ضعف الاحترام وغياب النظام والنظافة.. استطلاع يسجل عدم رضى المغاربة عن السلوك المدني في الفضاء العام    النيابة العامة بطنجة تفتح تحقيقا في حريق غابة هبّوارة وتوقف مشتبها به بحوزته ولاعات ومخدرات    حموشي يشارك بموسكو في اجتماع كبار المسؤولين المكلفين بالأمن والاستخبارات    الأحرار في طنجة بين نيران العائلة ومؤسسات الدولة .. من يطفئ الأزمة ؟    أخنوش يعطي الانطلاقة الرسمية لخارطة طريق التجارة الخارجية    "حماس" تعلن الاتفاق على إطار عام مع أمريكا بشأن وقف حرب غزة    حركة "صحراويون من أجل السلام" بديلا عن جبهة البوليساريو    طائرات "كانادير" تدخل المعركة ضد حريق كبير مستمر لليوم الثالث    الجديدة.. توقيف مواطن من إحدى دول جنوب الصحراء متورط في شبكة للنصب عبر وعد أشخاص بتهجيرهم لأمريكا الشمالية    ست ضحايا من النساء والأطفال في فاجعة بحرية جديدة قبالة سواحل الكناري    لقجع: مونديال2030 موعد تاريخي يرسخ جسور التعاون بين ضفتي المتوسط    بين ثقل التاريخ وحدّة الطموح.. تشيلسي وبيتيس وجها لوجه في نهائي المؤتمر الأوروبي    رئيس النيابة العامة يستقبل وفدا كينيا    حماس توافق على هدنة دائمة في غزة    رئيس الحكومة يعطي الانطلاقة الرسمية لخارطة طريق التجارة الخارجية للفترة 2025-2027    الرجاء الرياضي يعلن عن تفعيل الشركة الرياضية وقدوم مستثمر مؤسساتي    فاتح ذي الحجة يومه الخميس وعيد الأضحى يوم السبت 7 يونيو 2025    ربع المغاربة يفكرون في الهجرة.. أوروبا الوجهة المفضلة    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية أذربيجان بالعيد الوطني لبلاده    لجنة ال24.. امحمد أبا يبرز دينامية الدعم الدولي لمغربية الصحراء ولمخطط الحكم الذاتي    الفرحة تعم إقليم الحسيمة بعد صعود شباب الريف الحسيمي إلى القسم الوطني الأول هواة    ملعب مرتيل الجديد جاهز …    أزيد من 90 ألف مترشح للامتحانين الجهوي والوطني للبكالوريا بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة    نجوم الفن ينعون الراحلة نعيمة بوحمالة    "العالم القروي في منظومة الرياضة للجميع" شعار قافلة رياضية بإقليم ميدلت    حمضي يعطي إرشادات ذهبية تقي من موجات الحرارة    جمعية نسائية تدخل على خط ملف "خديجة مولات 88 غرزة"    أساتذة التعليم الأولي يصعدون ويحتجون أمام وزارة التربية مطالبين بالإدماج الفوري وإنهاء التهميش    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    بداية الإنتاج الأولى لشركة "Aeolon Technology" الصينية في المغرب    ترامب يخير كندا: الانضمام إلى أمريكا أو دفع 61 مليار دولار للاستفادة من "القبة الذهبية"    وفاة الممثلة المغربية نعيمة بوحمالة عن عمر يناهز 76 عاما    2 مليون وحدة إنتاجية غير مهيكلة بالمغرب.. والمدن تستحوذ على النصيب الأكبر    موريتانيا تكشف حقيقة سقوط طائرة الحجاج    الممثلة المغربية نعيمة بوحمالة تغادرنا إلى دار البقاء    خبراء يحللون أبعاد وأثر البرنامج الحكومي لدعم