عنوان التحقيق قد يبدو مستفزا إلى درجة التحامل أو المبالغة الإعلامية لجذب القارئ لكنك عندما تفرغ من قراءة المضامين الموثقة بالصور والفيديو، ستقتنع بأن العنوان لا مبالغة ولا تحامل فيه، بل هي حقيقة صادمة. فقبل شروعنا في إنجاز هذا التحقيق الصادم, وضعنا عدة سيناريوهات حول كيفية الاشتغال ومن سيفتح علبة أسراره خاصة أن الأمر يتعلق بموضوع مازال من الطابوهات في بلد محافظ ومن سيقبل أن يعرض "غسيله" في الصحافة كما أن الناس لا يكشفون أسرارهم بلا سبب وجيه فمن سيكون هذا "الأحمق"؟. لهذا قررنا خوض المغامرة مع المراهقين وسجلنا حسابا جديدا على الفيسبوك تحت إسم ذكر مستعار في البدء، وأول شيء قمنا به تحريك محرك بحث الشبكة الاجتماعية "الفايس بوك" بكلمة "جنس" لتفتح أمامنا شوارع من الصفحات تدندن حول "النعومة" و"المتعة" و"الثقافة" بل وصل الأمر إلى كتابة "العيادة الجنسية", بعضها نال أكثر من عشرين ألف معجب معظمهم شباب وشابات من مختلف الأطياف من أقصى الشرق إلى أدنى الغرب لكن عبر التعليقات يوجد "السر" وهو موضوع تحقيقنا وغير بادي للعيان وخاصة الزائر السطحي, وإيماننا بالمثل الشعبي الذي يقول " خيرنا مايديه غيرنا " اخترنا المغامرة مع "ولاد البلاد"، ومن أجل إنجاز هذا التقرير، صحفي "أوفلا" قام بتقمص دور الأنثى للإيقاع بالضحايا. في هذا التحقيق الصادم صادفنا في دروب الفايسبوك طلبة وتلاميذ، متزوجات ومطلقات و"متدينون" كلهم يعيشون "ليالي ساخنة " عبر الدردشة كل ألفاظ الشارع هنا مباحة" ماكاين غير تحت الصمطة " يعلق أحدهم. صحفي الموقع يتقمص دور الأنثى للإيقاع بالضحايا يجدون ضالتهم في أواسط الليل الدامس أكثرهم عبر الهاتف المحمول والمتبقي من الحواسيب, جريدة أوفلا إخترقت "الليالي الجنسية الساخنة " عبر الفيسبوك إليكم تفاصيلها: نادية .." راجلي عيان" نادية 23 سنة تنحدر من مدينة تارودانت متزوجة وزوجها يعمل بالليل وتعيش حالة من الهيجان الجنسي يجعلها تفرغ مكبوتاتها عبر الدردشة في الهاتف النقال فيما بات يعرف ب زيرو فيسبوك, حاولت التمويه خاصة أنها أول من أرسلت طلب الصداقة عندما وضعنا أول "طعم" على أحد الصفحات "الجنسية " لهذا استغرق معها الأمر ثلاثة أسابيع للوقوف على حقيقتها وهذا ما التزمنا به في هذا التحقيق من نقل لكل التفاصيل بأمانة ودقة يفرضها علينا الواجب المهني والأخلاقي, كانت أول كلمة بيننا هي السلام قبل الدخول في الموضوع مباشرة, بدأت بسرد قصة حياتها، فهي متزوجة لمدة ثلاث سنوات "زوجها عيان" على حد تعبيرها "فرغم أنه يحبني إلا أن رغبتي الجنسية لا تتوافق معه ضف إلى ذلك عمله الليلي" أنا أكون في حالة من الهيجان بعد الساعة الأولى, لكن إرهاق العمل لا يتركه لي، ما يجعلني أبحث عمن يشبع رغباتي الجنسية ولو بكلمات "سخونة" تقول نادية, بعد ذلك تقوم بنزع الملابس وتتصل من حين لآخر لتأكد فعلتها, وإن جاءتك غفلة من النوم فإن نادية "ماتخسر عليك إلا بلوكي", بعد أن وجدت ضالتها " أنك المروب فيه " تنتقل إلى الواقعية ومستعدة لدفع كل شيء مقابل سعادتها الجنسية وتختم بعلامة استفهام والمثل الشائع يقول "الحر بالغمزة والحمار بالدبزة". العذراء.."