شهدت مدينة طنجة خلال الأيام الأخيرة حالة استنفار بعد ضبط كميات كبيرة من زيوت غذائية مغشوشة معروضة للبيع في محلات تجارية وأحياء شعبية، تباع بأسعار تقل عن نصف ثمنها المعتاد في الأسواق. وأفادت مصادر محلية أن السلطات المختصة تحركت بتنسيق مع النيابة العامة إثر توصلها بشكايات من مواطنين، ليجري حجز زيوت مجهولة المصدر تباع بحوالي 30 درهما للقنينة. وأظهرت التحقيقات الأولية أن هذه المنتجات تمثل خليطا من زيوت غير صالحة للاستهلاك جرى تلوينها وإضافة نكهات اصطناعية لإيهام المستهلك بجودتها. وكشفت المصادر نفسها أن بعض هذه الزيوت يتم تعبئتها في قنينات عادية مصدرها معاصر زيتون بإقليم وزان، ما يصعب على المستهلك التمييز بينها وبين الزيوت الأصلية. وحذرت أوساط صحية من خطورة استهلاكها، لما قد تسببه من أمراض مزمنة على مستوى الكبد والجهاز الهضمي، فضلا عن مخاطر التسمم الغذائي. كما دفع انتشار هذه الظاهرة عددا من المنتخبين إلى مطالبة السلطات المحلية بتفعيل مقرر الشرطة الإدارية، الذي تمت المصادقة عليه منذ سنة 2019 دون أن يدخل حيز التنفيذ، باعتباره أداة قانونية مهمة لضبط الأنشطة التجارية غير المرخصة وتنظيم الفضاء العام. وتزايدت الدعوات في طنجة إلى تعزيز آليات الحكامة المحلية وربط المسؤولية بالمحاسبة، في ظل التوسع العمراني المتسارع وانتشار ممارسات تجارية عشوائية تهدد صحة السكان وتؤثر على صورة المدينة.