خرق قانوني في جماعة تارودانت.. دورة ماي خارج الإطار الزمني المحدد في القانون 113.14    مكتب السياحة يسعى للحصول على تصنيف "China Ready" لاستقطاب السياح الصينيين    مجلس المنافسة يفتح تحقيقا في وجود محتمل لممارسات منافية للمنافسة في سوق توريد السردين الصناعي    ترامب يعلن عن اتفاق تجاري "تاريخي" مع المملكة المتحدة    "تصاعد الدخان الأبيض".. انتخاب الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست بابا للكنيسة الكاثوليكية    "الأحمر" ينهي تداولات بورصة البيضاء    وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية يتباحث بالرباط مع نظيره السعودي    ولد الرشيد: الجهوية المتقدمة تمر بمرحلة انتقالية تستوجب تقويم منظومة الحكامة الترابية    انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا جديدًا للفاتيكان    لقاء شي جينبينغ وبوتين يعكس عمق الشراكة الصينية الروسية    كرة القدم داخل القاعة لأقل من 19 سنة.. المنتخب المغربي يتعادل مع نظيره الإسباني (6-6)    اعتقال مقرب من رئيس بلدية ماربيا الإسبانية بسبب تهريب الحشيش من المغرب    ائتلاف يندد بمتابعة نشطاء "حراك فيكيك" ويدعو لتحرك وطني لوقف "الانتهاكات ضدّ الساكنة"    المحكمة تغرّم جماعة الدار البيضاء 5 ملايين بسبب هجوم كلاب ضالة على مواطنة    قطاع الشباب ينظم محطات وطنية كبرى للإدماج التربوي والتكوين بفاس        الدوري الأوروبي .. مانشستر يونايتد وبلباو في معركة حاسمة وتوتنهام يخشى مفاجآت بودو    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    مجلس عمالة طنجة-أصيلة يصادق على دعم اتحاد طنجة بمليار و400 مليون سنتيم    أتاي مهاجر".. سفير الشاي المغربي يواصل تألقه في "معرض ميلانو" ويعتلي عرش الضيافة الأصيلة    انفجار في مدينة لاهور الباكستانية وإسقاط مسيرة هندية    بوريطة: الملك يعتبر إفريقيا الأطلسية قطبا جيو- استراتيجيا ورافعة للابتكار والصمود    الأميرة للا حسناء تقيم بباكو حفل شاي على شرف شخصيات نسائية أذربيجانية من عالم الثقافة والفنون    «أول مرة»… مصطفى عليوة يطلق عرضه الكوميدي الأول ويعد الجمهور بليلة استثنائية من الضحك    الحكومة تراجع مدونة الشغل و تتجه نحو التأطير القانوني للعمل عن بعد    مصرع شخص في حادثة سير بين مراكش وورزازات    البرلمان يناقش رئيس الحكومة حول إصلاح وتطوير المنظومة التعليمية    أشرف حكيمي يدوّن اسمه في التاريخ ويصبح المدافع الأكثر تأثيرًا هجوميًا بدوري الأبطال    محكمة الاستئناف بالرباط تُخفض عقوبة النقيب محمد زيان    وداديون يحتفون بحلول الذكرى ال88 لتأسيس النادي    أبريل 2025 ثاني أكثر الشهور حرارة عالميا    المملكة المتحدة تجدد تأكيد التزامها بتعميق الشراكة مع المغرب    منصات المخزون والاحتياطات الأولية.. بنيات جهوية موجهة للنشر السريع للإغاثة في حال وقوع كوارث    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    ارتفاع أسعار الذهب بعد تحذير المركزي الأمريكي من الضبابية الاقتصادية    لجنة: زيادة مرتقبة للأطباء الداخليين    السيد ماهر مقابلة نموذج رياضي مشرف للناشطين في المجال الإنساني    الأميرة للا حسناء تزور بباكو المؤسسة التعليمية 'المجمع التربوي 132–134'    بطولة انجلترا: الإصابة تبعد ماديسون عن توتنهام حتى نهاية الموسم    فنانون مغاربة يباركون للأمير مولاي الحسن عيد