اقض ورد، شريك ف المال: اقض غرضك ورد الأمور إلى أصحابها، تكن كأنك شريك أصحابها في ما لهم. أي إذا تسلف الشخص من صاحبه شيئا أو استعاره منه ثم رده له في الوقت المناسب، فإنه يضمن لنفسه أن يستفيد من ذلك الصاحب كلما أراد شيئا من ماله أو متاعه، وبذلك يصير كالشريك له في كل ما لديه. يقال للحض على أداء الديون ورد الأشياء إلى أصحابها دون مماطلة ولا تسويف، حفظا للسمعة وضمانا لدوام الثقة. والناس في هذه أيضا أصناف، منهم من لا يهدأ له بال حتى يرد الحاجات إلى أربابها، ومنهم من إذا أخذ منك شيئا، فموعدك معه يوم القيامة. وقد جربنا الاثنين، فكبر مقام الصنف الأول في عيننا، وسقط الآخر في أسفل سافلين. ويحكى – على سبيل التندر – أن شخصا اجتمعت لديه خزانة كبيرة من الكتب المهمة، فكان يسمح بأن يستفيد منها كل من يريد ذلك، بشرط أن لا يخرج منها أي كتاب، فسئل عن ذلك فقال: لأنني لم أشتر منها كتابا واحدا، وكل ما فيها أصله مستعار من الناس. وسيأتي لنا قولهم ما هو في معنى هذا، وهو قولهم: سلف ورد… إلخ. اقي وبقي، وخلي الوجوه علاش تلاقي: اقي، بقاف مشددة مكسورة، بمعنى اعمل. وبقي – كذلك – بمعنى اترك. فهو في معنى حديث: (أحبب حبيبك هونا ما، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما)، أي لا تبالغ وتصل إلى النهاية، لا في المحبة ولا في العداوة، لأن الحبيب قد يصير عدوا والعدو قد يصير حبيبا. والأفضل هو التوسط في الأمور، والعاقل لا يقول ولا يفعل ما يمكن أن يندم على قوله أو فعله في يوم من الأيام. والتعقل والاتزان محمود العاقبة على كل حال. وترك الرجعة مفتوحا مطلوب في حالتي الإديار والإقبال. يقال للحض على السير باعتدال وعدم الاندفاع في حالتي الاتصال والانفصال والصداقة والاختلاف. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...