عن المهمة ذاتها وبالكفاءة نفسها كشف استطلاع رأي أجراه موقع "أمل جوب"، المتخصص في سوق الشغل بالمغرب، حول الوضعية المهنية للمرأة المغربية، نتيجة صادمة مفادها أنه، في وقتنا الحالي، لا يمكننا أن نحقق اقتصادا مستداما دون تشارك بين المرأة والرجل في مختلف بنيات المقاولات. وعرى الاستطلاع ذاته واقع معاناة أخرى تعيشها المرأة المغربية، من خلال ما عبر عنه 3500 امرأة ورجل من مختلف مناطق المغرب يشتغلون في مختلف القطاعات النشيطة، ويشغلون مناصب مختلفة، من رئيس مقاولة إلى عامل أو عاملة بسيطة. أهم سؤال ألقاه موقع "أمل جوب" على البيوت المتداعية للنساء، هو "هل أنت راضية عن مستقبلك المهني؟". فرددنه حجرا صدم وكسر زجاج الواقع المهني للمغربيات، ليكشف حقيقة وضعية المرأة المغربية في الوسط المهني، إذ عبرت 28.22 في المائة فقط منهن عن الرضا عن مستقبلهن المهني. وقالت المستجوبات أنفسهن إن من بين المعيقات التي واجهنها خلال حياتهن المهنية الأحكام المطلقة للرجال، وكانت نسبة اللواتي اعتبرنها كذلك 34.75 في المائة، لتؤكد 17.22 في المائة أن الوقت المخصص للأبناء عائق آخر، و13.49 في المائة اعتبرن الحمل واحدا من معيقاتهن المهنية. وحول الإجراءات التي تنتظرها النساء من مشغليهن للتوفيق بين الحياة المهنية وحياة الأمومة قالت 43.15 في المائة إن على رب العمل أن يوفر للمستخدمات مصلحة خاصة بالخدمات تتكلف بالتسوق وخروج الأطفال من المدرسة والمهام الإدارية. ورأت 36.20 في المائة أن أفضل حل يكمن في العمل بنصف الدوام، فيما أكدت 34.02 في المائة ضرورة اعتماد مرونة في العطل بالنسبة إلى الأسر التي يتحمل فيها يوجد فيها أحد الأبوين فقط. الإقصاء بسبب الجنس أثناء اختبارات العمل حضر أيضا في استطلاع الرأي، وردت عليه 34.85 في المائة ب "بضع مرات، ومع بعض المشغلين"، وهو جواب يتأرجح بين نعم ولا، فيما كانت 6.02 في المائة حاسمة، إذ اعتبرن أنهن تعرضن للإقصاء مباشرة لأنهن نساء، وقالت 54.13 في المائة إنهن لم يتعرضن قط لهذا النوع من الإقصاء بناء على النوع الاجتماعي. وتشتغل 83.61 في المائة من النساء لضمان الاستقرار المالي، فيما تناهز نسبة اللواتي يردن تطوير أنفسهن مهنيا 66 في المائة، والسبب بالنسبة إلى 23.03 في المائة يتلخص في توفير دخل إضافي إلى ذاك الذي يوفره شريك الحياة، أما 36.51 في المائة فعبرن عن عقلية مقاولاتية، إذ يتمثل السبب الرئيسي بالنسبة إليهن في الرغبة في الاستثمار في مشاريع مهنية. مكونات أو شروط العمل الجيد بالنسبة إلى 80.91 في المائة من المغربيات هو ذاك الذي يغيب فيه الإرهاق والتوتر وتتوفر فيه العلاقات الجيدة، وتلك شروط المغربيات لتكون الحياة العملية جيدة. ويحتل الأجر الرتبة الثانية بنسبة 71.37 في المائة، ثم يليه شرط التطور ب 63.59 في المائة، أما مكان العمل فله أيضا نسبة مهمة تصل إلى 52.28 في المائة، قبل نوعية ومردود المهمة التي تكلف بها هؤلاء النساء بنسبة 51.45 في المائة، وكذلك مستوى المسؤولية التي تتحملها المرأة ب45.95 في المائة. وتعتبر 5.91 في المائة فقط أنهن راضيات عن مستوى الأجر الذي يتقاضينه، ما يعني أن البقية، وهي في حدود 95 في المائة غير راضيات. وتعتز المغربيات بقدرتهن كنساء على التميز بخصائص معينة دون الرجال في العمل، إذ اعتبرت 78.11 في المائة منهن أن النساء وحدهن قادرات على خلق معنى التنظيم داخل العمل، فيما ترى 69.92 في المائة أن لهن القدرة على القيام بمختلف المهام، وترى 56.64 أن للمرأة خاصية القدرة على الاستيعاب. ورغم توفر عنصر الكفاءة المتساوية بين رجال ونساء في مهمة ما اعتبر 34.13 في المائة، أنه رغم هذا الشرط تتقاضى النساء أجرا أقل عن المهمة نفسها وبالكفاءة ذاتها. وأخيرا يحمل المستجوبون أملا كبيرا في تغير هذا الواقع وتجاوز هذه المعيقات مستقبلا بنسبة غالبة تصل إلى 58.71 في المائة.