عبأت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الفحص-أنجرة استثمارات مالية بقيمة 7,5 مليون درهم لتمويل مشاريع مندمجة لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، في خطوة مكنت من استهداف أزيد من 800 مستفيد، وفق حصيلة رسمية تم تقديمها الثلاثاء خلال لقاء موسع للسلطات الإقليمية. وتوزع هذا الغلاف المالي على مشاريع بنيوية استهدفت تقليص الفوارق المجالية في هذا الإقليم القروي، شملت بناء وتجهيز مركز لتوجيه ومساعدة الأشخاص في وضعية إعاقة بجماعة ملوسة، إلى جانب إحداث قاعتين للخدمات شبه الطبية بكل من ملوسة وأنجرة، فضلا عن تهيئة وتجهيز أقسام خاصة بالتربية الدامجة بمختلف الجماعات، والمساهمة في المركز الجهوي للأطفال في وضعية إعاقة بتراب عمالة طنجة-أصيلة. واعتبر عامل الإقليم، محمد خلفاوي، الذي ترأس أشغال هذا اليوم التواصلي بحضور رؤساء المصالح الخارجية وفعاليات مدنية، أن هذه المنجزات تعكس "الإرادة الحقيقية لتعزيز الإدماج وتحسين جودة الخدمات المقدمة"، مؤكدا أن الانخراط في هذه الأوراش يترجم سعيا ميدانيا لتقليص الفوارق المجالية في الولوج للخدمات الأساسية. ووجه المسؤول الترابي، في كلمته أمام رؤساء المصالح الخارجية وجمعيات المجتمع المدني، دعوة صريحة من أجل "تعبئة كافة الفاعلين والمتدخلين، من سلطات عمومية وجماعات ترابية وقطاع خاص"، مؤكدا أن الهدف الأسمى يكمن في "تحقيق إدماج فعلي ومستدام يضمن عيشا كريما لهذه الفئة"، والارتقاء بالخدمات لتتجاوز طابعها الموسمي. وتندرج هذه الدينامية ضمن سياق وطني يتسم بانخراط المملكة المغربية في مسار صيانة وتعزيز حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، تنفيذا للتعليمات الملكية وتفعيلا للاتفاقية الدولية التي صادق عليها المغرب وبروتوكولها الملحق منذ أبريل 2009، وما واكب ذلك من ترسانة قانونية وتشريعية لحماية هذه الشريحة. وتميز هذا اللقاء التواصلي، الذي يتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، بتقديم عروض تقنية وميدانية لكل من المديريات الإقليمية للتعاون الوطني، والتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والدائرة الصحية للفحص-أنجرة، استعرضت حصيلة التدخلات والآفاق المستقبلية. كما شهدت المناسبة مساهمة فاعلين ميدانيين، من خلال عروض لجمعية هلا للتربية الدامجة، ومداخلات لمتخصصين في مجالات تقويم النطق والنفسي-الحركي، انصبت حول السبل الكفيلة بتطوير آليات التكفل وتعميم تجربة التربية الدامجة لتشمل مختلف مناطق الإقليم.