اشري العبد كبير، لا تربيه صغير: أي إذا أردت أن تشتري عبدا، فاشتر من كان كبير السن لميكنك أن تستخدمه في الحين، بدلا من أن تشتريه صغيرا تحتاج لتربيته وتعليمه مدة طويلة. وهذه الكلمة كانت مستعملة عندما كان الناس يشترون العبيد والإماء، ويملكونهم كما يملكون الدواب والأنعام، وقد انتهى ذلك العهد بما له وما عليه. وسألة امتلاك العبيد والإماء، وكذلك تملك العلوج، أي الأسارى من الأوربيين، مسألة كانت لها سوق واسعة ورواج كبير في هذه المدينة، لوقوعها على شاطئ البحر، ووجود القراصنة فيها وفيما قاربها، وهي مسألة جديرة بأن تفرد ببحث تاريخي نؤمل أن نفيض فيه القول إفاضة في الكتاب الذي سميناه (التكملة)، وهو ذيل لكتابنا الكبير (تاريخ تطوان). اشري على قد فلوسك: اشتر على قدر دراهمك. هي كلمة كثيرة الاستعمال، وتقال للشخص الذي لديه مال محدود، في حين أن البضائع أو الأشياء المعروضة للبيع كثيرة الأصناف، مختلفة الأثمان. وهي نصيحة حسنة، ينبغي للعاقل أ، يعمل بها، لأن بعض الناس المغرورين، يحاولون أن يقلدوا من هو أكبر منهم مقاما وأكثر مالا، فيقعون في المحظور، ويضيقون على أنفسهم وعلى أهليهم، وقد يقترضون من المال ما يعسر عليهم رده، ليشتروا أشياء أعلى من مستواهم فيندمون، وقد لا ينفعهم الندم. وفي مثل آخر: مد رجلك على قدر فراشك، أو على قد كساتك. اشري واركب، واشري واحلب: هذا من أمثال الفلاحين، أي إذا كان لديك مالوأردت أن تشتري شيئا، فليكن ذلك الشيء مما يركب، من خيل وبغال وحمير، أو مما يحلب من بقر وغنم ومعز… إلخ. (أما الإبل والجاموس فلا وجود لها في تطوان وقبائلها الجبلية بالكلية). والفلاحون – وخصوصا منهم سكان البادية – لا يكبر في عيونهم شيء غير الأرض وما تخرجه، والمواشي وما تتجه، وهم الذين يقولون في مثل 'خر: خلي الزرع والصوف، والباقي كلو هتوف. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...