أثارت مسرحية "تخرشيش" عُرضت مؤخرا نقاشا واسعا في الوسط الثقافي بسبب تناولها لموضوع حساس يتمثل في زنى المحارم. وأوضح الناقد الفني محمد بنعزيز في تصريح لرسالة 24 أن الجدل المثار حول العرض يؤكد أن المسرح أدى وظيفته الأساسية، مشددا على أن الفن يجب أن يحاكي الواقع مهما كان قاسيا . فالمسرحية تحاكي واقعة حقيقية شهدتها منطقة عين عودة بضواحي الرباط مؤخرا، حيث استغل أب ابنته جنسيا لسنوات، وأنجبت منه ثلاثة أطفال، في واحدة من أبشع الجرائم التي صدمت الرأي العام. وقال بنعزيز في تصريح صحفي: "إذا لم يتماس الفنان مع قضايا مجتمعه فلن ينتج فنا حقيقيا. فالمسرح الحقيقي هو الذي يقتحم الطابوهات ويكشف معاناة المظلومين." وأضاف بنعزيز أن المشاهد التي أثارت الجدل لم تتضمن عريا أو ألفاظا نابية، بل جسدت عبر محاكاة درامية معاناة الطفلتين مع والدهما، بهدف كسر جدار الصمت حول جرائم مماثلة، ودفع المجتمع والدولة إلى التضامن مع الضحايا وحماية حقوق الإنسان. وشدد على أن المسرح المغربي يزخر بفنانين موهوبين يشتغلون على تقديم فن واقعي جريء، لافتا إلى أن العديد من الأعمال تمر في الظل ولا تثير الانتباه إلا عندما تلامس قضايا حساسة. وختم بالقول إن هذا العمل يشكل "منجزا فنيا يضع الفن في صلب المعركة من أجل وعي جماعي أرقى." يُذكر أن مسرحية "تخرشيش" عُرضت يوم 7 شتنبر بالمركز الثقافي الحاجب، من إخراج الفنانة مريم الزعيمي، ومن تقديم جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون بفاس، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وفي إطار توطين فرقة المسرحيين المتحدين بالمركز الثقافي الحاجب.