ميلاده ال22    الغربة والذياب الجائعة: بين المتوسط والشراسة    ماكرون يستقبل الشرع ويسعى لإنهاء العقوبات الأوروبية على سوريا    13 قتيلا في الهند جراء قصف باكستاني    الوداد يسخر الأموال للإطاحة بالجيش    سان جيرمان يقصي أرسنال ويمر لنهائي رابطة الأبطال    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    مكناس تبدأ في بناء محطة قطار حديثة بتكلفة 177 مليون درهم    ارتفاع أسهم شركة "تشنغدو" الصينية بعد تفوق مقاتلاتها في اشتباك جوي بين باكستان والهند    استهلك المخدرات داخل سيارتك ولن تُعاقبك الشرطة.. قرار رسمي يشعل الجدل في إسبانيا    باكو.. الأميرة للا حسناء تزور المؤسسة التعليمية "المجمع التربوي 132–134"    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    من المليار إلى المليون .. لمجرد يتراجع    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



افتتاح دراسي على دقات طبول الاحتجاج والحكومة ماضية في تهريب الأزمة...وموسم جديد بلا بوصلة بيداغوجية
نشر في رسالة الأمة يوم 10 - 09 - 2014

لم تستطع حكومة بنكيران أن تنفض الغبار عن تقرير المجلس الأعلى للتعليم في نهاية العشرية ، وتخرجه من رفوف النسيان ، لتستفيد منه , ولتدقق في تشخيصه المسؤول والحضاري حول سبب إخفاقات أجرأة الميثاق الوطني للتربية و التكوين،والتي حددها في مجموعة من المظاهر بكل مسؤولية بعيدا عن المزايدة أو الرياء " السياسي " كالحكامة،و الظروف الصعبة لممارسة المهنة التربوية،منتقدا تبني نموذج بيداغوجي يواجه إكراهات جمة في الملاءمة والتطبيق ،إضافة إلى الإشكالية المحورية المرتبطة بالموارد المالية التي لم ترصد بشكل كاف و لم توزع بالشكل الموضوعي حسب الحاجيات والأولويات لأجرأة الميثاق الذي أجمع الجميع على كونه كان " ميثاقا سياسيا " أكثر منه "مخططا إصلاحيا "، وربما كان هذا من أسباب صعوبة تنفيذه، وفي السياق ذاته سلط التقرير الجريء الضوء على مكانة المدرسة العمومية التي فقدت إشعاعها واعتبارها، ولم تبذل المجهودات الكافية للتعبئة حول إعادة الاعتبار لها.... خمسة ملامح كبرى كانت كافية، لتضع خريطة طريقة إصلاحية ، بدل اعتماد مخطط استعجالي متخم بالتقنية،غير أن حكومة بنكيران ومنذ عهد الوزير الوفا، فضلت " تجميد" الإصلاح" المرتقب وبدل أن توجه مدافعها لمكامن الخلل في المنظومة ، وجهتها نحو المدرسين ، وبدل أن " تستفيد" من التراكمات السابقة" وضعت القطيعة و أعادت المغرب التربوي إلى نقطة الصفر.
المخطط الاستعجالي..... آمال كبرى واختلالات بنيوية
مرحلة الوزير الأسبق "اخشيشن" تربويا أكثر إضاءة وفعالية من فترة خلفه محمد الوفا والوزير الحالي رشيد بلمختار، فبالبرنامج الاستعجالي الذي رصدت له اعتمادات ضخمة، تقدر ب 33 مليار درهم، بزيادة ب 33 % ، حقق ميدانيا مشاريع ملموسة و أعطى مؤشرات جد مريحة في مجالي العرض المدرسي فلا أحد ينكر مؤشراته الإيجابية في تحسين العرض المدرسي وتعميم التمدرس ورصد أغلفة مهمة لتأهيل المؤسسات التعليمية، إضافة إلى الانخراط في رقمنة المؤسسات التعليمية، والعملية التربوية ،لكن اختلالات هذا المخطط تجلت في صفته الاستعجالية، وتشتيت الموارد و تكريس اللاحكامة، لكنه رغم ذلك حاول أن يجد أجوبة عملية للمشهد التربوي ، خلافا للمرحلة الحالية، حيث اكتفى وزيرا بنكيران، بالصمت والانتظارية، معمقين الاختلالات، مغلقين " باب الإصلاح" الحقيقي".
