أكد رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، أمس الاثنين بواشنطن، أن "أحد أعظم النجاحات التي حققها المغرب تكمن في استقراره السياسي المتين".
وأوضح بلاغ لرئاسة الحكومة أن ابن كيران، أبرز خلال المائدة المستديرة المنظمة من طرف الغرفة الأمريكية للتجارة حول موضوع "انبثاق إفريقيا"، التي شارك فيها رئيس غانا، السيد جون دراماني ماهاما، ورئيس موزمبيق، السيد أرماندو جويبوزا، بحضور عدد من المستثمرين الأمريكيين أعضاء الغرفة، أن "أحد أعظم النجاحات التي حققها المغرب تكمن في استقراره السياسي المتين، الذي جعله بمنأى عن الاضطرابات التي تعرفها المنطقة منذ عامين والذي سمح له بالمضي قدما سواء فيما يخص الإصلاحات السياسية مع إقرار دستور جديد سنة 2011 بمبادرة من جلالة الملك أو فيما يخص الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية الهيكلية".
وخلال هذا اللقاء المنعقد في إطار الدورة الأولى لقمة الولاياتالمتحدة-إفريقيا، المنظمة في واشنطن ما بين 4 و6 غشت الجاري، تطرق رئيس الحكومة إلى تطور الاقتصاد المغربي على مدى 10 إلى 15 سنة الماضية، مؤكدا أن المغرب حقق معدلات نمو محترمة بلغت في المتوسط حوالي 5 في المائة، وحسن بشكل ملموس مناخ الأعمال به خلال هذه الفترة.
وأكد ابن كيران "النجاحات الكبيرة المحققة في مجال البنيات التحتية، مستحضرا في هذا الصدد الطرق السيارة التي تغطي اليوم كامل جهات المغرب تقريبا، وبرنامج تزويد العالم القروي بالكهرباء الذي بلغ نسبة تغطية تناهز 98 في المائة، وبرنامج التزويد بالماء الصالح للشرب بنسبة تغطية تناهز 92 في المائة والمشاريع الكبرى في مجال الطاقة الشمسية والريحية".
وأكد ابن كيران أن الحكومة "جعلت من ضمن أولوياتها تبسيط مساطر الاستثمار للحد من بؤر الفساد وتحسين الحكامة والشفافية".
كما ذكر رئيس الحكومة بأولويات أخرى، خاصة تحسين التوازنات الماكرو-الاقتصادية بهدف توفير رؤية واضحة للمستثمرين وتطمينهم إزاء قيمة استثماراتهم، مشيرا إلى نجاح المغرب على هذا الصعيد خلال العامين الماضيين، ومذكرا كذلك بإصلاح نظام الدعم، بدعم وتفهم من المواطنين.
من جهة أخرى، استحضر ابن كيران سعي الحكومة إلى الحد من الفوارق بشكل يضمن استفادة كافة الشرائح الاجتماعية من ثمار التنمية، مذكرا بمضامين الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش ومشيرا إلى أن هذا المسعى يعد إرادة ملكية وأولوية حكومية.
وفي ما يتعلق بإفريقيا، أضاف البلاغ أن رئيس الحكومة أشار بارتياح إلى الاهتمام المتزايد الذي تحظى به القارة حاليا، مؤكدا أنه من المهم اليوم أن تتبنى البلدان الإفريقية والولاياتالمتحدة وأوروبا والصين مقاربة مشتركة وتطلق مشاريع مشتركة لفائدة إفريقيا.
وذكر رئيس الحكومة بأن "هذه الشعوب تريد أن تنال نصيبها من الحرية والديمقراطية والتنمية".
وأكد ابن كيران أنه من المهم أن يقلع العالم المتقدم، بصفة عامة، عن النظر إلى إفريقيا على أنها أسواق فحسب مقابل التطلع إليها كشركاء، داعيا إلى تحقيق التوازن على أساس الثقة المتبادلة والتعاون.
وأشار إلى أن هذه القمة "تعد فرصة لإعادة بناء هذه الثقة وتعزيز هذا التعاون"، داعيا إلى ضرورة توجه المستثمرين نحو إفريقيا من أجل مساعدتها على النمو، بهدف أن "يساهموا بذلك في بناء عالم أكثر عدلا واستقرارا وأمانا، تتوفر فيه مزيد من الفرص لهم وللشعوب الإفريقية".
وفي هذا الصدد، دعا رئيس الحكومة رجال الأعمال الأمريكيين إلى الاستثمار أكثر في افريقيا، مضيفا أن " العالم اليوم مترابط".
وأشار ابن كيران إلى أن مستقبل إفريقيا بأيديها، مذكرا، في هذا السياق، بأن المغرب، الذي جعل من توطيد علاقاته التاريخية مع باقي بلدان إفريقيا ركيزة أساسية لسياستها، لن يذخر أي جهد لإرساء أسس إفريقيا قوية وآمنة ومزدهرة.
وذكر في هذا السياق بأن الزيارات المتعددة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى عدة بلدان إفريقية جاءت لتعزز متانة هذه الأسس وتفتح لهذه العلاقات آفاقا جديدة.
وقال إن جلالة الملك رسم المسار الذي يجب سلوكه عندما صرح، خلال هذه الزيارات، وعلى وجه الخصوص بأن "إفريقيا يجب أن تثق في إفريقيا" وبأن القارة، اليوم، "ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل".