تعيش مدينة طنجة، هاجس تطور وبائي مقلق يتزامن مع حلول ذكرى المولد النبوي، إذ يسود تخوف كبير من أن تسهم الزيارات العائلية التي تعرفها هذه المناسبة عادة في اتساع رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد. وبعد أن عرفت وتيرة الإصابة بعدوى المتلازمة التنفسية "كوفيد-19″، خلال الأيام الأخيرة، تصاعدا كبيرا في مدينة طنجة، ارتفاعا كبيرا، بلغ ذروته يوم أمس الثلاثاء حينما تم تسجيل 88 إصابة جديدة، كأعلى معدل من نوعه منذ أسابيع، يتوقع المتتبعون، ان تشهد الأيام القادمة، ارتفاعا أكثر في عدد الحالات المؤكدة. ويبدو أن السلطات العمومية، تفطنت إلى الخطر الذي يحوم حول طنجة، وهي المدينة تنفست الصعداء لتوها بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية، حيث تعتزم فرض تدابير جديدة للوقاية من كورونا مع اقتراب فصل الشتاء؛ بحيث قررت إغلاق المحلات التجارية والمقاهي على الساعة العاشرة ليلا، والمطاعم على الساعة الحادية عشرة ليلا، كما قررت تشديد المراقبة على مداخل المدينة أيام العطل المدرسية، وعطلة عيد المولد النبوي، للحد من تنقل مكثف للمواطنين منها وإليها. غير أن تبادل الزيارات العائلية خلال مناسبة عيد المولد النبوي، يبقى أكثر العوامل التي قد تسهم في اتساع رقعة الفيروس، مع صعوبة التحكم في هذا الأمر وإقناع المواطنين بالعدول عن هذه العادات الاجتماعية خلال هذه المناسبة. تجدر الإشارة إلى أن ذكرى المولد النبوي، تحل هذه السنة، في ظل أجواء استثنائية تتسم بغياب معظم المظاهر الاحتفالية التي عادة ما ترافق هذه المناسبة الدينية. وعلى عكس السنوات الماضية، لم تشهد المساجد والزوايا في مدينة طنجة، أي أشكال من الطقوس المعتادة في مثل هذه المناسبة، على غرار أماسي الذكر التي تنظم مع الإعلان عن ظهور هلال شهر ربيع الأول، وهو الأمر الذي يعزى إلى القرارات القاضية بمنع جميع التجمعات، درء لانتشار فيروس كورونا المستجد.