تواصل جمعية "فضاءات تشكيلية " بشفشاون جهودها لترسيخ المهرجان السنوي للكاريكاتير والإعلام، الذي يصل هذا العام إلى دورته السادسة، والتي أدرجت في برنامجها اللجنة التحضيرية لدورة 2014 اسم الفنان المخضرم لحسن بختي ضمن خانة المحتفى به، وبذلك تكون الدورة قد حملت إسمه. ومن المنتظر أن تدعم فقرة التكريم هاته أسماء عالمية وازنة بتأكيد حضورها في الملتقى، بحيث تجمعها وبختي صداقة عميقة من أمثال بروكس البلجيكي والجزائري سليم بالإضافة إلى فنانين مغاربة من مختلف الأجيال.. يبدع الفنان لحسن بختي في حقول فنية متنوعة، مثل الكومكس والرسوم الإيضاحية، ورسوم الصحافة، والقصص المصورة ورسوم الإعلان وأغلفة الأفلام والكتب.. وهو بالإضافة إلى كل ذلك، يشتغل استاذا بمعهد الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، ويشار ، دائما، بالبنان إلى بختي باعتباره صاحب أسلوب ساحر وأخاذ في رسم البورتري الكاريكاتوري المباشر للوجوه، الذي يشتهر به في الوسط التشكيلي والصحافي وطنيا ودوليا، بحيث يستدعى سنويا إلى عدة مهرجانات دولية لهذا الغرض ولد الفنان بختي بالدارالبيضاء سنة1958 مرفوقا بأخيه التوأم الحسين، عشق الرسم بالفطرة وعند يفاعته راهن عليه كمسار حياة وبوابة عبور للمستقبل عبر متابعته الدراسة في شعبة الفنون بفرنسا بعد نيله شهادة الباكالوريا، حيث أحرز دبلوما في تخصصه الفني، وعاد، بعد ذلك، إلى المغرب وألحق مديرا فنيا ورساما للكاريكاتور بجريدة الإتحاد الإشتراكي التي كانت قد فقدت رسامها الراحل حمودة. يزاول لحسن بختي الفن بمنطق العاشق ، وحين يمسك بالريشة ينزاح وجدانيا وبالكامل إلى طفولته المشاغبة، ولايحتاج سوى لهنيهة من التركيز لكي يلقي القبض على ملامح وجهك مهما كانت عصية، تنساب أنامله بسلاسة على الورق، و بضربات خفيفة وبعض الظلال الحانية تمنحك انامله أعمالا حية نابضة مليئة بالحياة تكاد تكلم قارئها.. ينشغل بختي عميقا بتطوير فن الكاريكاتير مغربيا، إذ لايترك مناسبة تمر دون أن يسدي نصائحه وتوجيهاته للجيل الصاعد، ولطالما حث زملاءه المغاربة على تطوير أساليب الرسم الصحافي، وتطويع الخطوط في الرسم وجعلها مرنة ف"الخط الجميل يزيد الحق وضوحا" .. الإحتفاء ببختي شهر يونيو المقبل يعد، حسب الجهة المنظمة، تشريفا على صدر شفشاون، وتكليفا على عاتقها، فتكريم شخصية من وزنه يعتبر حدثا متبوعا بصدى وإشارة دالة وداعمة لهذا الفن الذي ينمو في الظل مغربيا، ويينع في الهامش.