تعرف أماكن بيع أوراق اليناصيب بكل أشكالها وأطيافها، وعلى اختلاف أرباحها وخسائرها، بمدينة تطوان، إقبالا كبيرا من لدن المشاركين الذين يقدرون بالمئات، حيث يتوافدون بشكل يومي لشراء "الشراب" . هذا الإقبال المنقطع النظير مرده-أساسا- هاجس الربح الذي يراود عقولهم ، وكلما تعددت المشاركات زادت فرص الظفر بالربح، الذي قد يأتي أو لايأتي ، وفي الغالب لايأتي. لقد أصبح هاجس الربح يشكل عند العديد منهم ،كابوسا مرعبا يسكن قلوبهم ويستعمر كيانهم، وينغص عليهم حياتهم. لكل شيء تداعياته ومخلفاته، وقد تكون سلبية أو إيجابية، تعود بالنفع أو الضرر، ومن تداعيات هذه الألعاب التي أصبحت إدمانا لامحيد عنه، وشر لابد منه ،أن الكثير من "رواد اللعبة" يقتطعون من أجورهم نصيبا من المال على رأس كل شهر من أجل ممارستها، وهناك من يبيع أغراضه الخاصة واغراض أسرته، مما ينتج عنه دوامة من الصراعات الأسرية ، ولايخرج المعنيون بها سالمين، وهناك من يمتهن السرقة والنشل، حتى يتمكن من الحصول على المال ، ولايهدأ له بال حتى يعانق أوراق "السراب" والنماذج لاتعد ولاتحصى في هذا المجال. وبلغة الأرقام يؤكد لنا أحد الأشخاص له دراية في المجال وتجربة سنين، أن المداخل الصافية تقدر بالملايين شهريا، وهذا يدل دلالة قاطعة ، أن الذين يروجون هذا "السراب" تعود لهم الكلمة الأولى والأخيرة، وليذهب الحظ للجحيم ، والفاهم يفهم...؟؟؟