تداولت وسائل الإعلام المحلية والجهوية مؤخرا خبرا يتعلق بتوجيه النائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي محمد الملاحي ، سؤالا شفويا إلى مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي حول ظروف نقل المياه المعدنية والمشروبات والعصير، تحت أشعة الشمس في ظروف تنعدم فيها الإجراءات الصحية. إن طرح هذا السؤال هو في الحقيقة محاولة للكشف عن معضلة ليست بالجديدة بالمغرب، فالشركات المُنتجة للمشروبات الغازية والمياه والعصير والمعبأة في قارورات بلاستيكية، كانت ولا زالت لحدود كتابة هذه السطور، تعتمد في نقلها لتلك القنينات على شاحنات عادية تفتقد لشروط السلامة الصحية، وغير مغطاة، الأمر الذي يجعلها عرضة لأشعة الشمس المُفرطة خاصة في شهري يوليوز وغشت. ولتسليط الضوء على هذه القضية التي تهم بالأساس صحة المواطن ارتأت جريدة بريس تطوان الإلكترونية إجراء حوار مع النائب السيد محمد الملاحي عن دائرة تطوان من أجل التحسيس بخطورة هاته المسألة وإخبار الرأي العام والساكنة بكل التفاصيل والحيثيات. سؤال: لقد آثرتم تحت قبة مجلس النواب سؤالا موجها إلى وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي حول مخاطر نقل القارورات البلاستيكية تحت أشعة الشمس الحارقة لماذا هذا التوقيت بالضبط لطرح هذا السؤال ؟ جواب: بداية أشكر جريدة بريس تطوان الإلكترونية التي اهتمت بهذا الموضوع والذي لا يخفى عليكم وعلى الرأي المحلي والوطني، أنه موضوع له راهنية قصوى لأنه يهم بالأساس صحة المواطنين والمواطنات الذين يستهلكون المشروبات الغازية والمياه المعدنية والمُرطبات وكل أنواع العصير المعبأة في قارورات بلاستيكية وغيرها. إن طرحنا لهذا السؤال هو تعبير عن مواكبتنا وانخراطنا كعضو في المؤسسة التشريعية مع التوجيهات الملكية السامية وتعليمات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تولي أولوية قصوى لصحة المواطن كما تجلى من خلال تدبير أزمة جائحة "كورونا"، فالدرس المستفاد من هذه الجائحة هو أن صحة المواطن هي خط أحمر، ولا يمكن التذرع بالمبررات الاقتصادية أو السماح لتحقيق بعض الربح والمكاسب المالية على حساب صحة المواطنين المغاربة. سؤال: هل كانت جائحة "كورونا" التي جعلت صحة المواطنين والمواطنات من أولى الأولويات كما ورد في جوابكم هي الباعث لطرحكم هذا السؤال الذي يدخل في إطار الدفاع والحرص على صحة المواطن المغربي والمواطنة المغربية ؟ جواب: بطبيعة الحال إن دور ممثلي الأمة هو إثارة المواضيع التي تهم المواطن والمواطنة المغربية وحيث أن الصحة أصبحت أثمن شي يجب الدفاع عنه بكل وطنية وروح مسؤولية، فإننا من موقعنا داخل المؤسسة البرلمانية لاحظنا وجود خلل كبير في عملية نقل المشروبات الغازية والمياه المعدنية والعصير عبر شاحنات لا تتوفر فيها بتاتا الضوابط الصحية وإجراءات الآمان لكي تصل هذه السلع خالية من المخاطر إلى عموم المستهلكين. وبناء عليه ارتأينا أن نثير انتباه الوزير الوصي على هذا القطاع، من خلال طرح سؤال شفوي من أجل إشعاره بخطورة الموقف ولحثه على اتخاذ جميع التدابير القانونية والإجراءات الإدارية من أجل وضع حد لهذه الظاهرة التي تهدد صحة المواطن المغربي خاصة في فصل الصيف الذي يشهد ارتفاع مفرط في درجة درجات الحرارة، وإقبال كبير للمواطنين على استهلاك المشروبات الغازية والمياه المعدنية وقنينات العصير. سؤال: هل هناك معطيات علمية استندتم عليها من أجل إثارة الانتباه حول قضية تأثير أشعة الشمس على القارورات البلاستيكية ؟ جواب: بالفعل نحن لم ننطلق من فراغ ولم نطرح هذا السؤال على السيد الوزير على عواهنه، بل استندنا في ذلك على دراسات علمية صادرة عن جامعات أمريكية مرموقة مثل مجمع الأبحاث التابع لجامعة "أريزونا" ومختبر علمي تابع لجامعة فلوريدا، ودراسة علمية تم نشرها كذلك بالمجلة العلمية "ناشيونال جيوغرافي" تفيد أن تعرض القارورات البلاستيكية للحرارة المفرطة يؤدي إلى إفراز مواد تشكل خطرا على صحة الإنسان على الأمد الطويل، كما أكدت خلاصات هذه الدراسات أن الافرازات البلاستيكية التي تنجم عن الحرارة المفرطة إذا دخلت إلى جسم الإنسان بكميات كبيرة فإنها تكون سببا لإصابته بالسرطان وخاصة سرطان الثدي بالنسبة للنساء والعديد من الأمراض على مُستوى القلب والدورة الدموية. وبناء عليه خاطبنا السيد الوزير أن يقوم بتفعيل العديد من التدابير الاحترازية في مواجهة المخالفين الذين ينقلون هذه المشروبات على متن شاحنات عادية تنعدم فيها شروط الصحة والأمان وذلك حرصا على صحة المواطنين والمواطنات بهذا البلد؟ سؤال: هل تتوفرون السيد النائب على اقتراحات عملية وقابلة للتطبيق تقدمونها للسيد الوزير الوصي على القطاع من أجل حل هذه المعضلة؟ جواب: إن أول مقترح يمكن تفعيله في هذا الصدد هو وضع دفتر تحملات خاص بضوابط وشروط نقل المشروبات الغازية والمياه المعدنية والدفع قدما على تأهيل قطاع النقل وأسطول الشاحنات المكلفة بهذه المهمة، كما يجب الحرص على تغطية حمولة الشاحنات بأغطية مقاومة لآشعة الشمس، أو منع نقل هذه المشروبات في ساعة الظهيرة حين تكون أشعة الشمس عمودية والحرارة مفرطة. كلمة أخيرة حول هذه القضية أشكر منبر وطاقم جريدة بريس تطوان الذي يشتغل بمهنية عالية من أجل المواكبة الإعلامية والمهنية للقضايا التي تهم المواطن المغربي والساكنة المحلية، مثل قضية حماية الصحة العامة من كل الأخطار المُحدقة تماشيا مع توجيهات صاحب الجلالة نصره الله وأيده الذي أعطى المثال الحي بكون صحة المواطنين والمواطنات المغاربة هي أولى الأولويات كما تجلى ذلك في تدبيره الحكيم لجائحة فيروس كورونا.