منافقة فيسبوكية" "العذراء" اسم على غير مسمى، رغم أن اللقب مستعار إلا أنها رفضت الرضوخ لفضوليتنا فكان المبتغى من طلبها "ليلة ساخنة" لا جدال فيها "بلا متسولني بزاف" بدل السلام، هكذا تجمعنا هذه "الليلة الكحلة" مع "العذراء" من خلال تصرفاتها بدا جليا لنا شخصيتها المتناقضة فكل تماطل في الرسالة يبدأ السب والشتم "تفووو مرضتيني" تقول، قدمت لنا رقم هاتفها للتأكد من كونها فعلا أنثى, فكانت الصدمة أنها في غرفة نومها وتخاف أن توقظ باقي أفراد أسرتها في الغرف الأخرى من بيت أسرتها, "صافي تأكدتي أنا كاع ممسوقة نعرفك" تقول, بعدها بدأ الليل الساخن، كل الكلمات المنحطة التي نخجل من ذكرها مباحة عندها في سبيل نشوتها، وتأكد لنا أنها مازالت فتاة تدرس، في صفحتها الشخصية تجد أدعية دينية وأحاديث نبوية تدعو إلى ارتداء الحجاب...، بعد أن وصلت إلى هدفها المنشود عبر الدردشة في الهاتف النقال بمايعرف ب "0 فيسبوك " يكون "البلوكاج" هو الحل لينطلق بحثها عن فريسة جديدة مع شروق غد جديد. عماد .. "سربي سربي الليل قريب يسالي " ضحية جديدة جمعتنا به دروب الوجه الخفي للفيسبوك "عماد" من الدارالبيضاء 21 سنة عاطل وحاصل على دبلوم و"ماكاين مايدار " يقول هذا الأخير, للإيقاع ب "لبيضاوي" ليس بالأمر السهل فهو حافظ "لقوالب الفيس بوك "، لذلك اخترنا الدخول بإسم أنثى "سمية " فجاءت العشرات من الرسائل بعد وضعنا لطعم على إحدى الصفحات الجنسية فاخترنا "عماد " بدوره كان يحمل إسما مستعارا, لكن التزامنا بأخلاقيات المهنة كان وراء اكتشافنا من يكون "سامي" الغريب عن أسماء العرب, لذا إقترحنا عليه أن هذا "الفيس" لايصلح للدردشة "السخونة " فأعطيناه مهلة خمسة دقائق لإنشاء فيس جديد" باش ناخدو راحتنا" فقال "سربي الليل قريب يسالي .. هاك الفيس ديالي الشخصي" فكانت الصدمة أن عماد منذ مايقارب من عام لا يفوت ليلة واحدة, فكان من السهل أن يرسل شريط فيديو لنا ووعدنا بالمزيد إن وفت "سمية "بوعدها. دعاة لله..على الفايسبوك من بين الرسائل التي استقبلتها "سمية"، وجدنا دعاة لله من بينهم فتاة اسمها "نورة" تحمل بين صدرها نصائح للمراهقين في بعض الأحيان تدخل إلى الصفحات الجنسية وتمارس "دعوتها" وهو ما لايقبله الآخرون "واش وقت الدين هذا " يعلق أحدهم, نورة تنصحنا بالإبتعاد عن الفسق والفجور وأن الله إن قبضنا على هذه الحالة سنحاسب على آخر لحظة, عندما أظهرنا هويتنا الحقيقية لأجل الوقوف على حقائق قد تكون هذه"الداعية في سبيل الله" تعرفها مادامت تختلط مع كل الأجناس وقد تستمع أحيانا إلى قصصهم رفضت الرد علينا. في" أزقة" الفيسبوك كما يسميها البعض لم نصادف مغاربة متدينين، بعدها إلتجئنا إلى خارج الحدود مع "المتفائل" من المملكة العربية