ليلة الأربعاء 1 أكتوبر، تحولت بعض أحياء مرتيل إلى مسرح لحوادث معزولة من التخريب، بعدما أقدم قاصرون ومنحرفون مندسون على إضرام النار في حاويتين للأزبال وتكسير زجاج إحدى الحافلات. ورغم محدودية هذه الأفعال، إلا أنها شكلت صدمة لدى الساكنة التي أكدت أن ما جرى لا يمت بصلة للاحتجاجات السلمية التي يقودها شباب "جيل زد" بوعي ومسؤولية. غير أن هذه الأحداث لم تعد تُقرأ كتصرفات فردية معزولة، بل كمؤشر صارخ على عمق الأزمة الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها المدينة. أصوات كثيرة حملت المسؤولية المباشرة للسياسيين بمرتيل الذين انشغلوا بالمناصب والمصالح الضيقة بدل معالجة قضايا البطالة، التهميش، وانسداد الآفاق أمام الشباب. والنتيجة: جيل كامل يعيش بين مطرقة العطالة وسندان الإحباط، في غياب أي برامج جادة لخلق التنمية. وفي المقابل، وُجهت انتقادات حادة للمجتمع المدني المحلي الذي ظل عاجزاً عن تأطير الشباب واحتضان طاقاتهم، تاركا فراغا خطيرا استغلته فئات منحرفة لزرع الفوضى وتشويه صورة الاحتجاجات السلمية. ساكنة المدينة عبّرت بمرارة عن رفضها لهذه الممارسات، واعتبر أحد المعلقين أن "الخراب الذي نراه اليوم ليس مسؤولية المخربين وحدهم، بل نتيجة طبيعية لتقصير المسؤولين المنتخبين وغياب التأطير الجاد". ورغم التدخل السريع والحاسم للسلطات و المصالح الأمنية لإعادة النظام، إلا أن السؤال الجوهري يظل مطروحاً: إلى متى سيستمر السياسيون والمجتمع المدني بمرتيل في إدارة ظهورهم لمشاكل الشباب، وتركهم لقمة سائغة لليأس والانحراف؟