لقد اصبح فيديو لرحلة صيد على متن سفينة للصيد الصناعي بتقنية المياه المبردة او ما يعرف بإسم RSW منتشرا كالنار في الهشيم لدى أوساط العاملين في القطاع بمدينة الداخلة وهو يوثق لعملية خرق واضحة لقانون الصيد البحري مخلفا موجة من الاستياء والغضب لدى المهنيين. الباخرة مجهزة بشباك اسود و طافيات صفراء كما يظهر من خلال الصور انها من حديد و لديها طابقين كما ان الرافعة توجد في الجهة اليسرى، هذه السفينة في ملكية احد أقارب الكاتبة العامة للوزارة حسب مصادرنا و هي الوحيدة التي تصطاد بهده الطريقة في مدينة الداخلة. اصبح على ادارة الصيد البحري الانخراط و بكل مسؤولية في حماية الثروة السمكية،و حماية الثروة السمكية لا تأتي فقط بتحديد الحصص أو بفرض آليات مراقبة تقنية أو بشرية،بل بمنع التخلص من الاسماك على غرار عدد من دول الاتحاد الأوربي مادام المغرب مرتبط باتفاقيات شراكة و تعاون مع بروكسيل.ولكن كيف يمكن هذا وقد اصبح لوبي الصيد RSWقوة استعمارية لخيرات الشعب المغربي، ناهيك عن استثناء اصحاب هذه السفن من وزن الشاحنات المبردة من المرور عبر ميزان المكتب الوطني للصيد واعتماد أوزان عرفية فقط، وعدم وجود اي مراقب من الوزارة على الرغم من ان معظم الأطقم ذات جنسيات اجنبية. و اذا كان قرار منع التخلص من الاسماك بعد صيدها،منع الهدر و حماية الثروة السمكية ،فمن جانب آخر فهو دعوة غير مباشرة الى مهنيي الصيد على استخدام وسائل و معدات الصيد الانتقائي، و جدير على من يهمه حماية الثروة السمكية فعلا اي كافة الاطراف المعنية بالانخراط في هذا المشروع باعتباره آلية من آليات حماية الثروة السمكية. عدد من دول العالم و مند سنوات انخرطت في أكبر عملية للتخلي عن الصيد بالجر،بعد اقتناعها بأن الثروة السمكية هي ثروة ليست وطنية و انما ثروة للبشرية جمعاء، لقد قامت جل الدول الإسكندنافية بالتخلي عن هذا النوع من السفن في حين يتم إغراق ميناء الداخلة بها، رغم سنها الذي يتجاوز 30سنة غالبا علما ان القانون المغربي يحدد سن الاستيراد في 10 سنوات، لكن العفاريت والتماسيح أضافت الى شلتها اسماك قرش مغربية. لقد عمدت عدد من وحدات الصيد بالجر بفرنسا الى تغيير تقنياتها من الصيد بالجر الى الصيد بالخيط و أخرى تستعمل الخيط في صيد عدد من الاسماك السطحية كالماكريل،هذا في الوقت الذي تقوم سفن الصيد RSW بارتكاب مجازر في حق الثروة السمكيةالوطنية و التخلص من أطنان منها في البحر و كذلك السفن الروسية بالمصيدة C جنوب بوجدور فهل تستمر الادارة في دعواتها بضرورة حماية الثروة السمكية ،و المهنيون في التباكي على الثروة السمكية مقابل استمرار النزيف الذي ستكون عواقبه وخيمة على الاقتصاد الوطني.