أطفال حيّي امريبطو والحساني وأحياء أخرى مجاورة مع ذويهم ومؤطريهم يناشدون كلّ المتدخلين المعنيين لتوفير ملعب قرب على غرار العديد من الأحياء ليفجّروا طاقاتهم ويروحوا عن أنفسهم وتُصقل مواهبهم من قبل مؤطرين غيورين تحدوهم رغبة حثيثة لتنشيط أبناء حيهم وجيرانهم والتنقيب عن البارعين منهم ليشقوا طريقهم إلى عالم المستديرة، بدل قطع مسافات بعيدة للبحث عن ملعب هناأو قطعة أرضية شاغرة هناك ينظفونها ويهيئونها بحماس كبير وحيوية منقطعة النظير وكأنهم خلية نحل في منظر يبعث على فرح ممزوج بحسرة وأسف أو يلجأ المحرومون إلى ملعب "قرب" لا يحمل من القرب إلا الاسم نظرا للمسافة الطويلة التي يقطعونها للوصول إليه مشيا على الأقدام ذهابا وإيابا بعد لعب مرهق لأبدانهم الرخوة !!! ومنهم من يمنعون بتاتا من قبل والديهم وأولياء أمورهم للابتعاد عن منازلهم ومغادرة أحيائهم لما في ذلك من مغامرة ومخاطرة بفلذات كبدهم قد لا تحمد عقباها وقد تجر عليهم ندما لا ينفع .. ومن نافلة القول أن ملاعب الأحياء قديما لعبت ولا زالت دورا كبيرا في اكتشاف مواهب أبانت عن علو كعبها محليا ووطنيا ودوليا وفقدانها وحرمانهم منها شكل خسارة كبيرة وانتكاسة ملموسة لكرتنا المحلية والوطنية .. وكانت تعد متنفسا كبيرا للوالدين فيطمَئنون على أبنائهم غاية الاطمئان لأنهم على بعد أمتار معدودة من ديارهم .. فكان لزاما على كل المتدخلين أن يعجلوا ببديل لها ويعمموا ملاعب القرب على كل الأحياء لكي لا يحس المحرومون منها بأي عقدة نقص تجاه زملائهم في أحياء أخرى وكأننا أمام أحياء محظوظة نافعة وأحياء بئيسة مهمّشة غير نافعة..فهذه صرخة من أبرياء طالهم الحرمان لكل المتدخلين ومن يهمهم الأمر جميعا علّها تجد آذانا صاغية واستجابة عاجلة فورية حتى ننعم برجال غد نالوا حظهم الوافر من حاجياتهم الترفيهية حتى إذا اشتد عودهم وشبّوا عن الطوق وجدناهم رجالا يخدمون وطنهم وأمّتهم ويحمونهما بالغالي والنفيس بشخصية متوازنة وفكر معتدل وقلوب معطاءة وعقل سليم في جسم سليم ..