أصبحت البصمة الصوتية من بين الأدلة الجديدة لتحديد هوية الشخص إذ استخدمها الجيش الأمريكي أثناء الحرب العالمية الثانية لمحاولة التعرف على هوية المتحدثين من أفراد العدو عبر أجهزة الهاتف والمِذياع واستعملتها وكالة الإستخبارات الأمريكية لتحديد هوية بعض المتهمين في قضايا جنائية كبرى، كما استخدمت هذه التقنية لتحديد مدى تطابق الصوت مع صاحبه وتأكيد صدقية الخطاب أو الرسالة الصوتية كما كان يحدث سابقا مع أسامة بن لادن والظواهري، إذ كان يتم التأكد منها بواسطة البصمة الصوتية. وقد أدخل المغرب هذه التيكنولوجيا القديمة/الحديثة في إطار الحرب الإستباقية على الإرهاب و محاربة المفسدين في الإنتخابات الحالية لضمان شفافية أكثر عليها رغم أن بعض المتابعين في قضية التنصت الشهيرة لانتخابات تجديد ثلث الغرفة الثانية مازالوا طلقاء رغم إدانتهم في مراحل متعددة أثناء عرضهم على القضاء!
مما سيجعل العملية برمتها تدخل خانة التنميق الانتخابي لإضفاء نوع من الجدية والصرامة على المسار الانتخابي الذي يتهدده المفسدون وسماسرة الانتخابات وسوف يستغل البحث الجنائي بصمة الصوت في التحقق من الشخصية، حيث يمكن تحديد هوية المتحدث حتى ولو نطق بكلمة واحدة وهو ما يعرف ب"الإسبكتروغراف" وتستخدمها الكثير من البنوك في أوروبا، حيث يخصص لبعض العملاء خزائن لا تفتح إلا ببصمة الصوت.
والأصوات كبصمات الأصابع لا تتطابق، فكل منا يولد بصوت فريد مختلف عن الأخر، يحدث الصوت في الإنسان نتيجة اهتزاز الأوتار الصوتية في الحنجرة بفعل هواء الزفير بمساعدة العضلات المجاورة والتي تحيط بها 9 غضاريف صغيرة تشترك مع الحنجرة والقصبة الهوائية والشعب الهوائية والرئتين واللسان والشفتين والفك والأسنان لتخرج نبرة صوتية تختلف من شخص لآخر ولتميز الإنسان عن غيره، وهذا مايفسر لجوء المصالح الأمنية لهذه التقنية واسخدامها في هذا الوقت بالذات لضبط المفسدين وشناقة الأصوات الانتخابية فهل ستفلح في ذلك ؟