فجر المستشار الجماعي عن حزب الاصالة والمعاصرة، امحمد احميدي، سجالا سياسيا ساخنا داخل مجلس مقاطعة بني مكادة، حين وجه انتقادات حادة الى رئيس المقاطعة، محمد الحمامي عن حزب الاستقلال، على خلفية ما اعتبره "استفزازا ممنهجا وتحاملا غير مسؤول على حلفائه داخل الاغلبية". وجاءت تصريحات احميدي خلال انعقاد الدورة العادية للمجلس، حيث لم يخف تذمره مما وصفه ب"الخطاب المزدوج" الذي يتبناه رئيس المقاطعة، موضحا ان "التحالف القائم ليس شيكا على بياض، وليس غطاء لاستفزازات او خروقات تمس بمصداقية العمل الجماعي"، واضاف: "نحن متشبثون بالتحالف، لكننا غير متشبثين بتصرفات رئيس المقاطعة، ولا نقبل ان يكون تحالفنا مشروطا بالسكوت عن اختلالات واضحة". واستنكر المستشار حزب الاصالة والمعاصرة الذي يحمل أيضا صفة رئيس مجلس عمالة طنجةأصيلة، لجوء الحمامي الى ما سماه "التباهي المجاني" بانجازات تنسب للمجهود الجماعي، مؤكدا ان ما تحقق في بني مكادة هو ثمرة عمل مشترك بين مكونات الاغلبية وليس نتيجة اجتهاد فردي. وتابع: "لن نقبل منك اي ادعاء باحتكار الفضل في خدمة بني مكادة، فالمقاطعة ليست ملكية خاصة، والناس تعرف من تسبب في ماسي البناء العشوائي التي ما زلنا نؤدي كلفتها الى اليوم، ومن غض الطرف عن توسع غير قانوني في الاحياء الهامشية، ومن سمح لنفسه باستعمال المجال العمراني كورقة انتخابية مكشوفة". وفي لهجة تنذر بتصعيد داخل المجلس، خاطب احميدي رئيس المقاطعة قائلا: "تصريحاتك التي تهاجم فيها حلفاءك لا يمكن ان تمر مرور الكرام، وحزب الاصالة والمعاصرة لك بالمرصاد، لاننا نرفض ان نؤدى ثمن تحالف تخرقه في كل خرجة اعلامية". كما ذكر احميدي بان فشل تجربة الحمامي السابقة على راس المقاطعة ساهم بشكل مباشر في صعود العدالة والتنمية سنة 2015، قائلا: "هفواتك وفضائحك هي التي فسحت المجال لخصومنا لاكتساح المشهد، والساكنة لم تنس بعد نتائج تلك المرحلة التي كانت فيها فوضى البناء بلا سقف ولا ضوابط". وختم مداخلته بالتحذير من مغبة الاستمرار في سياسة لي الذراع داخل الاغلبية، مضيفا: "اما ان نمارس العمل الجماعي في اطار تشاركي محترم، واما ان نذهب الى منطق المواجهة، وهو خيار نجيده اذا فرض علينا، لكننا نفضل تفاديه ما دامت المصلحة العامة فوق كل اعتبار". وياتي هذا التوتر وسط تحضيرات سياسية مبكرة للاستحقاقات المقبلة، مما يفتح الباب امام تساؤلات عديدة بشأن تماسك التحالفات الحالية داخل اكبر مقاطعة في المملكة، التي طالما كانت واجهة لصراعات انتخابية ذات طابع حاد.