قصيدة: "جوهرة الزمكان"

تَتبارى أجْواءُ الفُصُولِ في غزلِكِ كلَّ يوم
وتخْتالُ جاريةًََ تحتَ أقدامِكِ أجِنَّةُ النُّعْم
سَاطِعةً بأبي عِنان بَلْسَماً للروح والجِسْمِ
بِنُونِكِ تَرَصَّعَتْ بَغْدادُ على هَزَج النَّظْمِ
وحاكَتِ الأشْواقُ ِروَاكِ بلَوْعةِ التَّيْمِ
********


أنتِ الجُودُ المُعلَّى الذي سَرى
مِنْ جِراحِنا إلى البُوسْنَة والهِرْسِك
دونَ أن يُثْنِيَكِ اليُتْمُ والضَّنى
بِرَبْوِ الهَجْرِ والتَّهريب
وجَفاءِ الدَّهَاقين
والهُجَناء
********
ما صَدَّكِ عنِ النَّدى
حَياؤك الملائكي المُوَشَّى
بِرَهافةِ الفراشاتِ والعصافير
وقناعةِ الواجِِمين
والنَّوْكَى
********
مَا أقْْعَدَتْكِ عنْ رَذاذِ الحُبورِ
ونشْرِ السَّنا وأريجِ البَهاء
عُيونُكِ المَوؤودة الغائِرة في الدُّجى
ولَفحَات الأسى بِبيَاضِكِ العَليلِ المُوَرَّى
حتَّى المَتاريسُ بيْن أقواسِكِ
وتَجاعِيد جُدْرانِكِ
وأسْقُفكِ السَّمْراء
أحاتِمُ مِنْ بياضِكِ فَََطَََََما؟
أم مِنْ عُيونكِ رَشَفا؟
أَََََََََََمِ السَّموألُ بِأبْوابكِ السَّبْع قسَمَا؟
********
كُلَّما أَلِجُ دُروَبكِ
لِتنسُّمِِ جيركِ المُرَوَّى
بِزُرقةِ السَّما
سائلاً عنْ عُيونِكِ
المُودَعَة دون عُقود
لِكلِّ الدَّواب والوَرى
أيْقَنُ باحْتِراقِ أصْغَرَيْكِ
ونُضُوبِ مآقيكِ
ورَمادِ كفَّيْكِ
يا لَهَفي
********
كُلَّما أَتَفَقَّدُ فيكِ مَراتِعَ الذِّكْرى
الرَّافِلَةِ في سِدْرَةِ وَلَهي وحَنيني
أيْقَنُ أن الجرَّاف الذي أفنى رَحيقها
رَامَ نَسْفَ إكْليلها المُحَلَّى
بساحَةِ الفدَّانِ وبَهْو الوِجْدانِ
يا كَمَدي
يا رَوْضة اللقاء والسلْوى
********
د. محمد عزيز البازي