على بعد ساعات من افتتاح ملعب "ابن بطوطة" الكبير بحلته الجديدة، تشهد طنجة حركة سياحية متنامية، مع تسجيل ارتفاع في عمليات البحث والحجز الفندقي، خاصة في المناطق المحيطة بالمنشأة الرياضية، في مؤشر أولي على تفاعل السوق مع هذا الحدث الرياضي المرتقب. ويستعد ملعب طنجة الكبير لفتح أبوابه مساء الجمعة، بعد أشغال تحديث موسعة شملت الواجهة الخارجية والمدرجات والتجهيزات التقنية، لينضم إلى شبكة المنشآت المؤهلة لاستضافة الاستحقاقات القارية والدولية، في إطار استعدادات المغرب لكأس إفريقيا للأمم 2025. وتشير بيانات منصات الحجز الإلكترونية إلى تحسن ملموس في الطلب على الوحدات الفندقية القريبة من الملعب، مع متوسط أسعار يتراوح بين 700 و1200 درهم لليلة حسب الفئة والموقع، وفق تحديثات موقع Skyscanner الخاص بالفنادق القريبة من المركب الرياضي. كما تُظهر بيانات HotelsCombined، في منطقة مالاباطا شرقي المدينة، ارتفاعا إضافيا في الأسعار بلغ في بعض الوحدات الفندقية المصنفة نحو 1200 درهم، مقابل عروض أقل للوحدات السياحية المتوسطة، مما يعكس ضغطا موسميا في سوق الإيواء بالتزامن مع حدث الافتتاح. ويمثل موقع الملعب الاستراتيجي على محور يربط بين المطار والمدينة ومارينا طنجة المتوسط، عنصرا إضافيا في تعزيز الجاذبية السياحية للمنطقة، خصوصا مع اقتراب موعد انطلاق المسابقة القارية وما يصاحبها من حركية جماهيرية وإعلامية. وتؤكد الأرقام الرسمية الأداء الإيجابي الذي تحققه وجهة طنجة-أصيلة على المستوى السياحي، إذ سجلت خلال النصف الأول من السنة الجارية ارتفاعا بنسبة 24 بالمئة في ليالي المبيت بالمؤسسات المصنفة، فيما بلغ النمو 18 بالمئة خلال الأشهر الثمانية الأولى مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهي من بين أعلى معدلات النمو المسجلة وطنيا. ويعول الفاعلون السياحيون على أن يسهم افتتاح الملعب المجدد في دفع هذه الوتيرة الإيجابية خلال الأشهر المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد استضافة المغرب لبطولة كأس إفريقيا للأمم، وما يتوقع أن يصاحبها من ارتفاع في معدلات الحجز والإيواء، سواء من الجمهور المحلي أو الوافدين الأجانب. ويندرج المشروع ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تحويل طنجة إلى وجهة رياضية وسياحية متكاملة، من خلال دمج العرض الرياضي بالبنية التحتية السياحية والخدماتية، بما يعزز من القدرة التنافسية للمدينة في محيطها الإقليمي والمتوسطي. وتشير التجارب الدولية إلى أن الملاعب الحديثة في المدن ذات الجاذبية السياحية تسهم في إعادة تشكيل أنماط السفر واستقطاب شرائح جديدة من الزوار بشكل تدريجي، من خلال تراكم الفعاليات الرياضية والثقافية على مدار الموسم، لا فقط في لحظة الافتتاح. وبهذا الإنجاز المرتقب، تواصل طنجة ترسيخ مكانتها كمدينة ديناميكية قادرة على الجمع بين الإرث الثقافي والتطور العمراني والرياضي، في أفق بناء نموذج تنموي مستدام يستثمر في البنيات التحتية النوعية لخدمة المواطنين والزوار على حد سواء.