ترزح ساحة "مرشان" بمدينة طنجة، تحت حالة من الإهمال الكبير أرخى بشكل لافت على جماليتها التي كانت إلى وقت قريب تستقطب مئات الأسر من سكان الأحياء المحيطة، لقضاء بضع ساحات في الهواء الطلق. وتبدو لافتة للأنظار مشاهد الخراب التي لحقت بهذه الساحة العمومية المجاورة لمؤسسات عمومية حيوية يشكل القصر الملكي بطنجة أهمها، حيث لا تغفل عين الزائر مشاهد الحفر والتربة المكشوفة التي انتشرت على امتداد أرضية هذا الفضاء، فالتربة الخشنة والحفر العميقة التي غزت الساحة، تبدو وكأنها ظهرت من دون سبب وتركت دون أي اهتمام أو تدبير. ويعود تاريخ إحداث هذه الساحة التي أقيمت على أنقاض الملعب البلدي لمدينة طنجة، إلى سنة 2016، بغلاف مالي فاقت قيمته 16 مليون درهم، وذلك في إطار برنامج "طنجة الكبرى" الذي تم تنفيذه خلال الفترة ما بين 2013 و 2017. وتقول جماعة طنجة، إن ميزانيتها تتكبد ما يقدر ب 461 ألف درهم، جراء عمليات التخريب التي تلحق بالتجهيزات العمومية في الساحات والشوارع. لكن هذه الاعتمادات المرصرصودة لإصلاح ما أفسدته أيادي التخريب، لا تشمل صيانة الساحات والفضاءات التي تقادمت معدتها بفعل عامل الزمن. وأمام شراسة السلوكات التخريبية وما يرافقها من إهمال كبير من طرف المصالح الجماعية المختصة، باتت ساحة "مرشان"، عرضة لتلف العديد من مكوناتها وتجهيزاتها، رغم المخصصات المالية الكبيرة التي تم إنفاقها عليهت كفضاء سياحي يستقطب يوميا المئات من سكان المدينة وزوارها. وتسجل ساكنة المنطقة بشكل خاص والمدينة عموما، باستياء كبير، تحول هذه الساحة إلى فضاء لتجمع الكلاب الضالة التي ما يزال انتشارها في مختلف أحياء المدينة، يؤرق عموم المواطنات والمواطنين الذين يعتبرون أن سلامتهم الجسدية والصحية باتت مهددة بسبب هذه الحيوانات، في ظل ما تراه فعاليات الرأي العام المحلي، بأنه "عجز" من جانب المجلس الجماعي الذي سبق أن أبرم اتفاقية لإحداث محجز لتجميع الحيوانات الضالة من شوارع وأزقة المدينة.