أشاد اللواء حافظ مسرور أحمد، قائد قوات عملية الأممالمتحدة لحفظ السلام في الكوت ديفوار، أمس الخميس بالمقر العام للتجريدة المغربية التابعة للعملية الأممية في مدينة دويكي الإيفوارية (غرب)، بنكران الذات والتفاني من أجل مثل السلم والتسامح اللذين أبانت عنهما التجريدة المغربية ال20 التابعة للقوات المسلحة الملكية المنتشرة في الكوت ديفوار في إطار بعثة الأممالمتحدة. وأبرز اللواء مسرور أحمد، في كلمة خلال حفل تسليم ميدالية الأممالمتحدة لحفظ السلام للضباط وضباط الصف والجنود بالتجريدة المغربية ال 20 ، أن القبعات الزرق المغربية المتعاقبة على الكوت ديفوار في إطار عملية الأممالمتحدة منذ عام 2004 ، اكتسبت ثقة متزايدة لدى هيئة الأممالمتحدة، نظرا لمهنيتها وحرصها على أداء واجبها على النحو الأمثل في خدمة السلام والأمن والمصالحة الوطنية في الكوت ديفوار. وقال إن "القبعات الزرق ضمن التجريدة المغربية ال 20 أكدت قدرات الجندي المغربي على التكيف مع جميع الحالات، مهما كانت صعبة، مع نكران ذات وتفان عميقين". وشكل الحفل، الذي حضره عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية، من بينها سفير المغرب في أبيدجان مصطفى جباري، أيضا فرصة لقائد قوات عملية الأممالمتحدة لإبراز أن التجريدة المغربية ال20 ، التي تعمل في منطقة تعد من بين الأكثر اضطرابا والأكثر تأثرا بأعمال العنف في الكوت ديفوار، أبانت عن التزام راسخ بحماية مكتسبات عملية الأممالمتحدة في المنطقة، في ما يخص الأمن، والدعم الإنساني والنهوض بالقيم الإنسانية وحماية السكان. كما أشار إلى أن "القبعات الزرق المغربية، التي تحظى بالتقدير نظرا لجاهزيتها في مختلف وضعيات الأزمة والتزامها التام والكامل باحترام القانون، تمكنت من كسب ثقة واحترام الشعب الإيفواري". وأضاف أنه من خلال مختلف الخدمات اللوجستيكية والطبية والتعليمية وفي مجالات أخرى تتعلق بحياة الساكنة المحلية بالمنطقة التابعة لمسؤوليتها، لم تبخل التجريدة المغربية أبدا بالموارد اللازمة لتلبية احتياجات السكان المدنيين والعمل بتواضع كبير من أجل انتصار السلام والقيم الكونية للأمم المتحدة في الكوت ديفوار. واستشهد في هذا السياق بالدعم الذي قدمته لهذه الساكنة في مجال تمدرس الأطفال عبر توزيع أدوات مدرسية وإمدادات المياه والرعاية الصحية للقرب المقدمة لسكان القرى المجاورة. من جهته، أعرب قائد التجريدة المغربية ال 20 الكولونيل ماجور فؤاد عكي، في كلمة باسم التجريدة المغربية، عن اعتزازه الكبير بمناسبة تقديم هذه الميداليات التذكارية للأمم المتحدة من أجل حفظ السلام. وقال إن لحظة تسلم هذه الميداليات تكتسي طابعا مميزا بالنسبة لكل جندي، لأنها تعد تتويجا للجهود والتضحيات المبذولة في أداء مسؤولياته. وأضاف قائلا "هذه اللحظة تزداد أهمية ورقيا لأن الأمر يتعلق بوسام تذكاري للأمم المتحدة لحفظ السلام في الكوت ديفوار، والذي يعد حمله مصدر فخر ، نظرا للمثل والقيم الكونية للسلم والتسامح التي يجسدها". وأبرز قائد التجريدة المغربية أنه ضمن روح هذه المثل النبيلة، تستقبل التجريدة المغربية هذا اليوم المتميز الذي يشكل تتويجا لمساهمتها النبيلة في إحلال السلام والأمن في الكوت ديفوار، التي تظل بالنسبة للمملكة المغربية "بلد شقيقا وصديقا كبيرا منذ زمن بعيد". وأشار إلى أنه "في إطار دينامية النهوض بالسلام والمصالحة في منطقة كافالي الوسطى منذ ماي 2014 ، انخرطت التجريدة ال 20 على غرار سابقاتها، بشكل كامل في المهمات العملياتية والإنسانية، في مواكبة دون كلل للمكونات المدنية والإنسانية والعسكرية لعملية الأممالمتحدة الرامية لتعزيز أمن وحماية الشعب الإيفواري". كما أكد الكولونيل ماجور عكي أن عمل التجريدة المغربية ما كان ليحقق أهدافه بدون التعاون القيم، والنصائح والتوجيهات الهامة للموظفين المدنيين والعسكريين التابعين لبعثة الأممالمتحدة في الكوت ديفوار. وأبرز في هذا الصدد التعاون الوثيق لكافة المكونات المدنية وشرطة عملية الأممالمتحدة العاملة في مواقع التجريدة المغربية وروح التعايش السائدة، معربا عن أمله في أن يتمتع هذا البلد الكبير، الكوت ديفوار، وشعبه الكريم، بالازدهار الدائم والهدوء والاستقرار والتسامح. وأعرب الكولونيل ماجور فؤاد عكي كذلك عن تقديره لكافة مكونات التجريدة المغربية من أطر وضباط وضباط صف وجنود من أجل الدقة والالتزام والانضباط التي أبانوا عنها في أداء مهامهم، وذلك في إطار التوجيهات السامية لجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.