مع انقضاء ما يقارب نصف فعاليات الموسم الصيفي للتخييم، تتجدد الأسئلة حول حصيلة هذه التجربة الوطنية المتميزة: كيف كانت الانطلاقة؟ وهل تم تحقيق الأهداف المرجوة؟ وما هو الانطباع العام لدى الأطفال، الأسر، والأطر التربوية؟ في هذا الإطار، صرح رئيس الجامعة الوطنية للتخييم محمد اكليوين بأن "المخيمات انطلقت هذه السنة بانطلاقة جيدة ومشجعة، وذلك بفضل تضافر جهود وزارة الشباب، وكل المتدخلين، إلى جانب ما راكمته الجمعيات من تجربة، وما أبدته من حماس كبير لإنجاح هذا الورش الوطني الحيوي". وأضاف أن "المتتبع لفعاليات هذه الدورة يلاحظ دون عناء الإقبال الكبير على المخيمات من طرف الأطفال واليافعين، وكذا تنوع البرامج والأنشطة التربوية، الفنية، الثقافية والرياضية، مما خلق دينامية إيجابية داخل فضاءات التخييم". وما يثلج الصدر، وأنت تتابع مجريات التخييم سواء من خلال الزيارات الميدانية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هو تلك الروح الوطنية العالية التي تسكن الأطفال والمؤطرين على حد سواء، والتي تجسدت في العديد من الأنشطة الوطنية المنظمة بمناسبة عيد العرش المجيد. فقد صدحت فضاءات المخيمات بأناشيد وطنية تهز الفؤاد، وترسخ في نفوس النشء معاني الانتماء والاعتزاز بالوطن، في مشاهد تعلي من قيمة المواطنة وتربط الأجيال الصاعدة بتاريخهم العريق وهويتهم الوطنية. وفي ظل هذا الزخم التربوي والوطني، لا يسعنا إلا أن نتمنى أن تمر باقي مراحل الموسم بنفس الحماس، ونفس الجدية والاهتمام. "أرفع قبعتي عاليا لكل الأطر التربوية، ولكل موظفي وزارة الشباب، مركزيا وجهويا وإقليميا، على مجهوداتهم الملموسة والمقدرة"، يضيف رئيس الجامعة. وتأكيدا على أهمية هذه التجربة، أعلن أن هذه السنة ستتوج بتنظيم ندوة وطنية خاصة بالمخيمات الصيفية، ستشكل محطة تقييم جماعي للوقوف على مختلف الجوانب التنظيمية، التربوية، والتدبيرية، وصياغة توصيات من شأنها تطوير العرض التربوي للمخيمات، وتعزيز مكانتها ضمن السياسات العمومية الموجهة للطفولة والشباب.