تعتبر حفلات تكريم الشخصيات الفكرية والتربوية مظهرا من مظاهر الحضارة،وبرهانا على ما يشد الناس بعضهم إلى بعض،ويبقي على أواصر المحبة والأخوة والزمالة قائمة لا تلين ولا تتزعزع ولا تتصدع.ومثل هؤلاء المخلصين يصعب علينا أن نودعهم،ويصعب علينا أن نتركهم للتقاعد،لأنهم معدن صقيل لا يصدأ،وطينة نادرة من تراب هذه الأرض،ومن عمقها الشعبي العظيم،كأنهم ولدوا لخدمة هذا الوطن،وخدمة العلم وخدمة الأجيال،والصعوبة تزداد عندما يتعلق الأمر بأطر من خيرة أطر التربية والتكوين.وتفتقد الإدارة الكثير عندما تفقد أبناءها من أمثال المحتفى بهم إثر إحالتهم على التقاعد،وباتت اليوم في حاجة إلى جيل جديد من رجال التربية والتكوين،لكن من هذه الطينة التي نتحدث عنها،طينة بنفس الروح،بنفس الأخلاق،بنفس القيم،وبنفس الحرص والتفاني والإخلاص. وفي جو من البهجة والافتخار بما قدمته نخبة من الأطر التربوية والإدارية،نظمت ثانوية سيدي إدريس التأهيلية بوجدة،ممثلة في جميع مكوناتها (أساتذة،إداريين،تلامذة وجمعية أمهات وآباء التلاميذ)،حفلا تكريميا على شرف مجموعة من الأساتذة والإداريين المتقاعدين من خيرة العاملين بها(بنيونس بندلة،عبد المجيد أفقير،جمال كعواشي،عمر يج،قهوي عبد الكريم،بوهدة حسن،معيوة عبد الرحمان،الباي عبد الرحمان،أوسوس محمد،الأستاذ سليم).كما تم تقديم تذكار اعتراف للخدمات المبذولة للارتقاء بالمنظومة التربوية لكل من السادة محمد ديب مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وتذكار اعتراف لمحمد الزروقي المدير الجديد لنيابة التربية والتكوين بوجدة،وتذكار اعتراف لتهامي موسي النائب السابق لنيابة التعليم بوجدة.وتخللت الحفل كلمات في حق الأساتذة المحالين على التعاقد والسادة المحتفى بهم قدمها كل بوزيان موساوي مدير ثانوية سيدي إدريس التأهيلية،والأستاذ نعيمي باسم جمعية الآباء والأستاذ احسايني نيابة عن الأساتذة والإداريين،كما ألقيت كلمة اعتراف باسم التلاميذ.وتميز الحفل بكلمة للمدير الجديد لنيابة التعليم الأستاذ الزروقي في حق الأساتذة المتعاقدين وفي حق رجال التعليم والدور الطلائعي لهذه الفئة من المجتمع في تنمية المعارف والرقي بالمستوى التكويني للمدرسة العمومية. وفي تصريح إعلامي للأستاذ والزميل علي خروبي، هنأ فيه المحتفى بهم على انتهاء خدماتهم وإنهاء مشوارهم في سلك الوظيفة العمومية،وقيامهم بما أنيط بهم خير قيام،معتبرا إياهم من أولئك الذين أفنوا زهرة شبابهم في خدمة مهنة التعليم،تلك المهنة العظيمة التي كانوا فيها مثالا للمربي المخلص،والناصح الصادق،ومثالا للموظف الشريف،وللعامل المتفاني في عمله بإخلاص.وأكد أنهم،رغم توديعهم أيام العمل،ستبقى أسماؤهم مطرزة ومنقوشة على جدران أهل العلم والتربية،مشيرا أنهم قد أسقوا الغرس،فأورقت الأشجار،وأينعت الثمار،وغدت مآثرهم نفيسة لا تعادلها قيمة مادية،ومبرزا أن ذكرهم سيبقى بين والفصول كصندل بنيت عليه أسقف المؤسسة، فبات يظلها من الحرور، ويمنحها رائحة الزهور.