في تطور دبلوماسي لافت، أعلنت السلطات السورية عن الإغلاق الكامل والنهائي لما كان يسمى "مكتب البوليساريو" في العاصمة دمشق، وذلك بحضور وفد مغربي رسمي حلّ بسوريا في إطار ترتيبات إعادة فتح سفارة المملكة المغربية في هذا البلد العربي. وجاءت هذه الخطوة، التي وُصفت في الأوساط الدبلوماسية المغربية بأنها رسالة واضحة وصريحة، خلال زيارة ميدانية مشتركة ضمت مسؤولين مغاربة وسوريين إلى المقر السابق للجبهة الانفصالية، التي ظلت لعقود تستفيد من وضع رمزي في قلب العاصمة السورية، بدعم من النظام الجزائري. وأبرزت السلطات السورية، خلال هذه الزيارة، أن قرار إغلاق المكتب يأتي تأكيدا لموقف دمشق الثابت في دعم وحدة المغرب الترابية، ورفضها الصريح لأي شكل من أشكال التعامل مع الكيانات الانفصالية، وهو ما يفتح المجال أمام مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. ويُعد إغلاق هذا المكتب انتصارا جديدا للدبلوماسية المغربية، وتتويجا لمسار طويل من التقاطعات الإقليمية والدولية التي كرّست عزلة البوليساريو، في مقابل تنامي الدعم العربي والدولي لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وذي مصداقية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وتندرج هذه التطورات في سياق دينامية دبلوماسية جديدة تعرفها العلاقات المغربية السورية، في ظل مؤشرات واضحة على طي صفحة التباعد السابق، والانفتاح على آفاق أوسع للتعاون، انسجاما مع التوجيهات الملكية الداعية إلى تقوية الشراكات مع الدول العربية الشقيقة.