الأمثال العامية بتطوان... (353)

ما عرفو باش مات، غير عزى وجا يبات: أي إن الزائر لم يعرف سبب موت الهالك، وإنما عزى أهله، وجلس للمبيت عندهم. أصله أن شخصا مات من الجوع وعدم وجوده لما يسد به رمقه، فجاء رجل وعزى أهله، وجلس يريد الأكل معهم والمبيت عندهم.
يقال عندما ينتظر العطاء من معدم، أو يراد الأخذ ممن لا يملك شيئا.
ما عمل الخير، ما خلى من يعملو: لم يعمل الخير، ولم يترك غيره يعمله. يقال في الشخص البخيل الخبيث الحقود، الذي لا يفعل خيرا، ويعاكس من يريد عملا صالحا، ويقف حجر عثرة دون الأعمال الخيرية والمصالح العمومية.
وهذا الصنف من الناس قلما يخلو منه زمان أو مكان، فاحذر يا عزيزي أن تكون من الأشرار، واجتهد لتكون من الأبرار الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ويسعون في الخير ويعملونه، ويساعدون غيرهم على عمله. أولئك هم الأخيار، جعلك الله من أفضلهم.
ما عمل لا بيدو ولا برجلو: ما عمل شيئا لا بيده ولا برجله. يكنى بذلك عن أن الشخص لا علاقة له بما وقع مطلقا.
ما عندو لا دار ولا دوار: ما عنده لا دار ولا دوار. الدار معروفة، وهي البيت المبني للسكنى. والدوار، بضم الدال وتشديد الواو، يطلقه بعض الأعراب على الحي الذي يسكنه قسم من القبيلة. أما أهل القبائل الجبلية عندنا، فيسمونه (الدشار)، وبعضهم يسميه المدشر. يقال في الشخص الذي لا يملك شيئا، ولا أهل له ولا عشيرة.
ما عندي فيها لا يد ولا رجل: هو كقول العرب: لا ناقة لي فيها ولا جمل. ويكنى بذلك عن أن الشخص لا علاقة له بالقضية لا من بعيد ولا من قريب. وقد يقال: ما عندو، أو ما عندك … إلخ.
ما غابت غير تامسنا: ما غابت إلا تامسنا. يقال عندما يكون الشيء المختلف فيه حاضرا أو قريبا يمكن الاتصال به أو التحقق من شأنه أو أمره.
ما غشيت يهودي ما نصحت مسلم: ما غششت يهوديا وما نصحت مسلما. يقال على لسان اليهود ومن يسير في طريقهم، طريق الغش والدس والخداع، عندما يريد أحدهم أن يتملص من العقوبة، أي إن الواحد منهم لا يستحق العقاب أو العتاب أو الملام، إلا إذا فعل كبيرة أو جريمة، مثل غش يهودي أو نصح مسلم.
ويكنى بذلك عن أن الشخص أحقر من أن تصدر عنه حسنة أو مزية يشكر عليها.
العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية
للمؤلف: محمد داود
تحقيق: حسناء محمد داود
منشورات باب الحكمة
(بريس تطوان)
يتبع...