فمنذ قرر "مزاج" الوزير اسابق للتربية محمد الوفا توقيف العمل ببيداغوجية الإدماج، و طرده حسب تعبيره للخبير التربوي " بوشعكاكة"، والمغرب التربوي بلا مرجعية بيداغوجية، ولا تصور واضح للمنظومة التربوية، تتأسس عليه الممارسة داخل الفصول، فتوقيف العمل برؤية "كزافيي"،التي تبخرت معها 43 مليون درهم، الغلاف الذي خصص للمخطط الاستعجالي، أفرز فراغا تربويا خطيرا ، فرغم الانتقادات الذي وجهت إلى هذا المخطط الاستعجالي ، على الأقل كان يضمن حدا أدنى من الرؤية والفعالية .
مدرسة مغربية بلا بوصلة بيداغوجية " كل إلغي بلغاه"
يلتحق أطر التربية والتعليم بجميع أصنافهم هذه السنة بفصولهم وفضاءات عملهم، وسط صمت رهيب وارتباك عارم مرده، طول انتظارهم لمرجعية بيداغوجية متكاملة، تعوض ما قرر الوزير الوفا حرقه " بجرة قلم" تاركا الممارسة التربوية تعيش الارتجال ومرتهنة إلى عمليات هجينة، حيث تم الاحتفاظ بأسوإ ما ترك كزافيي وهو " البعد المعرفي" عند إرساء الموارد والتقويم، والتخلي عن جوهر العملية التربوية الحديثة التي تدمج البعد القيمي والمهارات والكفاءات لصقل شخصية فاعلة، مبتكرة، لا مستهلكة.
الكل كان ينتظر طرح البديل البيداغوجي ووضع أسس الارتقاء بالجوانب الإيجابية في الإصلاح بعد الموت الاكلينكي لبيداغوجية كزافيي أو " بوشعكاكة " حسب نعت الوفا .
لكن بتعيين الوزير بلمختار، عادت حسب كل المتتبعين للشأن التربوي، الرؤية التقنية " للمشهد التربوي" وعلى عادة بلمختار، فهو يهتم بالمخرجات والمدخلات وفق رؤية تقنية تغيب المضامين و سياقات التفاعل التربوي . ستفتح المدرسة أبوابها وسيلج التلاميذ والتلميذات الفصول أمام أساتذة لا تعوزهم الإرادة والعزم ولكن تعوزهم ، البدائل البيداغوجية التي ترشدهم في تخطيطهم للعمل التربوي، فبإلغاء بيداغوجية الإدماج تم شل مجموعة من المشاريع المرافقة لها،كلفت الدولة هدرا كبيرا للمال العمومي، ولكن الطامة الكبرى، أن ينطلق موسم دراسي جديد، بلا " بوصلة منهجية"، وببرامج هجينة.
الحكومة الحالية كما يؤكد عزير قربال أستاذ التعليم الابتدائي، لم تراهن على التعليم، و أهملت إصلاحه بشكل غريب و مؤسف، بل إنها لم تبادر إلى حد الساعة إلى تصحيح الاختلالات، وتنظيم محطات التقييم، لصياغة رؤية بيداغوجية واضحة ، مضيفا في أسف " لم يعد ممكنا اعتماد التوافق في قطاع التعليم... نعم ... إلا التعليم، لا يجب أن يكون أرضية للمزايدات والتوافقات السياسية، بل لابد أن يكون مشروعا مجتمعيا خارج الرؤى السياسية الضيقة".