السعودية، هذا "الأخ" في الله يدخل بدوره إلى الصفحات ليضع أحاديث دينية ردعا لأصحاب المنكرات, في دردشة خفيفة معه قال بأنني أتلقى صعوبات وأحيانا يتم منعي من إرسال الرسائل لمدة شهرين, بعدما يتم النقر علي كشخص مزعج غير مرغب فيه, المتفائل كإسم مستعار قال بأن "المغاربيات" بالألف, أكثر حبا وتشويقا للجنس على حد قوله كما أكد أنه ذات يوم اهتدت إحداهن بين يديه عندما أقنعها بدلائل شرعية واستطاع التحدث معها عبر السكايب. مسيحيون يشجعون على زنا المحارم بذكاء فارط قادنا البحث العميق الى إكتشاف حقائق مثيرة جدا, من بينها صفحة جنسية يقودها مسيحيون على مايبدو موجهة للعرب وتكتب بالحرف العربي, حيث أن هذه الأخيرة مختصة بسرد قصص جنسية يذوب معها عقل القارئ ف"يهيج" لوحده نظرا لديناميكية عرض القصة بطريقة تسلسلية تصل فيها الكلمات إلى أكثر من 500 كلمة دونما إحساس بالملل، نظرا للإحترافية العالية في سرد الحكاية, ومن خلال النمادج التى وقفنا عليها إمرأة تخون زوجها مع عامل بناء وترجع الحكاية حسب نفس المصدر إلى أن القصة ابتدأت ذات يوم عندما كان الزوج في العمل، ووقعت عين الزوجة على العامل فنادت عليه ليجلب إليها الخضر من السوق الذي لايبعد إلا بعض دقائق وعندما عاد أدخلته إلى المنزل وبدأت تنظر إليه بنظرات جنسية وتبادل العامل الشعور معها لينطلق شوط جنسي من الخيال، مما يوهم القارئ أنه مع قصة حقيقية يتخيل كل مايحيط بالعملية الجنسية المبتدعة, ومن أخطر ما أثار انتباهنا هو قصة ابن يمارس "الجنس مع أمه"، وانطلق محبكوا القصة من أن الإبن كان يدخل مع أمه إلى الحمام حينما كان صغيرا وينظر إليها بنظرة إعجاب لجسمها العاري, وعندما كبر فلذة كبدها قال لها "أمي أنا الآن كبرت وأصبحت رجلا أتتذكرين عندما كنا في الحمام سويا، مارأيك بعد وفاة أبي أن آخد مكانه في الجنس"، ويقوم مبتدعوا القصة, الذين رفضوا الإجابة على أسئلتنا عن حقيقة الصفحة, بسرد الليالي الساخنة الخيالية للولد مع أمه دونما أدنى شروط للحياء, كما تسرد الصفحة التي لاقت أكثر من 9000 معجب, قصص تستهوي آلاف المراهقين والشباب من مختلف الأعمار كما يبدو جليا من خلال تعليقاتهم على الصفحة المذكورة ونصفهم من المغاربة, والدردشة مع ابن مدينة الرباط قادتنا إلى الوقوف على مايدور في مخيلة الشباب المغربي التي سنوردها في الفقرة الموالية, لنعود إلى أصل الإشكالية حيث اطلعنا على قصص أخرى الغاية منها هو بث زنا المحارم بطريقة ذكية جدا وعالية الاحترافية عبر مضاجعة الشاب لخالته, وعمته بل مع أخته, ومعظم الزائرين وقراء القصص الجنسية السابق ذكرها لديهم نقص في الأمور الدينية والعقدية، قد تجعل عيون الابن تتجه نحو أمه وأخته في المنزل نفسه, مما يطرح إشكاليات كبيرة جدا حول الموضوع. الرباطي.."