أكد الشيخ الصادق العثماني، مدير عام وكالة الأنباء الإسلامية لأمريكا الشمالية والجنوبية، أن توقيع الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين يوم الخميس الماضي بالصخيرات، تحت إشراف الأممالمتحدة، يعكس جهود المغرب في مجال تسوية النزاعات ويجسد دبلوماسيته المتوازنة والقائمة على الحوار. وقال العثماني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن "المغرب، أرض المصالحات، كان دائما في مقدمة الدول الداعمة للتسويات العربية/ العربية، بفضل دبلوماسيته المتوازنة التي تتبنى مبدأ الحوار في حل النزاعات والرامية إلى تقريب المسافات بين جميع الأطراف المتصارعة". ولاحظ الشيخ العثماني، الذي يشغل أيضا منصب مدير الشؤون الدينية باتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل، أن "المغرب يعتبر أرض التسويات والمصالحات ، وبيت السلام والتعايش، ومن هنا تنبع مواقفه الثابتة لصالح قضايا الشعوب العربية والإسلامية، والداعمة لتكريس الأمن والسلام واحترام خصوصيات البلدان التاريخية ووحدتها الجغرافية". وحسب الشيخ العثماني الذي أصدر مؤخرا كتابا حول تاريخ الإسلام والمسلمين في البرازيل فإن هذه المواقف تجسدت من خلال احتضان المملكة سنة 1965 قمة الدارالبيضاء، والتي توجت بالتوقيع على ميثاق التضامن العربي، ودعم القضية الفلسطينية على الصعيدين العربي والإقليمي. وتوالت القمم العربية على أرض المغرب، يضيف الشيخ العثماني، مشيرا إلى أن اتفاق الصخيرات يسعى إلى إعادة إرساء الثقة بين الفرقاء الليبيين والتخفيف من المعاناة التي يعيشها هذا البلد والعمل على إحداث حكومة ليبية موحدة مما سيساهم في استقرار المنطقة المغاربية أجمعها. وتم التوقيع على هذا الاتفاق يوم الخميس الماضي بالصخيرات تحت رعاية الأممالمتحدة بين الأطراف المعنية بالحوار الليبي، ومنهم ممثلون عن مجلس النواب المعترف به دوليا في طبرق، والمؤتمر الوطني العام بطرابلس، والأحزاب السياسية والمجتمع المدني. وتميزت مراسم التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي بحضور، على الخصوص، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، مارتن كوبلر، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، ونظرائه من إيطاليا وإسبانيا وقطر وتونس وتركيا، والعديد من السفراء الأجانب.