علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر خاصة، أن السلطات المغربية تقود عملا منسقا وبشكل يومي لمواجهة المهاجرين الراغبين في العبور إلى الضفة الأخرى بشكل سري، إذ نفذ رجال الدرك الملكي والأمن الوطني والسلطات المحلية في الآونة الأخيرة عمليات توقيف يومية للراغبين في "الحريگ"، شملت جزائريين وباكستانيين. وأفادت المصادر التي تواصلت معها الجريدة حول الموضوع ومستجداته بأن "العمليات التي يشارك فيها مختلف المتدخلين لا تستهدف فقط المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء". وزادت المصادر ذاتها موضحة أن العمليات التي تتركز بشكل أساسي في مدينة طنجة وضواحيها تشمل أيضا المغاربة القادمين إلى عروس الشمال أملا في العبور إلى أوروبا، إما سباحة أو عبر ركوب قوارب الموت. وسجلت مصادر هسبريس أن عددا من الشباب الذين يتم توقيفهم يتحدرون من مدن مغربية مختلفة، ويجري ترحيلهم نحو مدنهم الأصلية بعد الاستماع إليهم من طرف رجال الأمن وتحرير محاضر في الموضوع. ولم تقف المعلومات التي حصلت عليها جريدة هسبريس عند هذا الحد، بل كشفت أن من بين المهاجرين الذين تم ضبطهم يوجد أشخاص من الجزائر وباكستان جاؤوا للمغرب بطرق قانونية عبر التأشيرة، لكنهم يرغبون في العبور إلى إسبانيا وجعلوا من المملكة محطة عبور لا أكثر. وكانت مصادر مهنية من أصحاب سيارات الأجرة في الخط الممتد بين طنجةوالفنيدق، مرورا عبر القصر الصغير، أكدت قبل أيام لهسبريس أن عددا من المهنيين تعرضوا للمساءلة بسبب نقل مهاجرين إلى جانب مواطنين مغاربة. ووفق المعطيات ذاتها فإن سائقي سيارات الأجرة الكبيرة تلقوا أوامر صارمة بعدم التساهل مع نقل المهاجرين الأفارقة من مدينة طنجة إلى الفنيدق أو المناطق القريبة منها؛ بل تلقوا تحذيرات من إمكانية تعرضهم للمساءلة القانونية في حال تورطهم في أحداث من هذا القبيل. كما تشهد رحلات القطارات القادمة إلى مدينة البوغاز مراقبة وتفتيشا أمنيا مستمرا لضبط المهاجرين المتجهين إلى طنجة، ومنعهم من الوصول إليها عبر إنزالهم في محطات قبلها وإعادتهم إلى المدن التي جاؤوا منها. جدير بالذكر أن فصل الصيف، الذي يعرف توافدا كبيرا من السياح المغاربة والأجانب على الشمال، يسجل تناميا أيضا لمحاولات الهجرة السرية والعبور إلى الضفة الأخرى، إما بحرا أو برا؛ من خلال اجتياز السياج الحدودي الفاصل بين الفنيدق ومدينة سبتةالمحتلة.