بغطاء أبيض قبل أن يلف في كفن تم تدثير جثته، وعلى أوراق جرائد رقدت رقدة أخيرة لم يكتب له بعدها استيقاظ.. وبين سيارتين وحدهما النوع نفسه الذي يعود إلى العلامة الفرنسية للسيارات «رونو»، وفرقتهما النوعية التي اختلفت، استقرت جثة الضحية، فشرعت الأفواه مفزوعة من هول ما تابعه المتحلقون. فجأة ودون سابق انذار كانت السقطة المدوية التي لم تترك من مجال للضحية لكي يسترجع أنفاسه، أو تحتفظ له ببقية حياة. كان الحادث بمثابة الصدمة التي أدهلت كل من قادته الظروف إلى متابعتها. لم يصدر الصرخة، كتم أنفاسه، وعندما اصطدم بحاجز حديدي قبل وصوله إلى الإسفلت كانت الدماء قد تناثرت، ليقع على سيارة خاصة من نوع «داسيا لوغان» ذات لون أزرق سماوي، كانت مركونة بالشارع، هشم زجاج واقيتها الأمامية وتتناثر دماؤه على مقدمتها. فصباح أمس الأربعاء تجمعت الحشود على مقربة من العمارة حيث توجد شركة التأمينات «أطلنطا» بشارع أنفا لمتابعة أطوار الحادثة المفزعة التي قيل إن أحد الأشخاص قد رمى خلالها نفسه من الطابق الخامس لهذه العمارة. وحسب بعض المصادر فإن الضحية الذي يبلغ من العمر حوالي 43 سنة، كان يعمل حسب أوراقه الثبوتية «وكيل أعمال» لإحدى شركات التأمين، وقد عمد صباح أمس في ظروف غامضة إلى إلقاء نفسه من الطابق الخامس للعمارة الواقعة بشارع أنفا. غير أن بعض الأخبار الأخرى قالت إن الضحية سقط من الطابق السادس، وليس الخامس حيث يوجد مقصف للاستراحة وتناول القهوة، وبهذا الطابق توجد شرفة تطل على الشارع حيث يحتمل أن يكون الضحية الذي قدم إلى العمارة للنظر في بعض ملفاته قد زلت قدماه وسقط أرضا. ومن شأن التحقيق القضائي الذي فتحت عناصر الضابطة القضائية بأمن أنفا أن يميط اللثام عن أسباب سقوط الضحية، وما إذا كان الأمر يتعلق بانتحار أو بسقوط مفاجئ. وفور وقوع هذا الحادث حلت مختلف عناصر الأمن بشارع أنفا، وعناصر الوقاية المدنية التي نقلت الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي، كما تم فتح تحقيق في هذه النازلة. رشيد قبول تصوير: محمد العدلاني