بعد تسرب الأنباء عن استقالة عادل الدفوف، عَبّرت الجماهير الطنجاوية عن فرحها بشكل يدل على ولعها الشغوف وعشقها الأبدي لفريق اتحاد طنجة، فما إن تأكد خبر استقالة عادل الدفوف أحد أوجه المال والأعمال المعروفة بالمدينة من رئاسة الفريق المحلي، حتى عمت أجواء من والبهجة السرور على محيى أنصار الفريق الأزرق، ممنين النفس بخلف مسؤول، لعله ينقذ النادي من الخطورة التي تتربص به، ويقوده إلى بر الأمان، ولما لا إلى تحقيق تطلعات الأنصار التواقة إلى الأمجاد وتحقيق الألقاب الوطنية والقارية، بما يعكس مستواها الحضاري، وإرث مدينة طنجة التاريخي والرياضي، لكن السؤال المطروح بخصوص وضع فريق المدينة، والشأن الرياضي المحلي عموما، هو هل المشكل في المنتوج (البضاعة) أم في التسويق؟ مما لا يختلف عليه أحد من المتتبعين للشأن الرياضي بمدينة طنجة، هو أن تداخل الرياضي بالسياسي في تسيير أندية الفريق المحلي، هو سبب بلاء الرياضة المحلية، و إن كانت أندية كرة القدم وكرة السلة أكثر تضررا من غيرها، بحكم أنهما يحضيان بقاعدة عريضة من الأنصار والمشجعين، ويمثلان المدينة في قسمها الممتاز، ورغم ذلك لا يستحي تماسيح وعفاريت المدينة من أباطرة المال والأعمال من التضحية بفريق عريق لكرة السلة في البطولة الوطنية شق طريقه لمصاف الأبطال في السنين الأخيرة، في سبيل تحقيق مآربهم السياسية. حتى سمعنا مؤخرا من بعض المتتبعين للشأن الرياضي المحلي يتسائلون باستنكار، وقلوبهم أسى وحسرة على اتحاد طنجة لكرة السلة هل مازال موجودا؟ وإذا بقي الحال على ما هو عليه الآن، فليس ببعيد أن نسمعهم يتسائلون مرة أخرى هل بقي فريق اتحاد طنجة لكرة القدم موجودا؟ ولكي نتفادى هذا السيناريو السيء لا قدر الله، على اللذين تسرعوا بالفرحة بتقديم الدفوف استقالته، أن يؤجلوا فرحتهم حتى يعود الشأن الرياضي المحلي لمساره الصحيح، فماذا سيتغير لو تقلد السيمو أو غيره زمام الأمور، في ظل وضع لا نعرف شيئا عن تفاصيله الداخلية، بفعل التعتيم الإعلامي المضروب على الشأن الرياضي الطنجي، وإن كنا نجزم أنه شكل من أشكال الريع الاقتصادي (صندوق أسود) يتقاسم كعكته جبابرة الفساد المالي والسياسي والاقتصادي بمدينة طنجة، المعروفين بنهبهم لأراضي الجموع، والغابات وملاعب الأحياء، وحتى بعض المقابر بالمدينة! تحولت في عهدتهم إلى عمارات واستثمارات عقارية مدرة للربح المادي. فهل من هؤلاء يرجى منهم خيرا سواء في مجال الرياضة أو في مجال آخر من مجالات الشؤون العامة؟ لحظة من فضلكم يا شباب طنجة، لنتدبر ونتعلم من أخطاء الماضي، بدل التسرع بفرح استقالة شخص هو عنصر من عناصر منظومة الفساد المهيمنة على قطاع الرياضة بالمدينة، فمنذ نزول الفريق إلى القسم الثاني تغير أزيد من 10 مدربين وأزيد من ثلاث رؤساء، لكن ما الذي تغير ؟ هل أوضح أحد الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الفريق الوضعية الداخلية للرأي العام؟ هل أعاد المياه إلى مجاريها؟ هل أصلح ما أفسده أسلافه؟ الجواب طبعا لا، بل ازدادت الأوضاع سوءا وقتا بعد آخر. إذن هل المشكل في شخص الرئيس وحده وإن كان هو يتحمل قسطا وفيرا من المسؤولية، خاصة من الناحية الأخلاقية في إطار مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة الذي تبنته الدولة المغربية في ظل الدستور الجديد، وذلك توضيح للرأي العام كواليس ما يدور في دهاليز الشأن الداخلي للفريق والرياضة المحلية عموما؟ مخطئ من يظن أن المشكل هو في (الشخص) الذي يرأس، فالرئيس المستقيل آخر استقالته إلى حين توصله بالمنحة السنوية لمجلس المدينة، ورغم ذلك ترك خزينة الفريق مثقلة في الديون، لكي تعلم الجماهير الطنجاوية أن المشكل ليس سببه شخص وحيد، وإنما يشترك فيه كافة العفاريت والتماسيح المهيمنة على مجال الرياضة بالمدينة، كما أنه كم مرة سمعنا عن رجل أعمال قطري أو سعودي أو رجل أعمال مغربي مقيم بالخارج ينوي شراء نادي اتحاد طنجة، لكن جهات ما تحول دون ذلك وتفسد الصفقة، رغم أنه لا حاجة لنا بأجنبي يتكرم علينا، فموارد مدينة طنجة المالية والاقتصادية وأرباح مئات الشركات والمصانع يمكن أن ترفع المدينة من أسفلها لتضعها في عرض البحر. من هنا فإن السؤال الحقيقي الذي ينبغي أن تتفاعل معه الجماهير الطنجاوية، ليس هو: من الأصلح لقيادة اتحاد طنجة ؟؟ كيف السبيل إلى تطهير الفريق الكروي والرياضة المحلية عموما من الجراثيم والفيروسات البشرية التي أفسدت علينا الفرحة طيلة السنين الأخيرة؟؟ وماهي الطريقة التي يمكن بها إرجاع مجد وعز الرياضة المحلية؟ لا بد من التذكير بأن مبدأ السياسة التشاركية التي انتهجتها الدولة في تدبير جميع الشؤون العامة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الرياضية، يتحتم علينا جماهير النادي كأنصار ومحبي فريق المدينة بأن يكون لنا موطأ قدم ضمن اللجنة المكلفة بإنقاذ الفريق، لأن الفريق ليس شركة في ملك أولئك التماسيح والعفاريت، لذلك يجب تكثيف الجهود للثورة على عليهم وتقديمهم للمسائلة والمحاسبة، ثم بعد ذلك تفرز هيئة منتخبة من شرفاء ونزهاء المدينة من السياسين ورجال الأعمال المشهود لهم بالصدق والأمانة للإشراف على الفريق كمرحلة انتقالية، في أفق تشكيل مكتب مسير جديد بالتنسيق مع ممثلي جماهير وأنصار النادي، وانتخاب الربان المناسب يكون في مستوى تطلعات الجمهور الطنجي العتيد، ودمتم لحب الفريق أوفياء. http://www.facebook.com/abderrahim.benali2