عقدت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين جمعها العام العادي، اليوم الخميس بالدار البيضاء، بحضور واسع لأعضائها وممثلي مختلف المنابر الوطنية، حيث قدمت حصيلتها الأدبية والمالية للسنة المنصرمة، وجددت الثقة في رئيسها إدريس شحتان، الذي أعيد انتخابه بالإجماع لولاية جديدة، تأكيدا على رغبة الناشرين في ضمان استمرارية الأوراش المفتوحة وتعزيز الدينامية التي عرفها القطاع خلال السنوات الأخيرة. وفي عرضه للحصيلة الأدبية، أوضح الكاتب العام للجمعية، المختار لغزيوي، أن العمل خلال السنة الماضية انصب على تحريك دينامية المشهد الإعلامي الوطني والرفع من جودته، من خلال تعاون وثيق مع الوزارة الوصية وشركاء مؤسساتيين، بهدف تحسين الأوضاع المادية للصحافيين، وتجويد المحتوى، والدفاع عن حرية الصحافة باعتبارها إحدى ركائز الديمقراطية. كما أشار إلى مساهمة الجمعية في الدفاع عن الوحدة الترابية عبر مواجهة الحملات الإعلامية الأجنبية غير الموضوعية. أما على المستوى المالي، فقد قدم أمين المال، خالد الحري، تقريرا مفصلا أكد فيه الطابع الشفاف والمسؤول لتسيير المكتب مبرزا تسجيل عجز مالي بلغ حوالي مليون درهم، معتبرا أن الأولوية القصوى تظل حماية المهنة والدفاع عن مهنييها، كما شدد على أن "لا وجود للصحافة من دون صحافيين". وفي المقابل، تم الإعلان عن رصد 240 مليون درهم موجهة لدعم برامج تأهيل وتقوية الصحافة الوطنية، وهي خطوة وصفها شحتان بالاستراتيجية لتعزيز مقومات القطاع الاقتصادية والمالية في مواجهة التحولات الدولية. وخلال كلمته أمام الجمع العام، شدد إدريس شحتان على ضرورة تثمين المكتسبات وتعزيز روح التضامن بين الفاعلين، معلنا عن أولويات المرحلة المقبلة، أبرزها دعوة الحكومة إلى الرفع من الدعم العمومي للصحافة، وإبرام شراكات مع مؤسسات وطنية كبرى مثل الخطوط الملكية المغربية والمكتب الوطني للسكك الحديدية لتيسير حركة الصحافيين، إلى جانب إعداد خطة دعم خاصة بالصحافة الرياضية استعدادا للاستحقاقات الكبرى، وعلى رأسها كأس أمم إفريقيا وكأس العالم 2030. كما نوه بالدور الكبير للصحافة الوطنية في الدفاع عن القضية الوطنية وتمثيل المغرب في مختلف المحافل، مذكرا بالمهنية التي أبانت عنها الصحافة الرياضية في تغطية التظاهرات الدولية. ولم يفت شحتان استحضار إسهامات الراحل عبد المنعم الديلمي في تأسيس الجمعية، مؤكدا أن التغيرات العميقة التي يشهدها القطاع تتطلب المزيد من الإبداع والقدرة على الصمود والابتكار. وبتجديد ثقتها في مكتبها التنفيذي، أكدت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين استمرارها في لعب دور اقتراحي فاعل، والالتزام بالدفاع عن مصالح المهنيين، والعمل من أجل بناء صحافة وطنية قوية ورصينة، قادرة على تمثيل المغرب أحسن تمثيل في كبريات المحافل الدولية.