الأساتذة والأطر الإدارية والمفتشون، تكاد همومهم تتقاطع حول،هذا التعطيل البيداغوجي في المنظومة، فالكل يتساءل عن مصير الإصلاح، و بأي رؤية بيداغوجية نشتغل،و في هذا السياق أفاد مفتش للتعليم الابتدائي أن الإشكالية دائما هي تنزيل قرارات إلى القواعد دون اللجوء إلى الفاعلين والفاعلات الحقيقيين في المشهد التربوي، ويؤكد أن الحل هو الجلوس فورا حول طاولة للنقاش لنحسم في الأسئلة الكبرى وعلى رأسها أي تعليم نريد للمغرب؟ وبأي وسائل مادية ومالية وبشرية نحقق ذلك؟ وما هي التصورات المنهجية الملائمة لمجتمعنا وانتمائنا الحضاري والكوني ؟ في غياب ذلك يضيف سنراكم الهدر المدرسي الذي فاق 15 ألف تلميذ و ستتفاقم مؤشرات تدني الجودة في اكتساب اللغات والمهارات، وستكون المخرجات الجامعية أقل من 5 في المائة.
طبول " الاحتجاجات تدق" وبنكيران يغامر بقطاع بان للحاضر والمستقبل
دخول مدرسي، تبدو معالمه مذ الآن غير مشجعة ولا مطمئنة، طبول الاحتجاج طفقت تدق من أكثر من جهة، رجال ونساء التعليم، يترقبون ما سيؤول إليه النقاش الأحادي للحكومة حول إصلاح صناديق التقاعد، و أسئلة أخرى تؤرقهم، في غياب " مشروع إصلاحي" شامل ، و تعثر صدور النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية،علاوة على مطالب فئوية، للهيئات الإدارية وللمفتشين وقضايا جد لصيقة بافواج معينة.
رجال ونساء التعليم يصفون حكومة بنكيران " بالماكرة" حيث منذ سنتين وهي توهمهم منذ الوزير "الوفا" إلى حين مغادرته للوزارة الوصية بقرب إصدار نظام أساسي جديد، يصحح اختلالات القديم، ويحقق العدالة الإدارية والمهنية، حيث نظمت عدة اجتماعات، وتناسلت اللجن الموضوعاتية، وفي كل لحظة كانت الآلة الترويجية للحكومة ، تبشر بدنو الصياغة النهائية للقانون الأساسي، غير أن الحقيقة أن بنكيران اجتهد أكثر في اقتطاع أيام الإضراب وتوقيف المضربين، و" التنكر" لتعهدات الحكومة السابقة،لدرجة أنه يعتبر " الاقتطاع " من أجور المضربين انجازا، و أنه الوحيد الذي استطاع أن يقدم على ذلك، بينما الحقيقة، أن الانجازات التي هي منتظرة منه هي حل القضايا العالقة التي ستطيل عمر التوتر ولن تقطع فتيل نارها لا الاقتطاعات ولا التوقيفات، بل عليه أن يلتقط خطاب جلالة الملك الأخير حين حيى تحية خاصة رجال ونساء التعليم وخصوصا بالعالم القروي، تحية جلالة الملك هي تعبير عن رضاه بمفهومها الانساني عن هاته الفئة، وبالتالي على بنكيران أن يتوقف عن جلد و نصب المشانق لرجال ونساء التعليم، ويكون في مستوى " خطاب ملك البلاد" ويعيد لرجال ونساء التعليم كرامتهم التي مرغت في الوحل في عهده " بالعصي" والهراوات، والتوقيفات.. فعلا، وكما جاء على لسان أحد الأطر الإدارية التربوية " إننا نعيش أسوأ مرحلة في تاريخ التربية، معالمها تبخيس عمل الفاعلين التربويين، و تهديدهم، و تعنيفهم...إضافة إلى أننا لأول مرة في تاريخ المغرب التربوي لا نملك بوصلة بيداغوجية ...
