بقلم: سعيد ودغيري حسني لقد استفزني ما نشرته جريدة لوموند الفرنسية يوم 25 غشت حين أساءت في حق جلالة الملك محمد السادس. حاولت أن تزرع الشك حيث لا مجال للشك. وأن تضفي على عافية الوطن غشاوة من الوهم. لكن كيف يفرغ العرش وصاحب العرش بين شعبه. وكيف يغيب القائد ونداءاته تملأ السمع والبصر. منذ اعتلائه العرش لم يعرف المغرب المواربة في شأن صحة الملك. كل وعكة. كل جراحة. كل استراحة قصيرة. كانت تُعلن ببلاغات رسمية واضحة كالشمس صافية كالنبع. ولم يكتف جلالته بالبلاغات بل أطل بنفسه على شعبه. مرة متكئاً على عصاه في استقبال رسمي. مرة محاطاً بأسرته في غرفة العمليات. ومرات كثيرة بين المصلين خاشعاً متواضعاً. ليقول للمغاربة. أنا واحد منكم. أمرض كما تمرضون. لكنني أبقى معكم أقود المسير. فأي فراغ تتحدث عنه لوموند. إن كانت باريس تنسى فلنذكرها بذاكرتها. ميتران رئيس فرنسا عاش السرطان طيلة حكمه. ولم تُسقط عنه الصحافة شرعية القيادة. بل دافعت عن حقه في الاستمرار. فلماذا تكيلون بمكيالين. وإذا ضاقت بهم الذاكرة. فليتأملوا في التاريخ الأوسع. روزفلت قاد أمريكا من فوق كرسي متحرك. تشرشل قاتل النازية رغم متاعب جسده. والملوك في المغرب ظلوا أوفياء لعهد البيعة. حتى حين خطفهم المرض في قلب المعركة. وادي المخازن شاهد. عبد الملك السعدي مات في ساحة القتال. لكن القيادة لم ترتبك. انتقلت إلى أحمد المنصور. فتحول الامتحان إلى نصر خالد. وصار المغرب حديث الدنيا. اليوم تعيد لوموند صياغة الريبة في كلمات عابرة. لكنها تصطدم بجدار الحقيقة. ملك حاضر. شعب وفي. وبيعة لا تهتز. المغرب لا يحتاج إلى دروس في الديمقراطية من الخارج. ولا إلى تحاليل غائمة تأتي مع الريح وتزول. المغرب يملك سره الأبدي. عرش متجذر في التاريخ. وشعب يحيط مليكه بالمحبة والولاء. في وحدة تصنع الاستقرار. وترسي أسس التنمية. وترسم أفق الانتصارات. فلتكتب لوموند ما تشاء. وليردد المشككون ما يريدون. يبقى المغرب قصيدة عصية على التشويه. ويبقى العرش المغربي بيتها الأجمل. ويبقى الملك محمد السادس قافيتها الباقية.