في أجواء نابضة بالحياة، وتزامنا مع احتضان أكادير لمنافسات كأس إفريقيا للأمم 2025، تحوّل محيط إقامة منتخبات مجموعة أكادير بمنطقة تغازوت، شمال المدينة على الكورنيش، إلى فضاء مفتوح للاحتفاء بالثقافة الإفريقية، من خلال تنظيم معرض لمنتجات إفريقية متنوعة، مرفقاً بأنشطة ترفيهية وألعاب تنشيطية جذبت الجماهير والوفود الرياضية على حد سواء. من تغازوت... إفريقيا تُعرف عن نفسها منذ الساعات الأولى من الصباح، تبدأ أروقة المعرض باستقبال الزوار بألوانها الزاهية وروائح التوابل الإفريقية التي تعبق في المكان. تتنوع المعروضات بين أقمشة تقليدية، وحلي يدوية، ومنحوتات خشبية، ومنتجات تجميل طبيعية ولوحات فنية، تعكس جميعها غنى وتنوع القارة الإفريقية، وتحكي قصص شعوبها من خلال منتجات صُنعت بعناية بأيدٍ محلية. وتشرف على المعرض فعاليات مؤسساتية بتنسيق مع السلطات المحلية، حيث لم يعد الفضاء مجرد مكان تجاري، بل تحول إلى منصة للتبادل الثقافي والتقارب الإنساني بين المشاركين والزوار، لا سيما مع توافد مشجعي المنتخبات الإفريقية المقيمة في تغازوت والزوار المغاربة، إلى جانب السياح المقيمين والعابرين للمنطقة. ألعاب وتنشيط... كرة القدم تجمع والثقافة توحّد إلى جانب المعرض، خُصصت فضاءات للألعاب والأنشطة التنشيطية الموجهة للأطفال والشباب، شملت ألعاباً تقليدية إفريقية، ومسابقات رياضية خفيفة، وعروضاً فنية موسيقية تقام مساء كل يوم، أضفت على المكان حيوية خاصة. وقد خلقت هذه الأنشطة أجواء احتفالية، وحوّلت محيط إقامة المنتخبات إلى فضاء للتلاقي والتعارف خارج المستطيل الأخضر. يقول محمد أيت الحاج، أحد المنظمين: "أردنا أن نجعل من تغازوت أكثر من مجرد مكان لإقامة المنتخبات، بل فضاءً يعكس روح إفريقيا، ويقرّب بين الشعوب من خلال الثقافة والفن واللعب". شهادات من قلب الحدث أعربت فاطمة كامارا، عارضة منتجات تقليدية من إحدى دول غرب إفريقيا، عن سعادتها بالمشاركة قائلة: "يمثل هذا المعرض فرصة ثمينة للتعريف بمنتجاتنا وثقافتنا، كما أنه يفتح آفاقاً للتواصل مع جمهور جديد من مختلف الجنسيات". من جانبه، عبّر مامادو كامارا، أحد مشجعي المنتخب الكاميروني القادم من خارج المغرب، عن إعجابه بالمبادرة قائلاً: "لم أتوقع أن أجد هذا التنوع الثقافي هنا. فالتنظيم ممتاز، والأجواء ودية، وهو ما يعكس صورة جميلة عن المغرب كبلد مضياف". تغازوت... نموذج للانفتاح وحسن الاستقبال وبحسب تصريحات متفرقة استقيناها من عين المكان، يؤكد هذا الحدث الثقافي والترفيهي مرة أخرى قدرة جهة سوس ماسة، ومنطقة تغازوت على وجه الخصوص، على الجمع بين الرياضة والثقافة والسياحة، في إطار رؤية تجعل من التظاهرات الرياضية الكبرى رافعة للتنمية المحلية والتقارب بين الشعوب. وبين ألوان الأقمشة، وضحكات الأطفال، وإيقاعات الموسيقى الإفريقية، بدت تغازوت تعيش على إيقاع إفريقيا الواحدة، حيث كانت كرة القدم هي الشرارة، والثقافة جسراً للتلاقي والاحتفاء المشترك.