إستعينوا على قضاء أموركم بالكتمان" من القصص الأكثر طرافة, عماد من مدينة الرباط جمعتنا معه ليلة واحدة كفيلة بأن يبوح ل "سمية " بأسرار دفينة, والتقينا به في أحد الصفحات السالف ذكرها, والخاصة بالقصص الجنسية وما أن وضعنا أول طعم حتى أرسل طلب الصداقة, وفكرنا بأن نتقمص دور الفتاة "المسيحية " فكانت النتيجة كارثية, كالعادة كان السلام بيننا قبل الدخول في الموضوع, فقلنا " أنا مسيحية ولا أقبل التحدث في الأمور الجنسية إلا مع مسيحي", فرد قائلا " لامشكلة مادامت الغاية هي الوصول إلى المتعة الجنسية", لكن رد سمية كان "قويا" حينما اقترحنا عليه الخروج عن دين الإسلام, مقابل "ليلة سخونة", فتشبت بدينه مضيفا "أنه يفتخر بالانتماء إليه رغم مايقترفه من الذنوب وينتظر التوبة على حد قوله" مضيفا القول "أنه يمارس عادته هاته منذ أربعة أشهر ويريد الإقلاع، لكن لاحول ولاقوة له! ". بعدها، تسائلنا مع "عماد" بإسم "سمية" دائما، من كونه أصبح منافقا ودينه الإسلامي يدعو إلى جعل سريرته كعلنيته, قال"أريد ممارسة عادتي السرية هاته عبر الدردشة مع الفتيات، من دون البوح لأحد بفعلتي، وديننا الإسلامي يقول "إستعينوا على أموركم بالكتمان". مما يظهر غياب الجانب العقدي عند المئات ممن إلتقيناهم, ونورد الحديث الذي لم يأتي مقصده الشرعي في هذا, لقوله عليه الصلاة والسلام "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان". إبداع جديد في الدعارة أثناء تنقيبنا عن المعلومات حول هذا الموضوع الذي لاتزال السرية تضرب عليه، صادفنا منشورات أحدها من الدارالبيضاء لفتاة تعرض نفسها بإسم "شوافة" وتطلب مقابل 600 درهم مغربية لقضاء ليلة واحدة في الواقع هذه المرة، كما تعرض أرقام هواتفها، بالمقابل زميلات لها في المهنة يشترطن تعبئة من فئة 50 درهم لكشف كل أسرار البنات عبر الدردشة على حد قول إحداهما. رأي الفيسبوكبيين حول رفاقهم المسيئين عندما طرحنا السؤال حول الظاهرة موضوع التحقيق إختلفت الآراء, عبد اللطيف من فاس يِؤكد أن الأمر أصبح معقدا بسبب ما سماه غياب التوعية والتثقيف الجنسي السليم, و"ما أن نسمع بالقبض على منشيء إحداها حتى يظهر للعيان مراهق آخر يقود قطار الكبث" يقول عبد اللطيف, من جهته يرى عبد الحق من زاويته كطالب جامعي "ينبغي توقيف الصفحات الجنسية وكذلك صور العري التي شارك بها بعض الأشخاص أو التي تظهر كإعلانات وإشهارات فهي مسيئة لرواد الفيسبوك المحترمين بحكم أنه موقع اجتماعي يتردد عليه الكبير والصغير والذكر والأنثى والملتزم وغير الملتزم ولذلك وجب فرض جو عام من الاحترام اللازم". نقلنا نفس السؤال إلى محمد فكان جوابه "أن أصل المشكل هو غياب ثقافة الحوار والنقاش ويجب كسر الطابوهات ومنهج الرقابة لأن هاته الصفحات تقدم الإثارة وتنشر خصوصيات الناس وهذه الإثارة والجاذبية غائبة في الصفحات الجادة وحتى في المؤسسات التعليمية", أما فاطمة من مدينة العيون فترى" أن من وضعها يتحمل مسؤوليتها والمراهقين ينقصهم الوعي للتمييز بين الصحيح من الخطأ". متابعة عن / محمد أبطاش جريدة اوفلا الالكترونية .:email [email protected]