الكسابة    زيدان يعلن جاهزيته لتدريب منتخب فرنسا بعد مونديال 2026    مدير الأونروا: نظام المساعدات الأمريكي في غزة "إلهاء عن الفظائع"    مستحضرات التجميل الصينية.. نموذج للتحول الذكي والتوسع الدولي    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الأربعاء    البنك الإفريقي للتنمية يتوقع أن يبلغ نمو الاقتصاد المغربي 3.9% سنة 2025    الوداد ينهزم وديا أمام إشبيلية… وتحضيرات حثيثة لمونديال الأندية في أمريكا    وداعا نعيمة بوحمالة… الساحة الفنية تفقد إحدى قاماتها    الصين تطلق ثورة حوسبة فضائية: مشروع "كوكبة الحوسبة ثلاثية الأجسام" يضع الذكاء الاصطناعي في مدار الأرض    موريتانيا تتحرك عسكريًا لحماية حدودها وتوجه رسائل حازمة لبوليساريو والجزائر    إندونيسيا مستعدة للتطبيع مع إسرائيل    فويرتيفينتورا تحتفي بالتنوع الثقافي في الدورة الخامسة من مهرجان "ما بين الثقافتين"    محمد سعد العلمي ضيف برنامج "في حضرة المعتمد" بشفشاون    عبير عزيم في ضيافة الصالون السيميائي بمدينة مكناس    تتويج عبد الحق صابر تيكروين بجائزة "زرياب المهارات" تقديرا لمنجزه الفني في مجال التأليف الموسيقي    كيف تحمون أنفسكم من موجات الحر؟    تزامناً مع موجة الحر.. الدكتور حمضي يكشف عن إجراءات مهمّة لتجنب المخاطر الصحية    دراسة: الموز يساعد على خفض ضغط الدم بشكل طبيعي    التهراوي: تسجيل تراجع بنسبة 80 في المائة في عدد حالات الحصبة بفضل حملة التلقيح    الخوف كوسيلة للهيمنة: كيف شوّه بعض رجال الدين صورة الله؟ بقلم // محمد بوفتاس    السعودية: 107 آلاف طائف في الساعة يستوعبها صحن المطاف في الحرم المكي    حجاج التنظيم الرسمي مدعوون للإحرام في الطائرات حين بلوغ ميقات "رابغ"    بلاغ جديد من وزارة الأوقاف للحجاج المغاربة    









الطاقة الريحية طاقة نظيفة لا تخلو من أضرار
نشر في تطوان بلوس يوم 07 - 10 - 2018

توربينات تعيد توزيع كتل الهواء الحار والرطب في الجو لكنها لا تخلو من سلبيات بحسب ما أفادت دراسات حديثة، إذ تساهم أيضا في احترار سطح الأرض.
اختنق الإنسان بالغازات ومخلفات الوقود الأحفوري مع تزايد المصانع والسيارات حتى أصبح الدخان يغطي مدنا بأكملها وتعذر على سكانها تنفس الهواء النقي، إضافة إلى تأثير هذه الانبعاثات على الماء والغذاء، لذلك تطورت وانتشرت مصادر أخرى للطاقة من الشمس والرياح، لكن هذه المصادر الجديدة وخاصة طواحين الرياح لا تخلو من مساوئ وإن كانت طفيفة.
تعتبر الرياح مصدرا من مصادر الطاقة المتجددة التي التفت لها العالم بعد أن تدهورت الأرض بسبب الحرق الهائل للوقود الأحفوري والفحم وارتفاع عدد السيارات خاصة في المدن.
وتتم عملية تحويل طاقة الرياح عن طريق الطواحين أو التوربينات دون استخدام أي نوع من أنواع الوقود لتصبح طاقة كهربائية مفيدة، لكنها لا تخلو من سلبيات بحسب ما أفادت دراسات حديثة، إذ تساهم أيضا في احترار سطح الأرض بسبب كيفية توزيع التوربينات لكتل الهواء الحار والرطب في الجو.
