رغم عمليات الإصلاح والتجديد التي شملت مؤخرا المركز الصحي بمدينة بوزنيقة، والتي كان الهدف منها تحسين ظروف الاستقبال والرعاية الصحية للمواطنين، إلا أن واقع الحال يكشف عن صورة مغايرة تماما لما كان مأمولا. فقد تحول هذا الفضاء الذي يفترض أن يكون نموذجا للنظافة إلى مكان تغزوه الفوضى والأوساخ، كما توثقه الصور التي تم تداولها أخيرة. المفارقة تكمن في أن هذا المركز شهد مؤخرا عملية إصلاح شملت الأسرة وتجديد جميع التجهيزات الأساسية، ما أثار آمالا لدى الساكنة بتحسين الخدمات الصحية وتوفير بيئة تليق بالمرضى والطاقم الطبي. غير أن غياب المراقبة والتتبع بعد انتهاء الإصلاحات جعل المكان يعود سريعا إلى وضعه السابق بل وأشد سوءا من حيث النظافة والتنظيم. عدد من سكان عبروا عن استيائهم من هذا الوضع، مؤكدين أن غياب شروط التعقيم يضاعف من معاناتهم بدل أن يساهم في التخفيف منها. كما شدد بعضهم على أن الرعاية الصحية لا تقتصر فقط على توفير الأدوية أو الأسرة، بل تبدأ أولا من بيئة نظيفة وآمنة تحترم كرامة المريض. هذا الواقع يفرض على السلطات الصحية المحلية والجهات المسؤولة عن تدبير القطاع التدخل بشكل عاجل لتصحيح الاختلالات، فإصلاح المراكز الصحية لا يجب أن يكون مجرد عملية تجميلية ظرفية، بل ورشا متكاملا يضمن استدامة الجودة وحماية حياة المواطنين.