كشفت قوات الدرك الملكي الحربي أول أمس المحتويات الكاملة لثلاثة مخابئ سرية لأسلحة لها علاقة بالخلية الإرهابية التي تم تفكيكها منذ يومين والتي تضم في عضويتها 27 فردا من بينهم عنصر ينتمي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وتضم المواقع الثلاثة التي تقع بالضبط في منطقة تسمى " خنك الزريبة" حسب الحصيلة التي أعلن عنها الدرك الملكي والمعاينة الميدانية التي حضرها حشد كبير من الصحفيين المغاربة والأجانب في مجموعها 33 بندقية من نوع كلاشنيكوف وقذيفتين مضادتين للدبابات ومدفع هاون وكذا ألف و998 من الذخيرة الخاصة ببندقيات كلاشنيكوف. وتعد منطقة خنك الزريبة الصحراوية منطقة خالية من السكان وخطيرة جدا لكونها منطقة لانتشار الألغام فضلا عن قساوة الطبيعة ويتطلب الوصول إليها ساعة من الزمن عبر الطائرة المروحية وقد تم اختيارها من طرف الإرهابيين كمخبئ للأسلحة بالنظر إلى هذه الخصائص ونظرا لقربها بعض الشيء من العيون حسب ما صرح به مصدر مطلع. وتفيد الكتابات الموجودة على ظهر الأسلحة المحجوزة بأنها أسلحة من صنع روسي أكدت الشرطة العلمية أنها في حالة جيدة وصالحة للاستعمال سواء من حيث العتاد أو الذخيرة. وقد صرح الكولونيل عبد اللطيف مكوار من الدرك الملكي الحربي لوسائل الإعلام في عين المكان بأن العثور على المخابئ المذكورة تم بناء على معلومات توصل بها الجنرال دكور دارمي عبد العزيز بناني المفتش العام ل القوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية. هذه المعلومات أشارت في البداية إلى وجود مخابئ للأسلحة والذخيرة وبعدها تم توجيه الأوامر إلى القائد العسكري بمنطقة الساقية الحمراء، وكذلك قائد الدرك الملكي الحربي من أجل التحري في الموضوع حسب مكوار. وتم التوصل إلى المخابئ الثلاثة عقب عملية تمشيط واسعة بالكلاب المدربة في صحراء قاحلة في أقل من 24 ساعة حسب نفس المصدر. وقد عمد الدرك الملكي الحربي إلى إطلاع الصحفيين بعين المكان على محتويات المخابئ وطريقة التخزين التي تعتمد على لف المحتويات داخل أكياس بلاستيكية ثم وضعها تحت الأرض في صناديق خشبية من الحجم الكبير مطلية بلون أخضر. وتضم الحفرة الثانية (مخبأ 2) على سبيل المثال والتي كشفتها الكلاب المدربة وهي مخبأ خاص بالأسلحة 1998 رصاصة مخصصة للكلاشنيكوف و6 قذائف ار بي جي و8 قدائف مضادة للذبابات فيما يضم المخبأ الثالث 17 بندقية من نوع كلاشنيكوف وقاذفة مضادة للدبابات و34 خرطوش و17 حزام و17حاملة خراطيش فيما يوجد الباقي بالمخبأ رقم 1 حسب التحديد الذي قامت به قوات الدرك الملكي الحربي بعين المكان. ورغم أن الوقت لازال مبكرا على تقديم خلاصات أو استنتاجات حسب ما صرح به كل من مولاي الطيب الشرقاوي وزير الداخلية أو الكولونيل مكوار فإن الزيارة الميدانية دفعت الحاضرين في إلى التأكد من كون الإرهابيين يملكون وسائل متطورة للتنقل والتواصل. فرغم صعوبة تحديد ملامح واضح للمكان الذي تتواجد به المخابئ فإن الإرهابيين يعرفون مكان تواجد الأسلحة مما يرجح فرضية استعمالهم لتقنية GPS حسب ما صرح به مصدر مطلع. ويمكن إضافة عنصر أخر إلى العناصر التقنية التي تستعملها الخلية الإرهابية وهو تمكنهم من استعمال وفك رموز الخرائط الطبوغرافية التي تم حجزها مع بعض المقبوض عليهم.