وقال باحثان من جامعة هارفارد في دراسة نشرتها مجلة “جول” العلمية، إن تزويد الولايات المتحدة بالكهرباء من الرياح سيؤدي إلى احترار أرض المنطقة التي ستنتشر فيها طواحين الهواء 0.54 درجة مئوية و0.24 درجة في كل أرجاء الولايات المتحدة، علما وأن توقعات الخبراء تقول إنه بحلول 2025 ستصبح الطاقة الشمسية هي مصدر التوليد الأهم للكهرباء في العالم بفضل التعاون بين التكنولوجيا والعوامل البيئية.
ومن مميزات طاقة الرياح أنها متجددة ولا تنتج عنها غازات أو ملوثات، مثل ثاني أكسيد الكربون أو أكسيد النتريك أو الميثان، وبالتالي فإن تأثيرها الضار بالبيئة طفيف، كما أن 95 بالمئة من الأراضي المستخدمة كحقول للرياح يمكن استخدامها في أغراض أخرى مثل الزراعة أو الرعي، كما يمكن وضع التوربينات فوق المباني.
كما أظهرت دراسة حديثة أن كل بليون كيلووات في الساعة من إنتاج طاقة الرياح السنوي سيوفر من 440 إلى 460 فرصة عمل.
واعتماد الطواحين ليست فكرة جديدة، فاستخدام طاقة الرياح بدأ مع بدايات التاريخ، حيث استخدمها الفراعنة في تسيير المراكب في نهر النيل، كما استخدمها الصينيون عن طريق طواحين الهواء لضخ المياه الجوفية، وفي يوليو عام 1887، أقيمت في اسكتلندا أول طاحونة هواء لإنتاج الطاقة الكهربائية شيّدها البروفيسور جيمس بليث من معهد أندرسون. وكان ارتفاع الطاحونة 10 أمتار وتعمل بواسطة شحن بطاريات طوّرها الفرنسي كاميل ألفونس بمثابة فور لإنارة كوخ دخل التاريخ على أنه أول بيت يُنار بكهرباء الرياح.
ومع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين كان هناك الملايين من طواحين الرياح منتشرة في معظم أنحاء العالم سواء لضخ المياه الجوفية أو لطحن الحبوب والغلال.
وفي الأربعينات أصبحت طواحين الرياح من الأساليب العتيقة، وذلك نتيجة للانتشار الواسع للوقود الأحفوري وإتاحته بتكلفة أقل من تكلفة تشغيل تلك الطواحين، لكنه خلّف غازات لها خاصية امتصاص الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض، ومن ثم إعادة إشعاعها إلى سطح الأرض، مما يسهم في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري. وجاءت الطاقة البديلة من الشمس والأرض لتخلّص الأرض من محنها، ولتستطيع أجيال المستقبل العيش في محيط يتميز بنقاوة هوائه ومائه وغذائه أكثر مما نعيش عليه اليوم.
ومقابل المحاسن التي يتحدث عنها الخبراء للطاقة التي توفرها التوربينات، فإن دراسات حديثة تثبت أنها تساهم في احترار سطح الأرض بسبب كيفية توزيع هذه التوربينات لكتل الهواء الحار والرطب في الجو.
وتتكون الرياح عادة بسبب عدم تجانس توزيع الحرارة على سطح الأرض بواسطة أشعة الشمس، حيث إنه خلال فترة النهار يسخن الهواء فوق سطح اليابسة أسرع من الهواء فوق سطح المياه مثل المحيطات والبحار، ما يجعل الهواء فوق المياه أكثر برودة وأثقل.
ويعود السبب في عدم تجانس حرارة الهواء على سطح الأرض إلى اختلاف ارتفاع السطوح، مثل المحيطات والبحيرات والأنهار والغابات والأدغال والصحارى والجبال.
