قبل أيام قلائل احتفلنا باليوم الوطني للإعلام والذي اقترن بالذكرى العاشرة لصدور جريدة أحداث البوغاز التي صدر عددها الأول يوم 15 نونبر 2002 تحت شعار الخبر مقدس والتعليق حر. حقاً كانت هذه الجريدة تصدر في البداية مرة في الشهر بالأسود وتتضمن تغطية شاملة لأهم الأحداث التي تشهدها الساحة بمدينة البوغاز رغم إصدارها الشهري وفي مطلع سنة 2011 تقرر أسرة تحرير الجريدة بعدما عززت مكانتها في الساحة الإعلامية محليا وجهويا إلى تحويل إصدارها إلى مرتين في الشهر حتى نكون إلى جانب الهموم والمشاكل التي يتخبط فيها المواطن . وهكذا ولدت فكرة "أحداث البوغاز " وكان عمادها الجرأة في التعبير والقوة في التغيير من دون خوف أو وجل, بل كانت الكلمة تناطح "الواقع " واستطاعت أن تدخل معه من يومها الأول في معارك غير متكافئة انثلم فيها الكثير من "الوقائع " من دون أن تنثني الكلمة وبقيت الجريدة شامخة . منذ اليوم الأول كان الفريق متحمسا ممتلئا لإصدار صحيفة "أحداث البوغاز " وكانت الفكرة للجميع حازمة قاطعة, لا تجامل على حساب الحقيقة ولا تنتظر أن يأتي الخبر إليك بل قابله في منتصف الطريق ولا تصدق أحدا بل شكك في كل كلمة وحرف ورأي يمكن أن ينطق بهما بشر, وتثبت من كل معلومة إلى أن تعرف الحقيقة كاملة . لا تسيء لأحد واحترم خصوصية الإنسان وعقل القارئ، لان حرية الصحافة حق للمواطن والوطن وليست امتيازا للصحافي, لا تقترب من المواطن الشبهات التي تحول الصحافي مندوبا للحكومة أو مؤسساتها أو للقطاع الخاص في الصحيفة, بدل أن يكون الصحافي مندوبا للمواطن وعينه في الشارع والمكتب لنقل الحقيقة ، لكن العلاقة الجيدة مع المصدر يمكن أن تقربك من المعلومات . حملنا كل الأفكار الطيبة ورفضنا المساومة منذ اليوم الأول متسلحين بأفكارنا ومنهجنا في خطنا التحريري بعيدا عن كل الشبهات حتى تبقى للجريدة مصداقيتها واستقلاليتها النزيهة في نقل الخبر معززا بالصورة لأن الصورة كما يعلم الزملاء أحسن من 100 كلمة في الخبر الصحفي . حققت "أحداث البوغاز " منذ صدور العدد الأول , الانجاز تلو الآخر من خلال كشف العديد من القضايا في المدينة وحتى الجهة, ومعالجة المئات من القضايا الخدمية للمواطنين حيث كانت خير نصير لهم من خلال وقوفها إلى جانب المواطنين بموضوعية ونقل قضاياهم للمسؤولين بكل أمانة وصدق وشفافية, وكانت صوتهم المدوي في أكثر من قضية, محققة بذلك السبق الصحافي في العديد من القضايا والمجالات . اليوم في الذكرى العاشرة لصدورها حيث أصبحت الجريدة الأكثر مبيعا في طنجة والنواحي رغم إعتراض العديد من الزملاء سماحهم الله على هذا اللقب بالإضافة إلى بعض الطفيليات التي لوثت الجسم الصحفي بهذه المدينة المحروسة والتي أصبحت مهنة الصحافة بها ، مهنة لمن لا مهنة له ، بل حتى العاهرات أصبحن يحملن معهن في حقائبهن اليدوية بطائق الصحافة الصفراء من أجل الدفاع بها عن حقوقهن أمام كل زبون إمتنع عن الأداء بعد الإستمتاع بنزواته العابرة واللذيذة . ختاما نهنئ أنفسنا وجميع الصحفيين بهذه المناسبة العزيزة والأشواط التي قطعناها ونقول حقاً إن جريدة أحداث البوغاز كانت تصدر منذ البداية بعنفوان لتتواصل بعد ذلك بخطى راسخة ، وكانت بحق صوت الناس والمنبر الحر الذي دافع ويدافع عن قضايا وهموم المواطن الطنجي ونجحت في إيصال صوت المواطن رغم إنزعاج البعض من خطنا التحريري الذي ستظل قافلته تسير والكلاب تنبح ..