الساعي يسعى، ومراتو تصدق: المتسول يتسول ويجمع، وزوجته تتصدق وتفرق. يقال عندما يكد المرء ويجد ويجتهد ويتعب ليجمع من المال وغيره ما يستفيد منه، فيعمد غيره إلى ما جمعه ويفرقه ويبعثره، أو يأخذه ويستغله وحده. السبت والحد ما كيخدم حد، لثنين والثلاثا ما كيخدم غير ولد الفلانا، لربع والخميس ما كيخدم غير يبليس، الجمعا عيد المومنين: في الناس طبقة كسولة قلما يخلو منها زمان أو مكان، فهي طبقة لا تكاد تتحرك في نفسها، أو تحرك ساكنا من غيرها، ويصعب عليها أن تقوم بأي عمل فيه فائدة لها أو لمجتمعها، وذلك لأنها تعودت منذ صغرها حياة الخمول والدعة لفساد تربيتها وسقوط همتها، فهي لا تحسب للدهر حسابا، ولا تنتظر من الأيام تغيرا أو انقلابا. وأشخاص هذه الطبقة ومن يسيرون في طريقهم ويحبذون منهجهم من الكسالى والمنحرفين، لهم أيضا أمثالهم، ومنها هذا الذي يرى قائله أنه لا يوجد في الحياة يوم ينبغي أن يشتغل فيه الإنسان، فيوما السبت والأحد لا يخدم فيهما أحد، ويوما الاثنين والثلاثاء لا يخدم فيهما إلا ابن الفلاتة أي الشاذة، ويوما الأربعاء والخميس لا يخدم فيهما إلا إبليس، ويوم الجمعة عيد المؤمنين، فلا خدمة فيه لهم. وهكذا حدد لكل يوم ما يكون فيه، فلا يبقى إذ ذاك في نظرهم إلا اللهو واللعب والفراغ أو الانغماس في الشهوات واللذات . وهكذا توجد في الدنيا طبقة تعيش عالة على المجتمع، فهم كالحشرات التي تمتص الدماء، وكالكسالى الذين يشربون عرق الكادحين ويثبطون همم العاملين المجدين، في الوقت الذي يعمل فيه أهل العلم في الاتصال بالعوالم الخارجية عن الكرة الأرضية، ألا قاتل الله الكسالى. وهذا من الأمثال الجديدة، حيث إن المحاكم صارت تقفل أبوابها مساء يوم السبت، الذي هو يوم عطلة اليهود وكامل يوم الأحد، الذي هو يوم عطلة المسيحيين، وبعض الناس يرون أن ذلك مجاراة عادية للأمم الناهضة في العالم، وبعضهم يرى أنه تقليد بليد وتحكك أنف منه حتى اليهود الذين هم أحرص الناس على الحياة والاستغلال. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع) للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...