عندما تقرأ قصاصة وكالة الأنباء الفرنسية عن متشدد فرنسي تم اعتقاله في مطار فاس سايس قادما من نانت الفرنسية حاملا في حقيبته قنينة غاز وسيفا ولباسا عسكريا تصاب بالذهول، وتطرح السؤال بالتأكيد إن كانت الوكالة عريقة تحترم أرواح من قضوا في الباتاكلان وقرب ملعب فرنسا الكبير يوم 13 نونبر من السنة الماضية أم أنهم لا يعنون لها شيئا القصاصة تتحدث باستهتار شديد عن المححجوزات وتقدم رواية غريبة عن إخبار السلطات الفرنسية لنظيرتها المغربية بقدوم بروستاي إلى فاس، قبل أن تؤكد أن الحقيبة التي نقلها معه بروستاي من فرنسا إلى المغرب "لم تكن تحتوي على أي شيء مشبوه"، وأنها "كانت فقط تتضمن أسطوانة غاز مشتعلة" لكأن أسطوانة الغاز المشتعلة هي أمر عادي أو تافه، علما أن سلطات فرنسا تمنعك في مطاراتها من حمل قارورة مياة معدنية صغيرة أو مياه غازية أو قارورة عطر إذا ماشكت فيها مصادر قريبة من التحقيق مع الفرنسي المتطرف قالت ل"أحداث.أنفو" إنه لاصحة إطلاقا لإخبار السلطات الفرنسية لنظيرتها المغربية بخبر وصول بروستاي إلى المغرب، وأن الأجهزة الأمنية المغربية علمت بخبر مجيئه إلى أرض الوطن اعتمادا على خبرتها وعلى متابعتها له، لزنها تعرف أنه متزوج من مغربية، وسيزور صفرو إن آجلا أم عاجلا لذلك رصدت تحركاته وتمكنت بفضل حنكتها من اعتراض سبيله قبل دخوله إلى المغرب المصادر ذاتها قالت إن ما وجده المفتشون في مطار فاس سايس في حقيبة بروستاي خطير للغاية ويطرح السؤال حقا عن فعالية المراقبة في الحدود الفرنسية، وبالتحديد في نقطة نانت التي مر من مطارها بروستاي، وأن ما تم العثور عليه في الحقيبة يعد تعبيرا عن خلل أمني خطير وكبير وإذا ماكان مفهوما أن تدافع وكالة الأنباء الفرنسية وهي تابعة لمصالح الخارجية الفرنسية ويعنيها أمر بلادها فإن قيام مواقع مغربية بنشر القصاصة بالحرف وتبني وجهة النظر الفرنسية أمر يدعو فعلا إلى الاستغراب، علما أنه لو حدث العكس وتم ضبط متشدد مغربي في مطار فرنسي قادما من المغرب وحاملا في حقيبته ماتم ضبطه في حقيبة بروستاي لقامت الدنيا ولم تقعد في كل الحالت فرنسا وغلمانها يقدمون لنا و"لكم" في الصغيتين معا دروسا عجيبة في أمن وصحافة لم يعرفهما العالم من قبلهما وكل هذا بمقابل لا أحد يعرف قيمته على وجه التحديد