" مرحلة الكذب التربوي"
رئيس الحكومة الذي يعرف حق المعرفة علامات المؤمن يدرك أن الوعود ذات الطابع العقلاني والقابلة للتنفيذ ستظل " على رقبته"، فهو الذي وعد مدرسي ومدرسات العالم القروي، بالتعويض، و طلع علينا باللجن الإقليمية التي تضع المعايير، لكنه فجأة ، تم وضع المشروع في " الثلاجة" وصام في هذا الملف عن الكلام "، وهو الذي على عهد وزيره الوفا وعد بوضع نهاية " للسلم التاسع" وبدل أن تغلق زنازن هذا السلم الفقير ، تم تعنيف رجال التعليم، والاقتطاع من رواتبهم، والغريب أن الوفا لم يف بأي وعد من وعوده، فلا نظام أساسي ظهر للوجود ولا أساتذة تم عتقهم من زنزانة السلم التاسع، ولا إطار للمديرين خرج للوجود رغم اللقاءات الإعدادية التي تمت بمقر الوزارة وظهور مسودات، حيث بدا في نهاية الأمر أن العملية كانت لذر الرماد في الأعين، وعرفت مرحلة الوفا" مرحلة الوهم والسراب...." و كافأ بنكيران وزيره الذي تمرد على غريمه شباط بأن أرسله إلى حيث يمكن له أن يجهز على القدرة الشرائية للمغاربة، في أهم معاقل " التضامن الاجتماعي"
تتناسل وتتفاقم المشاكل الفئوية، والتي اختار لها بنكيران لغة العصا واليد الحديدية،و يعتبر المدرسون والمدرسات أكثر الفئات تضررا " بمرحلة الوعود الفارغة"، فالدرجة الجديدة التي وعد بها مؤكدا أنها ستحقق الإنصاف الإداري والمهني لازال يتلكأ في إدراجها، وكعادته في " تهريب المشاكل" رمى بجمرتها إلى وزير الوظيفة العمومية، متذرعا أن الأمر يهم كل الموظفين ويتطلب صياغة جديدة لقانون الوظيفة العمومية.....الموسم مفتوح على احتجاجات كبرى إن لم ينزل بنكيران من برجه العاجي وينصت إلى صوت العقل، فلا أحد من المفتشين والمفتشات يقبل تمادي الوزارة في هذا التهميش لهم، وعدم تفعيل اختصاصاتهم كهيئة مستقلة عن أي سلطة تربوية إقليميا وجهويا، لأن الأمر يشكل مفارقة كبرى، فلا يمكن الجمع بين التفتيش والتراتبية الإدارية مطالب هاته الفئة تصب في تمكينها من وسائل العمل، اللوجستيكية و من اعتبارها جهة قرار في الشأن التربوي لا جهة " مشاورات" باهتة، هاته الفئة التي تفتقر إلى مقرات خاصة بها، و إلى أطر مساعدة لها، وقد حان الوقت لتفعيل دورها و عدم التعنت مع مطالبها ،لكن ،هيهات، فمع المذكرة التوجيهية لبنكيران قد لا نجد حتى الطباشير في الأقسام.
الموت الإكلينيكي للتعليم
28 في المائة من الميزانية العامة تصب في قطاع التعليم، أي ما يشكل 7 في المائة من الناتج الوطني الخام،يرصد لتحسين مؤشرات التربية والتعليم بالمغرب، لكن رغم ذلك تتوالى التقارير الدولية التي تقدم صورة قاتمة عن نظامنا التعليمي، فتقرير التنمية البشرية عن سنة 2013 الصادر عن الأمم المتحدة،لا يمكن إلا أن يصدم كل مغربي غيور على بلده، و كان حريا بالمسؤولين أن تهزهم " الأنفة" والغيرة على البلد للجلوس فورا لتشخيص الاختلالات، وصياغة مشروع تربوي وطني لا توافقي، بل استراتيجي، فهل يعقل حسب التقرير أن أطفالنا واليافعين البالغين 15 سنة ومافوق لا يجيد أكثر من نصفهم القراءة والكتابة،؟ حيث مؤشر الإجادة توقف عند ما يقرب 56 في المائة، وهل يعقل أن الشباب المغربي المنتمين لكل هذا الزخم الكوني والمعرفي والحضاري من فئة 25 سنة وما فوق لا يتعدى الحاصلون منهم على مستوى الثانوي 28 في المائة.....أين صرفت الملايير؟ وأين فقدنا كل هؤلاء المتمدرسين؟
ألم تصدم بنكيران ومن يحمل حقيبة راهن ومستقبل المغرب أن من 100تلميذ يسجل بالابتدائي لا نحتفظ إلا بنسبة 56 في المائة منهم بالثانوي، بينما يصل إلى الجامعة فقط 13.2 في المائة؟ أليس عيبا ومخجلا أن تلصق بنا أعلى نسبة للتسرب مقارنة مع دول من نفس حجمنا الاقتصادي والاجتماعي والتي تقارب 10 في المائة ؟
تصنيفات مخجلة
لنعد إلى المؤشرات عساها تنعش قلوبا صارت ميتة ، ففي دراسة موضوعية حول مؤشرات المهارات والكفاءات التي من خلالها يتم قياس مستوى جودة نظام تعليمي،أكدت دراسة دولية لقياس مؤشر القراءة أن " تلامذة المستوى الرابع المغاربة صنفوا في خانة " الأسوأ" على مستوى مؤشر القراءة،" وأخيب" على مستوى المهارات الرياضية، وكان لهم نصيب مخجل في خانة " الكسالى " حسب تعبير الدراسة في العلوم.
