تصر جريدة المساء على أنها تعرضت لمؤامرة من جهة خفية لم تسميها قصد قتلها، والواضح أن المؤامرة الوحيدة التي تعرضت لها كانت من طرف مديرها رشيد نيني، الذي يقضي حاليا عقوبة سجنية مدتها سنة نافذة، وهو وحده الذي قاد المؤامرة ضد المساء ,بعد أن أصبح ك"دون كيشيوت" يصارع طواحين الهواء، وتحول من صحفي إلى ما يشبه الفارس الذي يركب حصانا ويقطع الرؤوس بسيفه البتار، هل ترك رشيد نيني مؤسسة أو عائلة أو منتخبا لم يكتب عليهم، لكن كتابته ليست لها مبادئ ولا قواعد، فرشيد نيني كان يكتب حديث المقاهي؟ فرشيد نيني كان يكتب في عموده كل ما يصله عبر بريده الالكتروني ,دون تحري الحقيقة وكان يكتب البهتان عن الناس , وتسبب في مآس اجتماعية لعائلات وضع صورها في الصفحة الأولى لجريدته، وخلق عداوات لا تعد ولا تحصى في كل اتجاه. غير أن ربط المساء بين الاعتداء على عبد الله حتاش، المستشار الخاص لرشيد نيني، وبين ما تسميه المؤامرة على المساء مجانب للصواب، لأن رشيد نيني لم يصنع مقاولة قادرة على السير بوجوده أو بوجود غيره وإنما أسس شيئا شبيها بالمقاولة العائلية التي تدور حول شخصه، فما إن غاب عن الساحة حتى اضطربت المؤسسة التي تشبه نمرا من ورق يخيف من بعيد لكن لما تقترب منه يمكن أن تضغط عليه بسهولة. نسيت المساء أن مديرها لم يعد يشرب قهوة الصباح في مقاهي الرباط ,وأنه ترك وراءه إرثا ثقيلا من الخصومات، ولما ادعت أن وراء الاعتداء على المستشار الخاص لرشيد نيني يدخل في سياق المؤامرة على المساء لم تضع نصب عينيها بعض الاعتبارات المانعة لهذا الافتراض. أولا أن الدولة ومنذ رحيل إدريس البصري، وزير الدولة في الداخلية القوي، لم تعد تلعب هذه اللعبة وإلا كانت لعبتها مع غيره ممن كانوا أكثر جذرية منه أمثال أبو بكر الجامعي وأحمد رضا بنشمسي وعلي لمرابط، لكن الدولة أصبحت تترك هذه الصحف تموت موتتها الطبيعية بعد أن تفقد مصداقيتها. ثانيا لنفترض أن ما وقع مؤامرة، وهل يمكن لمتآمر مهما كان أن يدخل من باب شخص نكرة لا حول ولا قوة له داخل مؤسسة أصبحت كالغول، شخص لا يعرف شيئا عن المساء ولا يعرف إلا ما يسمى استشارة يقدمها لرشيد نيني. ثالثا لأن الصراع وسط المساء أصبح على أشده بين أطراف عدة داخل مؤسسة المساء قصد السيطرة عليها، واصبح رشيد نيني شبه معزول عنها بعد أن شرع أصحاب الشكارة في البحث عن خلف له، وبما أن حتاش هو الحلقة الرابطة بين نيني وبين المساء وهو الذي ما زال يقدم النصح لشقيق نيني عمر فإن أعداء نيني داخل المؤسسة يعتبرون التخلص منه أو تأديبه هو الجسر للعبور نحو التخلص من رشيد نيني.