ونتيجة لهذا الاختلاف، فإن الرياح الدافئة فوق اليابسة تتمدد وترتفع إلى الأعلى والرياح الباردة تنتقل وتحل محلها، وهكذا تتولد الرياح.
وعند مرور هذه الرياح بريش الطاحونة المثبتة على محاور التوربينات الدوارة تقوم بتحريكها وهي بدورها تقوم بتحريك مولد الطاقة الكهربائية
وللحصول على طاقة كهربائية كافية، يتم عادة ربط مجموعة كبيرة من هذه الطواحين الهوائية معا لتشكيل ما يعرف بمزارع الرياح.
وكتب ديفيد كيث، أستاذ الهندسة في هارفارد وأحد معدي الدراسة المتعلقة بمساهمة توربينات طاقة الرياح ستؤدي إلى احترار أرض، أن “طاقة الرياح أفضل من الفحم على كل الأصعدة البيئية إلا أن ذلك لا يعني أن تأثيرها لا يستهان به”.
وفي سبيل المقارنة، ارتفعت حرارة الأرض بدرجة مئوية واحدة منذ نهاية القرن التاسع عشر، فيما يدعو اتفاق باريس الدول إلى احتواء ارتفاع الحرارة ب1.5 درجة أو درجتين كحد أقصى لتجنّب عواقب بيئية وخيمة.
ولم تقدم الدراسة التي نشرها جامعة هارفارد بحسابات تشمل العالم بأسره، إلا أن مجلة “ساينس” نشرت قبل فترة قصيرة بحثا درست خلاله تأثير طواحين الهواء على الحرارة والمناخ.
واعتبر هذا البحث، أن نشر طواحين الهواء على جزء من الصحراء الكبرى سيكون له تأثير على الحرارة المحلية والمتساقطات، فضلا عن الغطاء النباتي المحلي في نهاية المطاف.
وأظهرت حسابات علمية أن وضع محطات ضخمة لتوليد الكهرباء من الرياح أو من الطاقة الشمسية في جزء من الصحراء الكبرى يمكن أن يزيد من إمكانية هطول الأمطار في المنطقة نفسها، إضافة إلى تأمين التيار الكهربائي للعالم كله.
وجاء في بحث مجلة “ساينس” أن وضع 3 ملايين من توربينات الرياح وألواح شمسية تغطي 20 بالمئة من مساحة الصحراء، أي 9 ملايين كيلومتر مربع، يمكن أن “تزوّد العالم كلّه بالتيار الكهربائي”.
ولأن الألواح الشمسية وتوربينات الرياح تغيّر حرارة التربة وحركة الرياح، يمكن أن يؤدي ذلك إلى هطول الأمطار في الصحراء الكبرى، وستكون لذلك آثار بيئية واجتماعية مهمة، بحسب البحث.
فهطول الأمطار في تلك المناطق من الصحراء يؤدي إلى نمو النبات، وبالتالي ظهور الأنواع الحية، بحسب الباحثين.
وشرح الباحثون أن توربينات الهواء تجعل الهواء الساخن ينخفض ويرفع حرارة التربة في الليل، كما أنها تبطئ حركة الرياح، فتغيّر حركة التفاعل بين الأرض والهواء، الأمر الذي يؤدي إلى سقوط الأمطار وظهور الحياة البرية.
ومن عيوب طاقة الرياح أن التأثير البصري لدوران التوربينات والضوضاء الصادرة عنها قد تزعج الأشخاص القاطنين بجوار حقول الرياح.
وتتسبب التوربينات العملاقة أحيانا في قتل بعض الطيور خاصة أثناء فترات هجرتها، وتتم حاليا دراسة تأثيرها على انقراض بعض أنواع الطيور، ولكن النتائج المبدئية تشير إلى أن التوربينات ليس لها هذا التأثير الشديد”.ويتفق الباحثون على أن تأثير محطات الطاقة الشمسية أقل بعشر مرات من طواحين الهواء، فيما إنتاجهما للطاقة الكهربائية مماثل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.