤون المترجمين والتراجمة. ذلك أن الجمعية المغربية لدراسات الترجمة أنشئت مباشرة بعد ندوة "الكتاب المترجم"، وذلك في نوفمبر 2012. وقد التحقت بها جمعية جديدة كان مقرها خلال الفترة من 2006 إلى 2014 في جنيف. ومقرها الآن في المغرب. وهاتان الجمعيتان تعملان في سبيل الارتقاء بحركة الترجمة. بيد أن كل هذه الإنجازات ما زالت دون المستوى المطلوب: فما زال إنشاء المركز الوطني للترجمة "حلما" لم يتحقق بعد؛ ولم يتم التصدي بعد لإشكالية إعادة تحديد أهداف تعليم الترجمة، وتحقيق التلاؤم بين هذه الأهداف واحتياجات الترجمة المهنية، مثلا؛ وما زالت المكتبة الوطنية، ووزارة الثقافة، والجامعات المغربية تفتقر إلى قاعدة بيانات الكتب المترجمة، وغيرها من قواعد البيانات؛ وما زال المشروع الوطني للترجمة متعثرا؛ ولم يترجم في المغرب سوى كتاب واحد في مجال علم الترجمة ذاته ...؛ فضلا عن أن صفة "مترجم" لم تدمج حتى اليوم في لوائح الوظيفة العمومية...