احتفت مؤسسة محمد شكري أمس الجمعة في لقاء باذخ بتجربة الكاتب والمفكر والروائي عبد القادر الشاوي، جمع ثلة من المثقفين والأدباء، من جيل صاحب "كان وأخواتها" من الذين عايشوه في مراحل مختلفة من حياته، وكذا مجموعة من الأصدقاء الذين جمعتهم به الزنازن سنوات الاعتقال. اللقاء الذي نظم تحت عنوان " ضراوة التجربة، عنفوان الكتابة "، كان مناسبة للاحتفال بالتجربة النقدية والروائية للشاوي، وتميز بتقديم شهادات وقراءات في بعض أعماله لكل من الأساتذة حمد بوخزار، إبراهيم الخطيب، ومحمد الهرادي وعبد الرحيم العلام، تفاعل معها الحضور. وكذا مداخلات كشفت للحاضرين عن قساوة فترة الاعتقال، ومدى تأثيرها في المسار الفكري والثقافي للكاتب، خصوصا تلك التي قدمها محمد السريفي، أحد المعتقلين السياسيين السابقين، إلى جانب استحضار ما عايشه من لحظات تاريخية كان لها الأثر الكبير على توجهه الفكري، ما بين مظاهر الاستعمار الاسباني في الطفولة .. ودراسته للفلسفة خلال مرحلة الشباب، ثم افتتانه بالماركسية، ليصبح أحد الحالمين بالتغيير، من الذين دفعوا الثمن سنوات من عمرهم الفاني، لتتفجر انشغالاته بعدها كتابات، ما بين النصوص الفكرية حول السلفية والوطنية، حزب الاستقلال، اليسار في المغرب، التخلف والنهضة... والروايات ك "كان وأخوات"، "باب تاز"،"الساحة الشرفية"... ثم السيرة الذاتية ك"دليل العنفوان"، "من قال أنا"، "كتاب الذاكرة... ولم يمر المناسبة دون تسجيل لحظة وفاء تسلم فيها المحتفى به هدايا رمزية، عربون محبة لقامته الفكرية والأدبية، باعتباره أحد أعلام الرواية المغربية. ليختتم الحفل بتوقيع مجموعة من اعماله التي حظيت باهتمام كبير من لدن الجمهور العريض الذي حضر اللقاء. وتراهن مؤسسة محمد شكري التي يرأس مجلسها الإداري الإعلامي والشاعر عبد اللطيف بنيحيى، على مثل هذه اللقاءات، لتحقيق نوع من التصالح بين مدينة طنجة والجهة ومكوناتها الثقافية، التي تمتلك بعدا ثقافيا متوسطيا وكونيا. هذا البعد الذي تحقق بفضل مجموعة من اللقاءات الثقافية التي نظمتها المؤسسة منذ نشأتها، والتي تركت بصمتها على المشهد الثقافي بالمدينة.