هذه الوصية تلقيناها ونحن صغار في المراحل الأولى للدراسة وغيرها من النصوص التي تحمل معاني العزة والنخوة والوطنية، ومثل هذه النصوص كانت تغذي الجيل بحب الله والوطن والملك، فتسري في الكيان هذه المحبة فترى الواحد لا يبتغي عن وطنه بدلا، وإذا غاب عنه لا يهدأ له بال حتى يرجع إليه، وإذا تطاول أحد إلى وحدته الترابية أقام الدنيا ولم يقعدها. واليوم مع خواء مناهجنا التعليمية من مثل هذه النصوص، وفتور الروح الوطنية التي تربي الأجيال عليها، ما أحوجنا إلى سماع هذه الوصية اليوم وتمثلها وتلقينها لأجيالنا، ودونكم الوصية: يابني... أوصيك بالمغرب بلدك الكريم، ووطنك العظيم، ومستقر الجد و الوالد و مستودع الطارف و التالد ، خميلتك التي ارتاضت بنسمائها رئتاك، وتملت من محاسنها مقلتاك، وتغنت بألحانها شفتاك، فحافظ على استقلاله، ودافع عن وحدته الجغرافية و التاريخية، ولا تتساهل في شيء من حريته، ولا تتنازل عن قلامة ظفر من تربته، إياك أن تقبل المساومة على أمنه و سلامة سكانه، و إذا داهمته الأخطار أو تهددته الأعداء، فكن أول المدافعين، وسر في طليعة المناضلين كما أريتني، تعرضت معي للبلاء فبدوت بطلا، كامل الرجولة، شهما تام المروءة، واخترت من اجل هذه البلاد شظف حياة الشرف على رغد عيشة الاستخذاء، وارجع بين الفينة و الأخرى إلى التاريخ يحدثك عن همم أجدادك، وعزائم أسلافك، و كيف اخلصوا النية على حماية هذا الوطن، وحياطته من الأهوال و الأخطار، فجندوا الجنود، و أعدوا العدة لاسترجاع مراسيه، وتحصين ثغوره، ودرء الطامعين، و صد المغيرين، فكن يا ولدي خير خلف لخير سلف، وليكن عملك لوطنك و محافظتك على استقلاله ووحدته أمرا يقتضيه منك شرف المسؤولية، وتفرضه عليك تقاليد الأسرة. ي.ح