تقرير آخر صادم لمنظمة اليونسكو الذي نشر مؤخرا رسم مشهدا أسود لواقع التربية والتعليم بالمغرب، حيث احتلت المنظومة التربوية المغربية مراتب متأخرة حسب جل المؤشرات المعتمدة، مقارنة مع عدد من الدول الإفريقية والعربية، فالتقرير يفاجئنا بكون 10 في المائة من أبناء المغاربة في سن التمدرس لم يلتحقوا بالمدرسة، والبقية التي تلتحق بالثانوي الإعدادي، لا تتجاوز 34.5 في المائة.
لا يمر شهر دون أن ينشر تقرير يصنف المغرب على المستوى التربوي تصنيفا مخجلا، فلو وقع الأمر في دولة متقدمة لاستقالت الحكومة، أو وزير التربية الوطنية على الأقل، لكن رغم ذلك يجد النوم طريقه إلى جفون بنكيران، و يجد الوقت الكافي للتمتع بنسيم وهواء " بحيرة سد بين الويدان" وعلى مقربة منه ، فرعيات نائية مخربة،ومسالك تعطل الدراسة في موسم الأمطار، ونساء يحملن على " البغال" ليضعن مواليدهن على الطرقات، الحكومة مدعوة قبل فوات الأوان إلى فتح ورش الإصلاح التربوي، بدل انتظار ولايتها لتتملص من مسؤولية المحاسبة حول أزمات القطاع، ومدعوة لتلتقط إشارات جلالة الملك الذي حيى النقابات الجادة أيضا، لمد الجسور معها باعتبارها شريكا لا خصما، وتظل تحية عاهل البلاد لرجال ونساء التعليم في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب ، أكبر دعوة لبنكيران والإنصات إلى مشاكل هذه الفئة من أجل إنصافها، لأنه في غياب تعاقد اجتماعي مع الفاعل التربوي، تغيب العزيمة والإدارة، وينعكس الإحساس بالغبن تغيب على الجودة والمردودية
----------------------------------------------------------------------------------------- نافذة 1:
يلتحق أطر التربية والتعليم بجميع أصنافهم هذه السنة بفصولهم وفضاءات عملهم، وسط صمت رهيب وارتباك عارم مرده، طول انتظارهم لمرجعية بيداغوجية متكاملة، تعوض ما قرر الوزير الوفا حرقه " بجرة قلم" تاركا الممارسة التربوية تعيش الارتجال.
------------------------------------------------------------------------------
نافذة 2
ألم تصدم بنكيران ومن يحمل حقيبة راهن ومستقبل المغرب أن من 100تلميذ يسجل بالابتدائي لا نحتفظ إلا بنسبة 56 منهم بالثانوي، بينما يصل إلى الجامعة فقط 13.2.
نافذة3
رجال ونساء التعليم يصفون حكومة بنكيران بعدم الوفاء بوعودها حيث منذ سنتين وهي توهمهم منذ "الوفا" بقرب إصدار نظام أساسي جديد، يصحح اختلالات القديم، ويحقق العدالة الإدارية والمهنية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.