بعد أشهر من اعتماد مقاربة” عين ميكة” في مواجهة ظاهرة تناسل الباعة المتجولين،واستنبات ركام من الأسواق العشوائية، وجدت السلطات المحلية بمراكش ،صعوبة في تحرير بعض الفضاءات بالمدينة، من قبضة هذا النوع من التجار. أصبح تواجد عشرات الاسواق العشوائية، حقا مكتسبا بالنسبة للمستفيدين، وباتوا على استعداد لمواجهة أية محاولة لإبعادهم عن مواقع احتلوها “على عينيك أبن عدي”، في ظل تلكؤ السلطات المحلية،في مواجهة هذا الطوفان من “الجلسات” الخاصة ببيع وتسويق كل ما لايخطر علىالبال من سلع ومعروضات. الإستيقاظة المتأخرة لأهل الحل والعقد بالمدينة، ومحاولة الحد من تفاقم الوضع،عبر التصدي لجيوش الباعة، ووجه بغير قليل من ردات الفعل العنيفة، مع اندلاع فصول مواجهات بين بعض أعوان السلطات المحلية ورجال القوات المساعدة وبين بعض الباعة. سوق إيزيكي، الذي حوله البعض إلى فضاء لبيع الخضر والفواكه بالجملة، بعيدا عن السوق الرسمي، مع ما يعنيه الأمر من هدر للمال العام،وحرمان الجماعة من مداخيل محترمة، كان في صلب احتجاجات بعض تجار الجملة، وحوله البعض إلى شماعة للإمتناع عن أداء الرسوم والمستحقات الجبائية المتربة عن إدخال السلع لفضاءات السوق الرئيسي،بدعوى غياب شروط المنافسة. امتد الأمر بالبعض على استنبات عشرات البراريك بسوق إزيكي،وتحويلها إلى مخازن لتجميع وعرض الخضر والفواكه ،لتسويقها بالجملة، ما جعل السلطات المحلية أمام ضغط التجار العاملين بسوق الجملة الرئيسي، إلى شن حملة لهدم البراريك المستنبتة،ووقف نزيف هكذا نوع من التجارة غير المرخصة. لم يستسغ بعض المستفيدين هذا الموقف الحازم، فقرروا استعمال” شرع يديهم” وإعادة بناء جدران البراريك المتهدمة. في حدود الرابعة من صبيحة أول أمس، تصدت عناصر من أعوان السلطة ورجال القوات المساعدة، لهذا التحرك الذي ينهل من معين التحدي،محاولة الوقوف في وجه مظاهر الإنفلات المعلن، لتواجه بمقاومة شديدة، امتدت بالبعض إلى رشق”أصحاب الحال” ببعض حبوب الخضر من بطاطس وطماطم، أصاب بعضها رجل سلطة برتبة خليفة على مستوى وجهه، لتستمر بعدها مظاهر الإحتقان. غير بعيد عن سوق إيزيكي، كانت عملية العنبر بالمسيرة الثانية،على موعد مع مشهد مماثل، حين حاولت عناصر السلطات المحلية معززة بفصيلة من القوات المساعدة، كبح جماح امتدادات سوق عشوائي،ملأت معروضاته فضاء الساحة الكبرى المقابلة لمسجد الحي، وامتدت بأذرعها لملامسة الشارع الرئيسي المحيط بالمكان، مع ما استتبع العملية من عرقلة حركية السير والجولان،واختناق حركة المرور به. تدخل لم يستسغه بعض الباعة الذين رفعوا راية العصيان في وجه عناصر السلطة المحلية، وواجهوها بآيات” سبان الدين والملة”،قبل أن يتوج بعضهم المشهد بإشهار سلاحه الأبيض، والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور، وبالتالي إسدال الستار على الحدث بشعار”كم حاجة قضيناها ،بتركها”. محمد موقس