يلاحظ متتبعون للسينما والاعمال التلفزية الدرامية الاسبانية في السنوات الاخيرة، ظهور اعمال تستلهم قصصها وحبكتها الدرامية من الحقبة التاريخية المتعلقة بالاستعمار الاسباني لشمال المغرب، وبالضبط للتواجد الاسباني بمدينة تطوان. هذا الظهور اصبح لافتا بالنظر إلى النجاح الذي لقيته هذه الاعمال، ليس في اسبانيا فقط، وإنما حتى على مستوى العالم، كما حدث مع مسلسل "El tiempo entre costuras" الذي تمت دبلجته لعدد من لغات العالم وإذاعته في قنوات شهيرة. وتدور أحداث هذا المسلسل الذي بني على قصة رواية تحمل ذات العنوان للروائية الاسبانية ماريا دونياس، حول بطلة اسبانية قدمت إلى مدينة تطوان هربا من مخلفات الحرب الاهلية لتجد نفسها متورطة في اعمال الجاسوسية بشمال المغرب. هذا المسلسل قبل أن يتم اذاعته، كانت روايته قد حققت مبيعات قياسية في اسبانيا، وعندما تم اذاعته على القناة الاسبانية الثالثة ما بين 2013 و 2014، حقق أرقاما قياسية في اسبانيا من حيث نسب المشاهدة لم تحدث لسنوات في الاعمال التلفزية الاسبانية. في سنة 2015 شهدت ظهور فيلم جديد في قاعات السينما الاسبانية يحمل عنوان "Neckan" لمخرجة غونزالو تابيا، الفيلم بدوره استلهم قصته من الحقبة الاستعمارية الاسبانية في تطوان، حيث يدور احداث الفيلم عن مجيء البطل إلى تطوان بحثا عن أفراد إحدى الأسر سنة 1956، فتقع معه العديد من الاحداث المشوقة بالمدينة. الفيلم بدوره حقق نجاحا جيدا في القاعات السينمائية الاسبانية وحتى العالمية ولازال، ليفتح المجال بدوره إلى المزيد من العاملين في القطاع السينمائي والتلفزي الاسباني بالاهتمام أكثر بالحقبة الاسبانية في المغرب، حيث يستعد عدد من المنتجين اخراج افلام ومسلسلات أخرى تنبش في هذه الحقبة بدورها.