في ليلة استثنائية تماهت فيها الأجواء الروحانية مع سحر الأنغام الصوفية، احتضن قصر الفنون بمدينة طنجة، مساء السبت، سهرة فنية باذخة أحيتها مجموعة "رياض الطرب للموسيقى والسماع الصوفي"، بقيادة الفنان سعيد بلقاضي، ضمن فعاليات النسخة الرابعة من برنامج "رمضانيات طنجة الكبرى"، التي تنظمها مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي. ورغم زخات المطر التي غمرت المدينة، غصّت القاعة بجمهور متعطش لروائع السماع والمديح، في مشهد يعكس مكانة الموسيقى الصوفية في قلوب عشاقها. وزاد من وهج السهرة الحضور اللافت للشريفة لالة مليكة العلوي، التي أضفى وجودها لمسة خاصة على الأمسية، حيث استُقبلت بحفاوة بالغة، وسط أجواء احتفالية مميزة. وفي افتتاح الحفل، عبّر رئيس المؤسسة، عبد الواحد بولعيش، عن فخره بما تحققه طنجة من نهضة متواصلة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، مؤكداً أن المدينة "يحق لها أن تفخر بأبنائها الذين يساهمون في إشعاعها الثقافي والفني". واستهلت الأمسية بوصلات روحانية أطربت الآذان وأثرت القلوب، حيث أبدع الفنان سعيد بلقاضي في أداء مقطوعات من فن السماع والمديح، وسط تفاعل الحضور، الذين تحولوا إلى جزء من العرض بترديد المدائح والأذكار في أجواء حالمة جعلت القاعة أشبه بمجالس الذكر الصوفية العريقة. ولم يكن الحفل ليخلو من لمسة احتفالية خاصة، حيث تزامن مع اليوم العالمي للمرأة، ليكون مناسبة لتكريم ثلة من النساء البارزات في مجالات متعددة، وعلى رأسهن الشريفة لالة مليكة العلوي، المعروفة بمبادراتها الخيرية والاجتماعية، إلى جانب خديجة بوعبيدي، رئيسة جمعية حضانة طنجة، ونزهة أشرقي، رئيسة جمعية بسمة الأمل، وليلى الهيشو، مصممة الأزياء، ومريم بلهاني، أخصائية التجميل والتزيين، وأسماء الفيلالي الهلالي، منسقة الشؤون الاجتماعية بمؤسسة طنجة الكبرى، إضافة إلى الإعلامية إيمان أغوثان، والمديرة الجهوية لقطاع التواصل منال الشيهي، وبثينة ناس حساين، منسقة الخلية التقنية لبرنامج "رمضانيات طنجة الكبرى"، والصحافية إنشاء الصروخ. وتواصلت الأمسية في أجواء روحانية خاصة، حيث امتزجت الإيقاعات العذبة بنفحات الصوفية العريقة، مقدمة لجمهور طنجة تجربة فنية فريدة تنضاف إلى رصيد البرنامج الرمضاني الذي بات يشكل موعداً ثقافياً وفنياً بارزاً في المدينة. وتندرج هذه المبادرة التضامنية في اطار النسخة الرابعة ل"رمضانيات طنجة الكبرى" المنظمة من طرف مؤسسة طنجة الكبرى للعمل التربوي والثقافي والاجتماعي والرياضي، والتي تمتد حتى 20 من شهر رمضان المبارك. وتعرف هذه التظاهرة تنظيم لقاءات ومحاورات فكرية تناقش قضايا مواضيع من قبيل "السياسة والأدب"، و"ورش الدولة الاجتماعية ما بين قوة الطموحات ومواجهة التحديات". كما يضم البرنامج إلى جانب سهرات للمديح والسماع والموسيقى الأندلسية، مسابقات لتجويد القرآن الكريم، وزيارات تضامنية، ودوريات رياضية.